أرسل اليوم جبرائيل برسالة إلى البابا تاوضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية تسلمها صباح اليوم بمقره بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، طالب فيها قداسته بإصدار تعليمات فورية بانسحاب ممثلي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من لجنة وضع الدستور، حيث قال جبرائيل: إن مواد الدستور تعتمد كلية على "أحكام" الشريعة الإسلامية وليس على "مبادئ" الشريعة الإسلامية كما كان متفقًا عليه. وقال إنه يظهر ذلك بصورة واضحة من إصرار السلفيين ولجنة الصياغة النهائية على تلبية مطالب الإسلاميين باستبدال كلمة مبادئ بعبارة "أحكام الشريعة"، أو إضافة مادة أخرى تفسر كلمة مبادئ بما تعني المتفق عليه عند أهل السنة والجماعة وكافة المصادر الفقهية، بما فيها المدارس السلفية التي تحظر بناء الكنائس وعدم حق غير المسلمين فى المجاهرة بأي مظاهر أو طقوس دينية مثل: لبس الفتيات الصلبان فى صدورهن أو تعليق صلبان على الكنائس، أو ظهور قباب على الكنائس، كما يعنى ذلك أيضًا إلزام الأقباط بدفع الجزية، وعدم الحق لهم فى تولى أي مناصب قيادية أو ذات ولاية، واعتبارهم أهل ذمة، وتغليب الهوية الدينية الإسلامية على الهوية المصرية الوطنية. واضاف أن الاقتصار على كلمة مبادئ شرائع غير المسلمين فى المادة الثالثة تعنى عدم حق المسيحيين فى الالتجاء إلى مصادرهم الأخرى غير الكتاب المقدس، مثل التقليد المقدس والدسقولية والمجامع المقدسة وسير الآباء، وهذا يجعل الدولة تتحكم فى تعيين البطريرك ورسامة القساوسة وممارسة الطقوس داخل الكنائس - على حسب تعبيره. وأنهى جبرائيل رسالته قائلا: "حتى لا يشهد التاريخ أو يسجل بالخزى والعار أن ممثلي الكنيسة قد شهدوا على دستور ينتهك حقوق الأقباط ولا يعطيهم المواطنة الكاملة، ويوصفون فيه حسب أحكامه بأنهم رعايا وأهل ذمة، فعليهم أن ينسحبوا ولا يكونوا بعد عارًا" -على حد قوله. Comment *