ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن القصف الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة يترك مصر فى مأزق صعب. وأضافت أن الطريقة التي سيناور بها محمد مرسي -أول رئيس منتخب لمصر بعد الثورة- وجماعة الإخوان المسلمين في الأيام القادمة للرد على هذا التصعيد الإسرائيلي ستكون بمثابة اختبار محلي ودولي حاسم من شأنه أن يوضح عما إذا حدث تحول جذري من عهد مبارك، حيث كان يتم الاستخفاف بدور القاهرة في جميع أنحاء المنطقة لامتثالها المتصور لمصالح الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الهجوم الإسرائيلي يأتى وسط مشهد سياسي متغير ومرتبك للغاية في العالم العربي، خاصة في مصر التي يقودها الإسلاميون الذين يتطلعون إلى استعادة الدور الاقليمي البارز لمصر في المنطقة. وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس المصري محمد مرسي من المؤكد سيواجه ضغوطا متزايدة من الإسلاميين لإلغاء معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل. ومن جانبه، قال سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة لجماعة الاخوان المسلمين، أن "العدوان الوحشي على غزة يثبت أن إسرائيل لم تعلم حتى الآن أن مصر قد تغيرت"، مضيفا أن "الشعب المصري قام بثورة ضد الظلم ولن تقبل الهجوم على غزة". فى الوقت ذاته، قالت لوس أنجلوس تايمز إن حركة حماس والمعاناة التي يعيش فيها 1.5 مليون فلسطيني في غزة يمثلون عددا من المتاعب المحتملة لمصر، التي تسعى للحصول على مليارات الدولارات من المساعدات والاستثمارات الأجنبية لدعم اقتصادها المتعثر. وأضافت أنه على الرغم من أن مرسي سيكون عليه إظهار التضامن مع حماس ليبقى قائدا عربيا ذو مصداقية وثقة، لكن في نفس الوقت، ومع ذلك، شيوخ القبائل المصرية يتهمون حماس والجماعات الفلسطينية الأخرى بالمساعدة في عودة ظهور شبكات المتشددين القاتلة في شبه جزيرة سيناء. لذلك فإن تحقيق التوازن بين دعم حركة حماس وقطاع غزة من جهة ودعم الاقتصاد المصري المتعثر من جهة أخرى هو في صلب قلق مصر التي تسعى إلى تجاوز سنوات مبارك لكن بدون التضحية باعتزازها وكبريائها الوطني. وفى هذا الصدد، يشير بعض المحللين أن رد فعل مرسي سيكون موزونا ومعتدلا لأن معظم المصريين هم أكثر قلقا بشأن مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية العميقة الخاصة بهم. يذكر أن القصف الإسرائيلى على قطاع غزة الذي بدأ أمس أدى إلى استشهاد 13 فلسطينيا من بينهم أحمد الجعبري، أحد أبرز قادة الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة. Comment *