بعد مرور قرابة العامين على ثورة 25 يناير يظل ملف مفقودي الثورة أكثر ملف غرابة بعد اختفاء ما يقرب من 1300 شخص في ظروف مختلفة، ولم يستطع الأهالي الحصول على إجابة حتى الآن حول اختفاء ذويهم ، مرجعين ذلك إلى عدم استحواذ ملفهم على الاهتمام مقارنة بالملفات الأخرى . وقالت شيماء ياسين ناشطة بالحملة إن بياناً صدر عن مجلس الوزراء في مارس 2011 أكد أن عدد المفقودين وصل إلى 1280 مفقود وأن الحملة بدورها حاولت أن تتواصل مع الجهات المعنية وطلبت بيانات المفقودين ولكن دون جدوى فضلا عن من فُقدوا في الأحداث المأساوية العديدة التي حدثت بعد ذلك بمعدل شبه شهري ؛ ففي أحداث العباسية وحدها تم حصر 22 حالة لمفقودين لا يعلم عنهم ذويهم شيئاً وليسوا مقيدين في دفاتر الوفيات أو السجون . وأضافت أن اللجنة المعنية ببحث ملف المفقودين قالت إن عدد المفقودين الذي توصلت له هو 30 حالة فقط . من ناحيتها قالت والدة سامي بكري قرني أحد المفقودين منذ 8 فبراير الماضي ويبلغ من العمر 33 عاماً ويعمل بمطابع سلاح التلميذ بالعباسية إن ولدها فقد الساعة 12 ليلا عندما كان ذاهبا لإخراج شقيقه من مستشفي مسجد القدس في المشروع الأمريكي في 15 مايو حيث أن شقيقه كان يقوم بإجراء غسيل كلوي "بالشفت الثالث ليلاً " وهذا ما دفعه للخروج ليلاً إلى أن خروجه تزامن مع حملة للجيش لمطاردة الهاربين من المقابر ، مضيفة أنها لم ترى ابنها منذ ذلك الحين .ووالدة محمد محسن قالت "للبديل" إن ابنها فُقد منذ يوم 25 يناير 2012 حيث أنه كان يحتفل بمرور عام على الثورة ، مؤكدة أن أسرته تقدمت ببلاغات لوزارة الداخلية وعدة جهات أخرى ولكن تم تجاهلهم .وأضافت أنهم نشروا صوره على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتويتر ثم تفاجئوا بعد 15 يوما من اختفائه بإتصال منه وقال لهم " ايه اللى عملتوه دة هتودوني في داهية " وسألوه عن مكان تواجده فأخبرهم أنه لايعرف اين يتواجد ، وفي يوم 5 مايو 2012 جاء لهم خطاب من النيابة العامة غرب القاهرة بخبر حضوره كشاهد على أحداث العباسية .. مضيفة أن آخر وسيلة للضغط بايديهم ؟ هو تجمعهم والبدء فى اضراب مفتوح عن الطعام .. وقال محمد السعيد شقيق المفقود ابراهيم السعيد وأحد اعضاء لجنة تقصى الحقائق ان شقيقه مختفى منذ يوم 28 يناير 2011 وقال انه كان مشارك يوم 25 يناير ، واشار الى انهم قدموا بلاغات فى الاقسام بعد عودتها والبحث عنه فى كل مكان دون جدوى .وذكر محمد أنه أثناء بحثهم عن أخيه صادف معرفته بوجود 150 شخصاً داخل سجن وادي النطرون وليس لهم سجلات داخل السجن ، وطالب السعيد بصفته أحد أعضاء لجنة تقصي الحقائق بإستخراج أوراق رسمية تفيد بأن هؤلاء الأشخاص مفقودين لكي يستطيع ذويهم التعامل مع أي أوراق رسمية أو تعاملات تستلزم وجود الشخص نفسه ، و طالب رئيس الجمهورية بإصدار توصية سريعة لصرف معاشات للمفقودين ومساواتهم بالمصابين وأهالى الشهداء حتى ظهورهم .كما طالب السعيد وجود سلطة وتصريح لأعضاء لجنة تقصي الحقائق لكي يستطيعوا البحث والتعامل بشكل رسمي وبشكل فعال مع المعلومات التي يريدون الحصول عنها بإستكمال عملهم فى ملف المفقودين .فيما أضاف السعيد أن مشكلتهم في بادئ الأمر كانت عدم وجود رئيس جمهورية ونظام سياسي محدد للجوء إليه أما الآن فلا يصح استمرار الوضع كما هو عليه في ظل وجود رئيس لأن من حق أهلهم معرفة مكان زويهم والاطمئنان عليهم ومعرفة إذا كانوا أمواتاً فيقوموا بدفنهم أو معتقلين فيقوموا بزيارتهم والتواصل معهم . عضو لجنة تقصي الحقائق وشقيق أحد المفقودين: أثناء بحثي عن أخي وجدت 150 شخصاً داخل سجن وادي النطرون بدون سجلات