"تجارة الدم".. نوع جديد من "التجارة" بدأت في الظهور في مستشفيات المنيا, رغم توفر أكياس الدم بالمستشفيات وبنوك الدم, حيث يستغل موظفون ومواطنون بسطاء حاجة المريض لنقل الدم واشتراط بنوك الدم تقديم كيس دم من أي فصيلة مقابل الحصول على كيس آخر من الفصيلة المطلوبة, ليعرضوا على أهل المريض شراء الكيس ب300 جنيه مقابل توفير متبرع بنفس فصيلة الدم المطلوبة. وقال عدد من المرضى للبديل إنهم اضطروا للاستعانة ب"سماسرة الدم" لسرعة تلبية احتياجاتهم لأكياس الدم, مشيرين إلى أنهم يتفقون مع أحد السماسرة الموجودين بالمستشفى الذي يقوم بدوره بالاتصال بأحد المتبرعين المسجلين في قوائم لديه لإحضاره للتبرع بالدم مقابل الحصول على جزء من المبلغ المتفق عليه. البديل اقتحمت عالم التبرع بالدم, وذهب محرر البديل إلى مستشفى المنيا الجامعي وأخبر أحد أفراد الأمن بحاجته إلى أكياس دم, وفور دخوله الاستقبال طالبه الإداريون بالتوجه إلى المركز الإقليمي لنقل الدم. وتعمد مراسل البديل رفع صوته وإعلان حاجته لمتبرع بالدم, وما هي إلا لحظات من خروجه من المستشفى حتى لحقه أحد الوسطاء العاملين لدى سماسرة الدم, وسأله: ماذا ترغب؟ فقال أريد كيس من الدم فصيلة "a", وأخبره انه لأحد أقاربه محتجز بالمستشفى. بدوره, قام السمسار بالاتصال بشخص يدعى (عماد) وقال له عايزين واحد فصيلة دمه "a". وبعدما شكرته على موقفه, قال السمسار مسرعا: "أنت تؤمر ياباشا بس عايزين ثمن المواصلات", فردت في محاولة لاستدراجه: "لو على المواصلات تحت أمرك، كم تريد ؟" فقال: "300 جنية يا باشا وسيبك من الدم المخزن ده الراجل اللى جى تمام وهيكشفوا عليه قدامك وهيخلصلك بدرى بدرى بدل مادوخ على واحد وبرضوا مش هتلاقي". وبعد دقائق حضر الشاب المتبرع, وطالبه "السمسار" أن يرافقني إلى المستشفى التي قلت إن قريبتي المريضة محتجزة بها, واشترط السمسار الحصول على نصف المبلغ مقدما على أن يحصل المتبرع على باقي المبلغ للشاب فور انتهائه من العمل. محرر البديل في تجربة مع سماسرة الدم: دخلت مستشفى المنيا وطلبت كيس دم فالتقطني الوسيط وعرض توفير الكيس ب300 جنيه المتبرع لمحرر البديل: "السمسار" لدية كشوف بأسماء المتبرعين ونوع فصيلة الدم وأتقاضى 150 جنية المتبرع: تبرعي بالدم بمثابة عملي الثاني بجانب وظيفتي.. ويبرر موقفه: "المستشفيات بتاخد فلوس على الاكياس اشمعنا احنا"