ما إن بدأت الحلقات الاولى من عرض احداث مسلسل "رقم مجهول" حتى نجح في جذب قاعدة جماهيرية عريضه من الجمهور اغلبها شبابية نظرآ للحبكة الدرامية المتقنة التي كتبها " عمرو سمير عاطف" ونفذتها بمنتهى الحرفية كاميرا" احمد جلال" وتالق فيها الممثلون دون استثناء..طبيعة الموضوع الملئ بالاثارة والتشويق والتي اعتمدت على لغز لم يتم الكشف عنه طوال الحلقات ال 29 جعلت الناس في حيرة من الامر لمعرفة من هو صاحب الرقم المجهول توقع كثيرون ان يكون شقيق البطل " علي" الذي يعالج في احد المصحات هو صاحب الرقم نظرآ لان الاحداث ضمن الحلقتين الاولى والثانية تحدث عنه ثم ابتعدت كليا عن تلك الشخصية الا ان كثيرين من الجمهور استبعدوا الموضوع ظنآ منهم ان تكون النهاية صادمة ..لكن جاءت احداث الحلقة الاخيرة صادمة ليس لانها مثيرة او مفاجاة بل كونها عادية ومتوقعة .. ببساطة اكتشفنا ان شقيق البطل هو صاحب المكالمات طيلة الاحداث الماضية دوافع تلك المكالمات والتي كان عواقبها سلسلة من الجرائم المتتالية كانت دوافع انتقامية ربما لم تكن بالكافية لان تسفر عن تلك الاحداث فالدافع الاكبر كما جاء على لسان شقيق البطل هو دافع التفرقة في المعاملة من الوالد بينهم نظرى لان بطل الاحداث "علي" ذو مكانة تعليمية افضل كثيرا من شقيقه المنتقم ..كما اورد سبب اخر وهو حبه ل"رانيا شاهين" والتي رفضته من اجل حبه ل "يوسف الشريف " أو علي كما هو اسم الشخصية ...بعد الاعتراف يترك شقيق علي فرصة لهروب اخيه حتى لا تأتي باقي افراد العصابة المشاركة في سلسلة تلك الجرائم..!! حيث لم يعرف علي من الافراد المساعدين لشقيه سوى صديقه في المكتب " سامي" والذي يجسد دوره " ادوارد" كدافع من دوافع الغيرة والحقد ايضا اضافة لسامح الصيرفي الذي يتولى المكتب الذي يعمل به علي قضية تهمه.. ثم نفاجئ بتليفون من المستشفى التي بها شقيق علي تبلغه بان اخاه مات محترقا وان الجثة تفحمت لنراه يقف على قبره وهو يبكي ويتذكر لحظات الطفولة بينهم والود المتبادل ومع اغلاق هذا المشهد انتهى ظهور البطل " يوسف الشريف" عن الاحداث لنرى في المشهدين الاخيرين للعمل ان شقيق البطل مازال حي يرزق من خلال مكالمة ترد ل"رامز امير" الذي يجسد دور " تيسير" وهو يعمل معهم بالمكتب وهو الذي دل علي في حلقة سابقة عن حقائق افادته بخصوص مصانع الصيرفي المهم جاء في المكالمة تهديد لتيسير ان يستمر في باقي المهمة حتى لو بالاكراه ولم نعرف حتى ماهي باقي المهمة لنرى في المشهد الاخير شقيق البطل يرسم على وجهه ابتسامة رضا ومعه فتاة الريسبشن في المكتب الذي يعمل به علي "اسراء" نظرا لقصة حب جمعتها بشقيق علي عندما كانت تعمل ممرضة في المستشفى التي يرقد بها قبل التحاقها بالمكتب .. اغلاق المشهد الاخير جاء ب" محمود الجندي" او " ياسين " كما هو اسم الشخصية الذي يتضح لنا انه احد العقول المدبرة لهذه العملية الانتقامية وربما لم نفهم الاسباب الكافية او حتى قليل من اسباب ذلك !! كنت اتوقع ان ارفع القبعة لهذا العمل الجميل على مدار 29 حلقة لكن توقعاتي خابت وكنت اتمنى حتى ان تترك النهاية مفتوحة للمشاهد اكثر من اغلاقها بهذا الشكل الغريب !! الذي جعل النهاية مزعجة .. في العموم شاهدنا عمل مميز على مستوى الاخراج والحبكة الدرامية باستثناء اخر حلقاته ..كما اكتسبنا وجهان جديدان مميزان هما " شيرين الطحان وريهام حجاج" وشاهدنا " رامز امير وشيري عادل " في اداء شديد الرقي ... سينارست من ليبيا عمل مميز على مستوى الاخراج والحبكة الدرامية باستثناء اخر حلقاته