انتقدت حركات المعلمين تصريحات الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم التي قال فيها إن الوزارة ستستعين بالبنك الدولي لأن هناك حاجة إلى "عين" أخرى تقيّم وترصد الأخطاء لأنه في النهاية الاعتراف بالحق فضيلة، على حد قول الوزير. من جانبه ، قال أيمن البيلي وكيل نقابة المعلمين المستقلة إن غنيم يسير كالعهد السابق تماما متبعاً ذات النهج في سياساته التعليمية، حيث يختزل أزمة التعليم المصري في الإنفاق وضعف الميزانية المخصصة للتعليم في الموازنة العامة ومن ثم يفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل الأجنبي والهيئات المانحة ممثلة في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأوربي ليكون التعليم البوابة الواسعة التي تدخل منها كل أشكال التدخل والهيمنة الفكرية والثقافية وأيضا الاقتصادية، على حد قوله. وأضاف البيلي "للبديل" أن تصريحات الوزير حول لقائه بمندوب البنك الدولي للتعرف على عيوب التعليم المصري في الحقيقة تصريحات لا يقبلها العقل وإلا فما جدوى المراكز البحثية التربوية المتخصصة التابعة للوزارة"، وتساءل "هل عدمت مصر أبنائها من التربويين المتخصصين؟". وأشار البيلي إلى أن تصريحات الوزير تخفي الكثير والكثير، وأنه يعتقد أن لقاء الوزير بمندوب البنك الدولي هو أحد شروط القرض الذي وافقت الحكومة والرئيس عليه، واستطرد وكيل نقابة المعلمين المستقلة "وبالطبع هو قرض مشروط وأعتقد أن أحد شروطه هو مشاركة البنك الدولي وبالتأكيد الدول الرأسمالية الأعضاء فيه، في سياسات التعليم المصري.. من أجل الاستمرار فيما بدأه النظام السابق من خصخصة التعليم بكل مراحله وتشجيع التعليم الخاص فى كل مراحله، لتكون مخرجات التعليم المصري في النهاية في خدمة اقتصاد السوق وبالتأكيد ليس في قطاع الإنتاج والتنمية الوطنية المستقلة، وإنما في خدمة الاقتصاد التجاري وإدارة الأعمال والتسويق لتحويل مصر في النهاية إلى سوق كبير لمنتجات الدول الصناعية الكبرى.. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تبعية التعليم المصري للعقل والثقافة الرأسمالية". وشدد البيلي على أن الخطورة لا تتمثل في أن التعليم الحكومي والذي يضم الغالبية من أبناء الشعب من الفقراء، سيتم القضاء عليه تدريجيا وبشكل مقنن وبمراحل زمنية، لكن أيضا هناك خطورة على التراث والهوية وملامح الشخصية المصرية"، وختم كلامه قائلاً "هذا من الناحية الثقافية أما من الناحية الاقتصادية فسوف تنعدم تماما فكرة التنمية الوطنية المستقلة، ليغيب المشروع الوطني التنموي من خلال سياسات قائمة بالفعل من قبل النظام السياسي الحاكم". فيما هاجمت هالة طلعت العضوة المؤسسة باتحاد المعلمين المصريين تصريحات الوزير، مؤكدة أنها تصب في منطقة واحدة هي خصخصة، وواصلت في تصريحات خاصة للبديل"البنك الدولي معروف مخططه.. هيقول الوزارة غير قادرة على تمويل التعليم المجاني، لتقوم شركات تابعة للرأسمالية العالمية بعمليات تطوير للمدارس، ليتم بعدها خصخصة التعليم بكل مراحله تحت اسم (التطوير).. ويقولوا للفقراء دورا على حتة تانية اتعلموا فيها". وأشارت طلعت إلى أن تصريحات الوزير ليست غريبة لأنه ينفذ سياسات الإخوان في الوزارة، ولأنه صرح من قبل برغبته في زيادة عدد المدارس التجريبية "المعلمين المستقلة" : لقاء الوزير بمدير البنك هو أحد شروط القرض