لم يعد غريباً علينا استقبال خبر إطلاق الرصاص على زميلٍ هنا ،أو توقيفه وتعذيبه هناك، أو الاعتداء عليه من قبل مجهولين أو معلومين في مكانٍ ثالث، فالثابِتُ في "عصر النهضة" هو انتهاك حقوق الجميع من السلطةِ حيناً ومن "أتباعها" أحياناً، وكان آخر ما علمناه من هذه الجرائم هو إطلاق الرصاص على الكاتب والثائر عبد الجليل الشرنوبي منسّق جبهة الإبداع المصرية ورئيس التحرير السابق لموقع "إخوان أون لاين" أثناء عودته لمنزله بعد أداء واجب عزاءٍ في"شبين القناطر"،العجيبُ أنّ المعتدين لم يسرقوا شيئاً، ولم يُقدِموا على أيّ فعلٍ سوى إطلاق الرصاص ثمّ الهرب ،وكأنّها كانت رسالةً يجبُ أن تصل،ووصلت!! لو عدنا للوراء قليلاً وقت الحادث الذي تعرّض له حسن البرنس–القيادي الإخواني- وقت حكم المجلس العسكري،طلعَ علينا الإخوان شاهرين سيوف كلامهم مُحَمِّلين أصدقاءهم في"المجلس العسكري"المسئوليّة بصفتهم السلطة الحاكمة،بل واتّهموا "أطرافاً مجهولةً" بمحاولة اغتيال الرجل رغم كونها حادثة سيرٍ عاديّة لم يُصب فيها بمكروهٍ يًذكر،هذه العودة للوراء أردتُ ذكرها لأردّ على الإخوان الذين يتّهمون "الشرنوبي" بفبركة الحادثة –رغم ثبوتها في معاينة النيابة- فقط لأنّه حمّل السلطة مسئوليّة الحادث بصفتها المسئولة عن توفير الأمن للمواطن-أيّ مواطن- من السرقة أو من غيرها !! لا أتّهم أحداً بشيء– رغم كونِهم متّهمين- لكنّني أحمّل كلّ صاحب مسئوليّةٍ مسئوليّته، فالسلطة التي تحرّك جيشاً قوامه اثنى عشر ألفاً من الجنودِ والضبّاطِ لحماية رئيس الجمهورية "فردٌ واحِدٌ"،من باب أولى أن تحرّك بضعة عساكر لحماية المواطنين الذين يدفعون راتب رئيس الجمهوريّة الذي يفترض أن يكون خادماً لهم،أو حماية الحدود المستباحة ليل نهار ، فرصاصكم أولى بها صدور العدوّ لا صدور مخالفيكم !! "المجد للشهداء...النصر للشعوب" Comment *