غزة اليوم توحد الشعوب العربية والإسلامية من جديد، حول فلسطينوالقدس والأقصى بعد أن اجتهد العملاء في خلط الأوراق واستبدال العدو بالصديق والصديق بالعدو. في هذه المرة اختار الصهاينة تسمية توراتية مهمة في تاريخهم القديم، آلا وهي "عامود الغيمة"، وهي معجزة مذكورة في تلمودهم تقول أنهم حينما خرجوا من مصر إلى الخلاص بعدما كانوا عبيداً، أمدهم الله بعامود كالدخان من الغيم يدلهم الطريق، يتحول ليلاً إلى عامود من نار يضيء لهم طريقهم مما مكنهم من السير ليلاً ونهاراً بدون تعب أو عناء. والمعنى أن حملتهم العسكرية هذه هي "عامود الغيمة" الذي سيحمي الإسرائيليين من أعداءهم في غزة. ولأن أسطورتهم هذه تقابل معجزتنا (طيور الأبابيل) التي رمت أعداءنا وأعداء الله بحجارة من سجيل، فقد أطلقت المقاومة صواريخ القسام الفلسطينية وصواريخ جراد الروسية المعدلة فلسطينياً وصواريخ فجر 5 الإيرانية المعدلة سورياً لتسقط على مدن ومستعمرات الصهاينة كحجارة من سجيل.. وهي الضربات التي أوجعت الصهاينة وجعلتهم يطلبون وقف إطلاق النار. ولذلك فالتحية واجبة لإيران وسوريا وحزب الله الذين لولاهم لما رأينا البطولات التي تسطرها اليوم سواعد المقاومين في فلسطين. تحية للفدائي اللبناني "سامي شهاب" الذي لولاه لما وصلت صواريخ سام 6 السورية وفجر 5 الإيرانية ليد المقاومة لتدك بها معاقل بني صهيون، ولما رأينا الإسرائيليون في تل أبيب ينزلون إلى الملاجئ والغرف الآمنة وينبطحون أرضاً في الشوارع. حتى أن بنيامين نتنياهو اضطر بنفسه للجوء إلى الغرف الآمنة في مقر وزارة الدفاع، وكذلك فعل آفي ديختر. وسامي شهاب واسمه الحقيقي محمد يوسف، قد تم تكليفه ومجموعته المنتسبة لحزب الله بإيصال السلاح لحركات المقاومة في غزة وتدريبهم عليها، وكانت مهمته ناجحة حيث كانت الصواريخ تنقل مفككة ليعيد سامي شهاب ومجموعته تركيبها وتمريرها للقطاع عبر الأنفاق، وقد اعتقله نظام المخلوع هو ومجموعته و 17 مصرياً كانوا يساعدونه في عمله. بفضل سامي شهاب ورفاقه، وسوريا وإيران، تمكنت كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس من استهداف مدينة "تل أبيب" بصواريخ (فجر 5) الإيرانية، وهو التحول النوعي الأبرز والأكثر إيلاماً للحكومة الصهيونية، لأن أكثر من ثلاث ملايين صهيوني أصبحوا في مرمى النار، وعملية ضرب تل أبيب والمدن المجاورة لحدود غزة تسببت في عملية نزوح جماعي نحو شمال إسرائيل، حيث تجاوز العدد النصف مليون إسرائيلي، وهذا ما لم تكن تتوقع حدوثه الجبهة الداخلية الصهيونية. كما تمكنت المقاومة الفلسطينية من إطلاق صاروخ أرض جو باتجاه طائرة حربية من طراز إف 16، وإطلاق صاروخ كورنيت على بارجة بحرية. علماً بأن قوة الجيش الإسرائيلي تعتمد على ركيزتين هما: القوة الجوية والقوة البحرية، وشكل إطلاق كتائب القسام صاروخ أرض جو على طائرة حربية من نوع اف 16، تهديداً مباشراً للقوة الجوية وقدرتها على العمل في أجواء قطاع غزة المحرر. أما قصف القسام للبارجة البحرية وقتل من كان على متنها فإنه قوض إلى حد بعيد القوة البحرية، وهذا بات واضحاً في بحر غزة حيث تغيب البوارج البحرية عن الأنظار بعد أن كانت تقترب من شواطئ غزة وقتما تشاء. بفضل سوريا وإيران وحزب الله، تمكن الجناح المسلح لحركة حماس كتائب الشهيد عز الدين القسام من إسقاط طائرة استطلاع عبر اختراق منظومتها والسيطرة عليها، مما يشكل ضربة إستراتيجية للصناعات العسكرية الصهيونية، والتي لطالما تباهت بقدرة تلك الطائرات، ولذلك قد تلغي العديد من الدول صفقاتها مع الاحتلال لشراء هذا النموذج من الطائرات، وهذا سينعكس على الاقتصاد الصهيوني، الذي وصلت خسائره في الساعات الأولى لعدوانه ثلاث مليارات شيكل. غزة اليوم تفرض نفسها كقلعة صمود رغم الحصار الطويل، وقوة في معادلة الردع مع العدو الصهيوني، وتوحد الشعوب العربية من جديد حول القضية الأساسية (الصراع العربي الصهيوني) وتسلط الضوء مرة أخرى على همجية الكيان الصهيوني وبربريته. وتعري الأنظمة العربية الرجعية العميلة من جديد موجهة البوصلة للعدو الحقيقي للعرب، العدو الذي حاول بعضهم اعتباره الحليف.. واعتبار الحليف عدواً.. فشكراً سوريا وإيران وحزب الله. Comment *