مقال جلال عارف الذي منعته "الأخبار" في طبعتيها الأولى والثانية والبوابة الالكترونية

البديل تنشر مقال جلال عارف الذى لم ينشر فى الطبعتين الأولى والثانية للأخبار و البوابة..
مذبحة الصحفيين.. بدأت
بقلم: جلال عارف
مذبحة الصحافة التى حذرنا منها مرارا بدأت، خلال الشهور الماضية كان التمهيد لها يجرى بكل إصرار.. حملة من إشاعة الكراهية للصحافة والصحفيين وتحميلهم مسؤولية كل ما نشاهده من كوارث!! ثم إصرار مجلس الشورى على إبقاء سيطرته على المؤسسات الصحفية القومية، وممارسة هذه السيطرة بأسوأ صورة ممكنة بالطريقة التى تم بها تغيير القيادات الصحفية أو التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للصحافة!!
الآن.. ندخل إلى مرحلة التصفية.. بعد إبعاد رئيس تحرير الجمهورية الزميل جمال عبد الرحيم عن منصبه ودون سند قانوني.. ها نحن نشهد بداية عملية التخلص من كبار الصحفيين والكتاب.العشرات منهم تم إنهاء عملهم فى مؤسسة "الأهرام" بحجة أنهم تجاوزوا الستين، وبعد توصية من المجلس الأعلى للصحافة بالسير فى هذا الطريق الذى يتعامل مع المؤسسات الصحفية، وكأنها محلات بقالة!!
هل هى تصفية الحسابات مع كل الأصوات المعارضة لتوريث الصحافة القومية من الحزب الوطنى البائد لحزب الأكثرية الجديد؟.. أم هى تصفية المؤسسات القومية بأكملها وتحويلها إلى خرابات ينعق فيها البوم مرددا أناشيد الولاء؟.. هل هى صدفة أن يتوافق ذلك مع الضغوط المالية ومطالبة الحكومة للمؤسسات الصحفية القومية بالديون التى تناستها لأكثر من ثلاثين عاما؟!.. وهل هى صدفة أن يتوافق ذلك مع تهديدات المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين بضرورة الإبقاء على حبس الصحفيين، لأنهم ليس على رأسهم ريشة، كما يقول الأخ غزلان، وكما كان يقول أقطاب الحزب الوطنى قبله؟
صحافة مصر بكل عراقتها أكبر من كل هذا العبث. صحافة مصر لا يمكن أن تدار بأسلوب صغار الموظفين أو بعقلية "سلاح الدببة" الذى يقتل صاحبه وهو يتصور أنه يخدمه، ليس هذا هو حسن الختام لمجلس شورى ينتظر إعلان الوفاة. وليس هذا هو ما تنتظره صحافة مصر فى ظل نظام يفترض أن يلتزم بمطالب الثورة، فينحاز للحرية وليس للعدوان عليها.
ويا سادتنا الأعزاء فى نقابتنا العزيزة.. إذا لم تنعقد الجمعية العمومية للصحفيين اليوم وبلا تأخير.. فمتى تنعقد؟
Comment *