أشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن التظاهرات التي حدثت في الكويت تحت مسمى "مسيرة الكرامة"، وتلك التي يعد لها المعارضون يوم الأحد القادم لتغيير قانون الانتخابات، حقيقية بما يكفي وتذكرنا بالربيع العربي، حيث يرفع المتظاهرون مجموعة من المطالب من أجل التغيير الديمقراطي والتي أملت السعودية في إيقافه مع الحرب الأهلية في سوريا، والالتفاف حولها في دول الخليج. واعتبرت الصحيفة البريطانية ما حدث في الكويت مفاجأة، لأنها من أغنى منتجي النفط في المنطقة، وذات برلمان صاخب، ويعود ذلك إلى موقف الأمير الشيخ الصباح جزئيا، لأن الأمير انتصر في توليه السلطة من خلال صراعات بين الأسرة الحاكمة، وكان انتصاره "خيارا شعبيا" ويتذكر البرلمانيون اليوم ذلك جيدا. وقالت أن هناك عوامل تجعل الكويت مختلفة عن غيرها من دول الخليج، فلايوجد لديها انقسام بين السنة والشيعة، وعلاقتها بإيران مستقرة وهي دولة سنية، على النقيض من البحرين، لذا لايمكن إلقاء اللوم على إيران لإثارة الاضطرابات، مما اضطر السلطات الكويتية للبحث عن مناطق أخرى لتلقي عليها اللوم، وهذا ما وجدته في جماعة الإخوان المسلمين، رغم الدعم القطري لها في مصر وتونس إلا أن الإمارات تشاركها في إلقاء اللوم على الإخوان. من جانبه رأى ديفيد هاريست، كاتب التحليل في الجارديان والمتخصص في شؤون الخليج، أن استيراتيجية إلقاء اللوم على الإسلاميين المصريين في إثارة المتاعب في الداخل، هي "استيراتيجية عالية المخاطر"، لسببين الأول أن قطر هي الداعم الرئيس للإخوان في مصر وتونس مما يهدد الوحدة الخليجية بإلقاء التهمة على الإخوان، والثاني أن ذلك يستدعي المقارنة بين الدكتاتوريات الفاسدة في الجمهوريات العربية وملوك الخليج الحريصين على تجنب تلك المقارنة، إضافة إلى أن تصوير الإسلام كقوة خارجية "متهمة" تحمل مصداقية في الداخل الكويتي. Comment *