كنت بصحبة أستاذي نبيل الهلالي في زيارة تضامنية لنادي القضاة حيث اعتصام تيار الاستقلال دفاعا عن استقلال القضاء وكان في استقبالنا المستشار المناضل زكريا عبد العزيز رئيس النادي في هذا الوقت ., وطال الحكي في جلسة طويلة ليصل إلي موقف المستشار الجليل الشجاع يحيي الرفاعي رئيس نادي القضاة وهو يخاطب مبارك عليالهواء في مؤتمر العدالة الأول عام 1986 مطالبا بإلغاء حالة الطواريء مذكرا اياه بان الطواريء لم تمنع أحداث الشغب الأخيرة " احداث الامن المركزي " .... ولن ننسي أبدا ذلك المشهد المهيب الذي اهتزت له مصر كلها في 2005 وقضاتها يرتدون الوشاح و يحتجون ويتظاهرون أمام ناديهم وكنت يا معالي الوزير في الصف الأول ..و علي الجانب الآخر يقف الآلاف من شباب كافة القوي السياسية تتتعالي هتافاتهم بتضامن بطولي كان ثمنه القبض علي المئات والزج بهم الي السجون . تذكرت هذه الملحمة الخالدة منذ أصبح لقب سيادتكم معالي الوزير بدلا من السيد المستشار الجليل .وذلك بمناسبة طرح مشروع قانون جديد للطواريء وأيضا بمناسبة اهتمام سيادتكم الظاهر بقضية حبس الصحفيين! .. .ففي الأمر الاول كان التشريع الأول في عهدكم الذي يبدأ شهره الأول هو قانون الطواريء بما يكرسه من استثناء واهدار للضمانات التي كفلتها القوانين العادية والمواثيق الدولية .وهو بما يتضمنه من مصطلحات عامة وفضفاضة يعطي الحق لرجالات السلطة التنفيذية بدءا من رئيسها الأعلي وانتهاءا بأصغر ضابط شرطة في أن يمارسوا الانتهاكات اليومية لحقوق المواطن في الحرية والأمان بل والحياة ذاتها ... قانون يصادر حق المواطن في المحاكمة امام قاضيه الطبيعي ويعطي الحق لرئيس البلاد في احالته الي المحاكم العسكرية وهو الاستثناء الذي عانينا منه اشد المعاناه علي مدار ثلاثون عاما ويزيد ثلاثون عاما ويزيد نعاني من الاعتقالات المتكرره والمحاكمات الاستثنائية والقمع البوليسي متعدد الانواع ..نعاني من تكميم الأفواه وتشويه المعارضين وتلفيق القضايا وقطع الأرزاق . ما وجه الاستعجال الآن في اصدارهذا القانون من خلال مؤسسة الرئاسة دون انتظار الاداه التشريعية الطبيعية " مجلس الشعب " ..لقد صرحت يا معالي الوزير بأن القوانين يضعها المخاطبون بأحكامها" المصري اليوم 29 اغسطس " ..اذن كيف للرئيس الأعلي للسلطة التنفيذية أن يصدر قانونا تقع عليه وعلي أجهزته التنفيذية والأمنية مسئولية تطبيقه علي الشعب الذي لم يشارك في وضع نص واحد من نصوصه ؟؟!! الأمر الثاني وهوالتصريح المتعلق بحبس الصحفيين والذي جاء فيه أن إلغاء عقوبة الحبس حلم بعيد المنال وان الصحافة في حالة انفلات وان سيادتكم تدرس مع آخرين وضع قانون ناظم للاعلام والصحافة..هل تعلم سيادتكم بأن الحرية هي من أهم مكتسبات ثورة يناير وأن الجماعة الصحفية المصرية قد هالها ما حدث من مصادرات متكررة لمقالات كتاب كبار مثل يوسف القعيد وعبلة الرويني والغاء صفحات كاملة للرأي والثقافة في عدد من الجرائد ؟!! وهل تعلم بأن مكتسب الحرية كان ثمنه الدم والسجون والقهر الاجتماعي علي مدار عقود وعقود من تاريخ مصر ؟!!! كيف ياسيادة الوزير تبدأ عملك بالسعي نحو هدم هذا المكتسب وتقنين مصادرته بتشريع هنا وبقرار هناك ؟!! كنا نتوقع نحن رجال القانون والقضا أن تتوجه طاقة سيادتكم الايجابية لصميم العمل في وزارة العدل لا أن تجعل من مقعدك آلة تشريعية لخدمة النظام الجديد وفقط. ما هي أفكار معاليك لتطوير مرفق العدالة في مصر ..هل يرضيك حال القضاء الآن ؟!! ماذا ستفعل تجاه حل مشكلة بطء اجراءات التقاضي ومعاناة المواطن وهو يطلب العدل ومعاناة القاضي وهو مطالب أن يحكم بالعدل .؟َ! .هل سيظل العدل ايضا بعيد المنال يا سيادة الوزير ؟!! ..! معالي الوزير ...التاريخ لايرحم ..تتتولي سيادتكم هذا المنصب في فترة عصيبة من تاريخنا وسترتبط اجراءاتك وتشريعاتك بإسمك ..وإسمك له من المحبة والتقدير لدي المصريين الكثير.. لتحم هذا الإسم وتحافظ عليه من بريق السلطة ودفء المقعد! معالي الوزير .. لشخصكم كامل التوقير والاحترام ..ولتاريخكم عظيم التقدير...وللحديث بقية Comment *