سلطت صحيفة "جارديان" البريطانية الضوء على أحد الأفلام الوثائقية الذي يفضح المستوى الصادم للاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها النساء المجندات في الجيش الأمريكي ، مشيرة إلى أن الفيلم الذي يحمل اسم "الحرب الخفية" يروى شهادات عدد من المجندات اللاتي تعرضن للاعتداء الجنسي خلال أداء خدمتهن في الجيش الأمريكي.وذكرت الصحيفة بعض الشهادات التي أوردها الفيلم، فتشير إلى شهادة كوري سويكا عن واقعة اغتصابها من قبل قائد عسكري أثناء فترة خدمتها في قوات حرس السواحل الأمريكية، وتقول سويكا إنه "ضربني على وجهي وصرخ في وجهي وأمسك ذراعي واغتصبني".وأشارت الصحيفة إلى أن واقعة الاغتصاب ليست هي الجزء الأكثر صدمة من شهادتها، حيث أنه عقب الاعتداء عليها قيل لها من قبل رؤسائها أنها إذا مضت قدما في إجراءات رفع دعوى قضائية فإنها ستُقدم أمام محاكمة عسكرية بتهمة الكذب، في حين أن القائد الذي اعتدي عليها، والذي اعترف بالاعتداء لكنه نفى الاغتصاب، تلقى عقوبة احتجاز فقط 30 يوما.وتابعت الصحيفة سرد رواية لسيدة أخرى تمت مقابلتها في سياق فيلم الحرب الخفية.السيدة أريانة كلاي، التي تخرجت مع مرتبة الشرف من الأكاديمية البحرية الأمريكية وخدمت في العراق، تصف في الفيلم واقعة اغتصابها من قبل ضابط كبير ورئيسها المدني، قائلة إن الضابط قال لها "إنني إذا أخبرت أي شخص، سيقتلني ويرميني في حفرة" ، مضيفة أنها عندما أبلغت عن حادثة اغتصابها تم الطلب منها تجاهل الأمر والمضي قدما.ونقلت الجارديان عن أيمي زيرينج، منتجة الفيلم الذي تم إخراجه وكتابته من قبل كيربي ديك، قولها أن كشف النقاب عن مدى الانتهاكات هو أمر حيوي جدا لمعالجة مشكلة الاعتداء الجنسي والاغتصاب للنساء أثناء خدمتهن في القوات المسلحة الأمريكية، وأضافت أن "هناك عاصفة من الظروف للحفاظ على بقاء هذا الأمر سرا، كما أنه لا يتم التعامل مع هذا الأمر كأولوية في الجيش".وقالت الصحيفة أن الإحصاءات في فيلم "الحرب الخفية" كشفت عن عدد من القراءات الصادمة تفيد أن المرأة المجندة في مناطق القتال هي على الأرجح عرضة للاغتصاب على يد جندي زميل أكثر من احتمالية أن تُقتل بنيران العدو، بالإضافة إلى أن أكثر من 20% من قدامى المحاربين الإناث تعرضوا للاعتداء الجنسي أثناء خدمتهم في الجيش الأمريكي، ومن بين 3192 شكوى اعتداء جنسي في عام 2011، أدين فقط 191 فردا عسكريا في الجيش الأمريكي أمام محاكم عسكرية.وأكدت الصحيفة أنه من خلال شهادات الضحايا وأسرهم يتضح أوجه القصور في النظام الذي يجعل قائد الضحية المغتصبة هو وحده الذي يقرر عما إذا كان يتخذ إجراء حيال شكوى الاغتصاب أو تجاهلها.ولفتت الصحيفة إلى أن فيلم "الحرب الخفية" كان له بالفعل تأثير بعيد المدى، حيث عندما شاهد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الفيلم في وقت سابق من هذا العام أمر القادة العسكريين بتسليم جميع تحقيقات قضايا الاعتداء الجنسي إلى قادة برتبة أعلى، وأعلن عن إنشاء وحدة خاصة لمثل هؤلاء الضحايا في كل فروع القوات المسلحة.ومن ناحية أخرى، أشارت الجارديان إلى أن الفيلم، الذي تم عرضه في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، آثار مخاوف مماثلة إزاء احتمالية وجود اعتداءات اغتصاب مماثلة داخل المؤسسة العسكرية البريطانية، حيث انه وفقا لأرقام صادرة عن النائبة العمالية البريطانية مادلين مون تبين أن التقارير تفيد عن وقوع جريمة اغتصاب أو اعتداء جنسي من قبل أحد أفراد القوات المسلحة البريطانية كل أسبوع تقريبا. وأضافت أنه تم الإبلاغ على مدى العامين ونصف الماضيين عن 53 جريمة اغتصاب و 86 جريمة اعتداء جنسي في الجيش والبحرية والقوات الجوية البريطانية، ولكن تعتقد مون أن هذه الأرقام هي اقل من الواقع، حيث تعتقد أن العدد يمكن أن يصل إلى حالة اعتداء يوميا. Comment *