نخضع لعبث جديد باللغة واعادة لوهم الكلام المعسول وادعاء لامتلاك اليقين واعادة للاقصاء والتمييز وهو اخطر من قبل لانه يعتمد على الخلفية الدينية ونعيش الان فى دائرة خطاب التناحر الذى يؤدى الى خطاب الكراهية ، جاء ذلك خلال لقاء د.عماد عبد اللطيف بجمهور معرض تونس ليتحدث عن بلاغة الميادين ، وأدار اللقاء د.محمد بدوى وقال عن عماد عبد اللطيف أنه باحث متميز ننتظر منه الكثير فى المستقبل واول ما يتبادر للذهن عن البلاغة ما كنا ندرسه فى المدرسة ولكنها اكثر تعيقدا من ذلك ،ومنذ عودته من انجلترا وهو يطور من ادواته ويحاول استخدامها فى تحليل الخطاب وما يحدث فى مصر . وعن البلاغة البائدة والبلاغة الثائرة قال د.عماد عبد اللطيف : هناك اشكال للعبث باللغة وهناك فجوة بين البلاغة والواقع وهو ما يسمى بوهم الكلام المعسول ، والبطش اللغوى وادعاء امتلاك الحق واليقين لم تستخدمه الثورة وقالت ان الثورة للجميع ومن هنا لم تستخدم البلاغة للاقصاء او التمييز ،وعرض عبد اللطيف ايقونات الثورة وتجسيدها فى صور وكلمات وتوجد ايقونات بصرية شديدة الاهمية كصور الميدان وتغطيتها المختلفة وكانت تستخدم للتحريض والحشد المعنوى من ناحية ومن ناحية اخرى فى التلفزيون المصرى قد تقوم بدورا سلبيا عكسيا ،وصورة العلم والعلم هو رمز الدولة وكان الكثيرون من ممثلى النظام يظهرون ومعهم العلم وهو رمز الدولة القومية وفى المقابل يظهر الجماهير وهم يحملون الاعلام لنزع واستعادة رمز الوطنية والقومية منهم ، وهذا يفسر ان الخطاب الصوتى الوحيد الذى القاه مبارك هو الخطاب الوحيد الذى لم يظهر فيه العلم لان الجماهير انتزعته وأضاف عبد اللطيف : من ايقونات الثورة ايضا الهتافات التى توحد المواطنين والثورات الشعبية عادة تبدأ بافراد ولكن يكتسب هؤلاء الافراد هوية جماعية وهذه الهتافات صنعت هذه الهوية مثل سلمية ... سلمية ، وبعض الهتافات كان ينجز اشياء اخرى كالاندماج بين قوى المجتمع مثل الشعب والجيش ايد واحدة ، واللافتات ايضا تنجز اشياء شديدة الاهمية ،والاغانى ايضا كانت ترانيما للثورة ، وتحدث عبد اللطيف ايضا عن التسمية وقال انها عادة تسد الفجوة بين المعلن والمتحقق ، وسبب من اسباب نجاح الثورة المصرية هو التسميات مثل جمعة الغضب ، أما الجرافيتى فهو احد التجليات الجمالية التى ندين للثورة المصرية اظهارها "الجرافيتى حين تكون الحوائط لسانا للثورات" ، والجرافيتى نوعان الاول انتقادات مباشرة للحكومة ، والنوع الثانى جرافيتى ملحمى والرسومات الكبيرة على بعض الجامعات كانت تتجلى فيها الظاهرة الخطابية " كر وفر بين رسامى الجرافيتى والسلطة " ، بعض سمات الخطاب الابداع الفردى كأن يكتب شخص لافتة ويعلقها على صدره وانتاج خطاب ثورى خاص به ، وكذلك فكرة ان الثورة المصرية هى ثورة ضاحكة ، والثورة تنطوى على مشاعر القلق والتوتر وفى علم النفس الفكاهة تخفف من حدة هذه المشاعر وتهدئها واظن ان الفكاهة قد تشكل خطرا جذريا على الثورة والفكاهة التى اعقبت الثورة فى ظنى كانت سلبية وخاصة الفكاهة التى تنزع الجدية والصرامة عن الثورة وتحولها الى نزهة . وتساءل عماد عبد اللطيف هل يثور الانسان ليخضع لعبث جديد باللغة واجاب اننا بالفعل الان نخضع لعبث جديد باللغة فهناك اعادة لوهم الكلام المعسول وادعاء لامتلاك اليقين واعادة للاقصاء والتمييز وهو اخطر من قبل لانه يعتمد على الخلفية الدينية ، وامام بلاغة المستقبل بعض التحديات اولا حروب الكلام ونحن الان فى دائرة خطاب التناحر الذى يؤدى الى خطاب الكراهية ونواجهه باستجابات متعددة قد تكون عنيفة مثلما حدث فى استقبال الفيلم المسئ عن الرسول وقد تتحول الى كراهية مضادة ويمكن مواجهة هذا الخطاب بأن نطور استراتجياتنا استراتيجية التجاهل واستراتيجية التسامح ، وهناك ايضا فجوة المصداقية التى تكشف القناع عن الوجوه وتكشف عن عدم تحقيق الوعود والشعوب العربية تتميز بكثير من الصبر وتعطيه فرصة بعد فرصة الى ان تصل لللاحتقان ولمزيد من الثورات والسياسى الذى يفقد مصداقيته لا يعود ، اما هيمنة خطاب الدعاية فما ان اصبح كرسى الحكم شاغرا حتى انتج خطاب الدعاية وتجربته مع الفضاء العام تجربة سلبية ، التمييز والاقصاء الخطابى ايضا شديد الاهمية ويوظف لاهداف فى الخطاب السياسى ، واخيرا ظاهرة الخصام مع التاريخ فى الستينيات كان هناك خصام فادح مع التغيير وعلى السياسين ان يخففوا حدة الخطاب.