نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن نائب وزير "تطوير الجليل والنقب" في الحكومة الإسرائيلية أيوب قرا قد أجرى اتصالا مع معارضين سوريين، وذلك حسبما قال مندي الصفدي مدير مكتب قرا، للصحيفة الإسرائيلية. وذكرت الصحيفة أن الصفدي أثناء تواجده في العاصمة البلغارية صوفيا قبل ثلاثة أسابيع أجرى اتصالا بأشخاص في المعارضة السورية، وقبيل هذا أصدر مكتب قرا بيان صحفيا يوضح إن دعوة وجهت من قبل البرلمان البلغاري إلى نائب الوزير لإجراء لقاءات مع شخصيات في المعارضة السورية بالعاصمة البلغارية، وأضاف البيان أن نائب الوزير بعث مدير مكتبه نيابة عنه. وأوضحت الصحيفة أن السفير الإسرائيلي في بلغاريا شاؤول كميصا قد أرسل خطابا إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية يستفسر فيه عن الخطوات التي أقدم عليها قرا والصفدي وهل يعلم بها مسئولي الدبلوماسية الإسرائيلية وعلى رأسهم وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، حيث جاء في خطاب السفير الإسرائيلي "منذ أسبوعين ونصف اتصل بي السيد صفدي هاتفيا معرفاً نفسه وأوضح أن قرا بعثه للعمل على الاتصال والتعاون مع معارضين سوريين في بلغاريا خلال اجتماعات جمعت شخصيات المعارضة مع برلمانيين بلغار". وبحسب الصحيفة فأن السفير الإسرائيلي تساءل في برقية بعثها لوزارة الخارجية في 13 أغسطس الجاري عن كون نائب الوزير الإسرائيلي أو مدير مكتبه يمثلان الحكومة الإسرائيلية في هذه الخطوة. موضحاً "أنه في حال كانت الزيارة رسمية بتنسيق من وزارة الخارجية الإسرائيلية ، فأنه -أي السفير- لن يقدم على أي خطوة إلا بعد أن حصوله على تأكيد من وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بالتعاون وتسهيل زيارة الصفدي". وأشارت الصحيفة إلى أن "السفارة الإسرائيلية في بلغاريا تلقت اتصالاً من ثاني أكبر الصحف في بلغاريا للاستفسار عن إمكانية عمل لقاء صحفي مع المسئول الإسرائيلي، والذي قدم نفسه لمندوب الصحيفة البلغارية في السفارة على أنه مبعوث رسمي من دولة إسرائيل يعمل على فتح مجالات التعاون مع المعارضة السورية". وأوضحت هاآرتس أن في أعقاب المقابلة حاولت السفارة الإسرائيلية منع نشرها، وذلك للضرر الممكن حدوثه بسببها، فمارس موظفي السفارة الضغط على مكاتب التوزيع والتحرير لوقف نشر المقابلة، وعقب السفير الإسرائيلي بقوله" كانت الخطوة ناجحة وبالضغط لم تنشر المقابلة.. ألصفدي عمل فقط من تلقاء نفسه دون أي اتصال أو تنسيق مع وزارة الخارجية أو السفارة"، وذلك عكس ما جاء في البرقية التي أرسلها إلى الوزارة في القدس بحسب تعليق هاآرتس. الصفدي بحسب هاآرتس زار منزل السائق البلغاري الذي قتل في الهجوم على حافلة سياح إسرائيليين في بلغاريا الشهر الماضي واتهمت إسرائيل إيران وحزب الله بالوقوف وراءه. وأضافت الصحيفة أنه باتصال هاتفي مع قرا الأربعاء الماضي أكد على "أن الصفدي ذهب إلى بلغاريا باعتباره ممثلا رسميا لدولة إسرائيل، وأنهُ-أي الصفدي- دعي من قبل البرلمان البلغاري لمناقشة القضية السورية بصفته ممثل لإسرائيل، والتقى مع أشخاص بشكل غير علني"، مضيفاً "لا أريد أن أتحدث عن هذا لأنه موضوع حساس، هذه واحدة من الأمور التي لا يتم التحدث عنها في وسائل الإعلام، أنا لست طرفاً في هذا على الإطلاق، ولم يتم ذلك نيابة عني". من جانبه قال الصفدي لهاآرتس أن "زيارة بلغاريا ولقائه مع شخصيات من المعارضة السورية جاءت بناء على طلب من هيئة حكومية رسمية" لم يسمها الصفدي الذي أضاف: " هناك أشياء لا يعرفها السفير ولا يعرفها قرا، ولا استطيع أن أتوسع في التحدث عنها لوسائل الإعلام، أنا بالإضافة لمنصبي الرسمي موظف حكومي يمكنني القيام بخدمات لهيئة أخرى تنتمي لنفس الحكومة". وأضاف الصفدي "لدينا اتصالات من معارضين سوريين بالخارج"، وقال " عندما كان ليبرمان يريد مني أن ننظم لقاءات مع المعارضة السورية لم يكن لدية أي مشكلة في ذلك". وأشارت هاآرتس إلى أن الصفدي أدعى أن مسئولين في الخارجية كانوا على إطلاع دائم بزيارته لبلغاريا وبمسارها، منهم نائب وزير الخارجية داني إيالون، الذي قال عنه الصفدي أنه أجتمع معه لدي عودته على إسرائيل. وأضاف الصفدي للصحيفة الإسرائيلية" أن زيارتي والجدول الزمني الخاص بها أبلغت بهم السفير، وما أغضبه هو زيارتي لعائلة السائق الذي قتل في الهجوم الذي وقع في بورجاس". Comment *