أكد إعلان جيبوتي الصادر في نهاية الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في جيبوتي خلال الفترة من 15 17 نوفمبر الجارى تحت شعار "التضامن من أجل تنمية مستدامة"، اهتمام المنظمة والدول الأعضاء بمنطقة القرن والشرق الإفريقي التي تمثل ثغراً من ثغور الخير على الإسلام وعمقاً إسلامياً استراتيجياً هاماً. وأدان الإعلان العدوان "الإسرائيلى" على غزة و كافة الإجراءات التي تمارسها دولة الكيان الصهيوني في القدس الشريف، والتي تهدف إلى إفراغها من سكانها العرب وتهويد هذه المدينة المقدسة ذات الطابع العربي والإسلامي، محذرًا دولة الاحتلال الصهيوني من مغبة التمادي في الاعتداء على الأمة الإسلامية من خلال اعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك وباقي الأماكن المقدسة في المدينة. وجدد وزراء الدول المشاركة فى المؤتمر دعمهم الكامل لقضية فلسطين العادلة ولحقوق أبناء الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير والعودة، مؤكدين حق فلسطين في الحصول على عضوية دولة فلسطين بصفة مراقب فى الأممالمتحدة. وأدان الإعلان بحزم الإساءة والتطاول على نبينا الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار وصحابته الأبرار، ودعا الإعلان إلى مقاومة كافة أشكال الإسلاموفوبيا التي تستهدف ديننا الحنيف، مقدرًا للأمانة العامة جهدها المشكور في هذا الصدد. ودعا الوزراء الدول الأعضاء كافة المجتمع الدولي إلى ضرورة التصدي لإنتاج وترويج المواد الإعلامية التي تدعو إلى كراهية الأديان أو ازدرائها، وذلك عبر المؤسسات والآليات الدولية، وعلى ضرورة احترام التنوع الديني والثقافي في العالم، مؤكدين على المبادئ التي تضمنتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للحوار بين أتباع الديانات والثقافات والتي تبناها مؤتمر مدريد للحوار عام 2008 بعدم الإساءة للديانات ورموزها. وأدان الإعلان القمع والمجازر الوحشية بحق المسلمين من الروهنغيا في إقليم أراكان بميانمار، داعيًا المجتمع الدولي للوقوف بحزم تجاه هذه القضية الإنسانية التي يندى لها جبين البشرية، مع تأييد كافة الإجراءات والقرارات المتخذة من قِبَل المنظمة والدول الأعضاء. وحول النزاع الحدودي بين جيبوتي وإريتريا طالب الإعلان إريتريا بضرورة الانصياع للقرارات ذات الشأن والتجاوب مع وساطة أمير دولة قطر، بسرعة إطلاق سراح الأسرى الجيبوتيين والعمل الجاد على حل هذا النزاع بأسرع وقت ممكن في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة. وأكد الوزراء على موقفهم المبدئي في الحفاظ على وحدة جمهورية مالي وسيادتها وسلامة أراضيها. وأدانوا بشدة محاولات الجماعات المسلحة التي تهدد سلامتها، مع تجديد التضامن الكامل مع دول الساحل في مكافحة كافة أشكال زعزعة أمنها واستقرارها، ودعم مبادرة السلام التي ترعاها الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. "الإيكواس" والاتحاد الإفريقي: وذكر الإعلان أنه: "في الوقت الذي نجتمع فيه ويخلو مقعد سوريا عن المشاركة بسبب قرار تعليق عضويتها في المنظمة، فإننا لا نغفل عن الدماء البريئة التي تسفك فيها، وندعو المجتمع الدولي إلى موقف حازم تجاه وقف العنف وما يرتكب من تدمير للبنية التحتية والاقتصادية". ورحب الوزراء بالاتفاق الذي توصلت إليه أطياف المعارضة السورية يوم 11 نوفمبر في الدوحة برعاية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. كما رحب المؤتمر بإعلان المملكة العربية السعودية ترشيح معالي الوزير إياد بن أمين مدني لمنصب أمين عام لمنظمة التعاون الإسلامي، وحث كافة الدول الأعضاء لتقديم الدعم اللازم لهذا الترشيح خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم الإسلامي. Comment *