نظم الجناح المصري بمعرض تونس الدولي للكتاب أمس لقاء مع الدكتور عماد عبد اللطيف بجمهور معرض تونس ليتحدث عن بلاغة الميادين، وأدار اللقاء الدكتور محمد بدوي. وقال عبد اللطيف إن بلاغة ميدان التحرير تتجلى في أيقونات الثورة وتجسيدها في صور كصور الميدان، وتغطيتها المختلفة، وكانت تستخدم للتحريض والحشد المعنوي، وصورة العلم، والعلم هو رمز الدولة، وكان الكثيرون من ممثلي النظام يظهرون ومعهم العلم، وهو رمز الدولة القومية، وفي المقابل يظهر الجماهير وهم يحملون الأعلام لنزع واستعادة رمز الوطنية والقومية منهم. وأضاف عبد اللطيف أن من أيقونات الثورة أيضًا الهتافات التي توحِّد المواطنين، والثورات الشعبية عادة تبدأ بأفراد ولكن يكتسب هؤلاء الأفراد هوية جماعية، وهذه الهتافات صنعت هذه الهوية مثل "سلمية.. سلمية". ومن أسباب نجاح الثورة المصرية هو التسميات مثل "جمعة الغضب"، أما الجرافيتي فهو أحد التجليات الجمالية التي ندين للثورة المصرية بإظهارها "الجرافيتي حين تكون الحوائط لسانًا للثورات"، والجرافيتي نوعان، الأول انتقادات مباشرة للحكومة، والنوع الثاني جرافيتي ملحمي، والرسومات الكبيرة على بعض الجامعات كانت تتجلى فيها الظاهرة الخطابية "كر وفر بين رسامي الجرافيتي والسلطة". وأضاف عبد اللطيف أن بعض سمات الخطاب الإبداعي الفردي في الثورة هي "اللافتات"، حيث يكتب شخص لافتة ويعلقها على صدره وينتج خطابًا ثوريًّا خاصًّا به، وكذلك فكرة أن الثورة المصرية هي ثورة ضاحكة، والثورة تنطوي على مشاعر القلق والتوتر وفي علم النفس الفكاهة تخفف من حدة هذه المشاعر وتهدئها، وأظن أن الفكاهة قد تشكل خطرًا جذريًّا على الثورة والفكاهة التي أعقبت الثورة في ظني كانت سلبية، وخاصة الفكاهة التي تنزع الجدية والصرامة عن الثورة وتحولها إلى نزهة. Comment *