أجازت دار الإفتاء المصرية تلقي الرجال للعلوم الشرعية وغيرها من النساء طالما تم الالتزام بالضوابط الشرعية، ولم يكن هناك خلوة محرمة. وقالت دار الإفتاء - في فتوى لها اليوم الخميس - أنه يجوز للرجال أن يتعلموا من المرأة كما هو جائز أن يتعلم النساء من الرجال؛ إذ أن الذي عليه عمل المسلمين سلفا وخلفا، أن وجود النساء مع الرجال في مكان واحد ليس حراما في ذاته، وأن الحرمة إنما هي في الهيئة الاجتماعية إذا كانت مخالفة للشرع الشريف؛ كأن يظهر النساء ما لا يحل لهن إظهاره شرعا، أو يكون الاجتماع على منكر أو لمنكر، أو يكون فيه خلوة محرمة. وأضافت الفتوى أن أهل العلم نصوا على أن الاختلاط المحرم في ذاته إنما هو التلاصق والتلامس لا مجرد اجتماع الرجال مع النساء في مكان واحد..وأشارت الفتوى إلى أن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم كن يبلغن العلم وينشرن الدين، وهو ما بينته دواوين السنة في الرواية عنهن بل وعن الطبقات من النساء بعدهن ممن روى عنهن الرجال وحملوا عنهن العلم، حيث ترجم الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة" وحده ل (1543) امرأة منهن الفقيهات والمحدثات والأديبات. وأكدت الفتوى أن المرأة المسلمة كانت تشارك الرجال في الحياة الاجتماعية العامة مع التزامها بلباسها الشرعي ومحافظتها على حدود الإسلام وآدابه؛ حتى إن من النساء الصحابيات من تولت الحسبة، وعلى ذلك فلا يسع أحد أن ينكر هذا الواقع الثابت في السنة النبوية الشريفة والتاريخ الإسلامي، ولا يصح جعل التقاليد والعادات الموروثة في زمان أو مكان معين حاكمة على الدين والشرع، بل الشرع يعلو ولا يعلى عليه، ولا يجوز لمن سلك طريقة في الورع أن يلزم الناس بها أو يحلهم عليها أو يشدد ويضق فيما جعل الله لهم فيه يسرا وسعة. أ ش أ Comment *