وصل الموفد الدولي الخاص كوفي أنان إلى دمشق مساء الاحد للبحث في خطته للسلام التي اقر اخيرا بفشلها، في حين اتهم الرئيس السوري بشار الاسد الولاياتالمتحدة بدعم المعارضة لزعزعة الاستقرار في سوريا حيث تواصلت اعمال العنف الأحد حاصدة 46 قتيلا. واتهم الرئيس السوري الولاياتالمتحدة بدعم المعارضين المسلحين في بلاده بهدف "زعزعة استقرار" سوريا. وقال الاسد في مقابلة مع التلفزيون العام الالماني "ايه ار دي" "انهم (الاميركيون) طرف منحاز في النزاع. انهم يوفرون حماية ودعما سياسيا لهذه العصابات (المعارضون) لزعزعة استقرار سوريا". وحسب مقاطع مكتوبة من هذه المقابلة التي اجريت في الخامس من يوليو والتي ستبث مساء الاحد فان الاسد اعتبر ان مسألة تخليه عن السلطة تعود الى الشعب السوري. وقال الاسد "على الرئيس الا يتهرب من مواجهة التحديات، ونحن اليوم نواجه تحديا وطنيا" مضيفا "الا اننا من جهة ثانية لا يمكن ان نبقى في السلطة ما لم نكن نحظى بالدعم الشعبي". وقال الرئيس السوري ايضا "نحن لا نقفل الباب بوجه احد -دولة او مسؤولا- يرغب بالمساعدة لحل المشاكل في سوريا شرط ان يكون جديا وصادقا". من جهة ثانية اعلن المتحدث باسم الموفد المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية احمد فوزي في بيان وزع على وسائل الاعلام "وصول الموفد الخاص المشترك الى دمشق هذا المساء لاجراء محادثات مع الرئيس بشار الاسد"، من دون تفاصيل اضافية. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق "من المؤكد ان السيد انان سيكون في دمشق غدا. والزيارة تأتي في اطار مهمته والنقاش مع القيادة السورية للبحث في موضوع خطة النقاط الست" التي وضعها انان بهدف وقف العنف في سوريا ووافقت عليها السلطات السورية واعلنت الاممالمتحدة دعمها لها. وستكون هذه الزيارة الثالثة لانان في اطار مهمته كمبعوث خاص الى سوريا. وتعود الزيارة الاخيرة الى 29 مايو. وتنص خطة انان على وضع حد لكل اعمال العنف وسحب الدبابات من الشوارع والسماح للاعلام والمساعدات بالوصول الى مناطق النزاع واطلاق المعتقلين على خلفية الاحداث وبدء حوار حول عملية انتقالية. واعلن في 12 أبريل، استنادا الى خطة انان، وقف لاطلاق النار لم يتم التقيد به على الارض، رغم تعهد طرفي المعارضة والسلطات الالتزام به. وارسل مجلس الامن بعثة مراقبين دوليين من 300 عنصر الى سوريا للتحقق من وقف اطلاق النار، الا انها علقت عملياتها في منتصف حزيران/يونيو. واقر انان السبت بفشل مهمته. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية ان "هذه الازمة مستمرة منذ 16 شهرا، وتدخلي بدأ قبل ثلاثة اشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة ايجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح اننا لم ننجح. وقد لا تكون هناك اي ضمانة باننا سوف ننجح". وتأتي الزيارة بعد وقف قصير على تحذير وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من ان الوقت ينفد قبل انقاذ سوريا من "هجوم قد يكون كارثيا". وقالت كلينتون في تصريح من طوكيو "يجب ان يكون واضحا ان الايام اصبحت معدودة بالنسبة الى الذين يساندون نظام" الرئيس بشار الاسد. واعتبرت ان ما قاله انان حول عدم نجاح مهمته "يجب ان يحدث صحوة لدى الجميع، لانه يقر بان النظام السوري لم يقم باي تحرك يتوافق مع خطة النقاط الست". واضافت "كلما تم الاسراع في وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، فان عدد القتلى لن يتراجع فحسب بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الامة السورية هجوما كارثيا يشكل خطرا على البلاد والمنطقة". وكانت سوريا رحبت بالنتائج التي افضى اليها مؤتمر مجموعة العمل الدولية حول سوريا التي اجتمعت في حضور انان الاسبوع الماضي في جنيف، ووافقت على اقتراح وضعه في شأن خطة انتقالية تلحظ خصوصا تشكيل حكومة تضم اعضاء في الحكومة السورية الحالية وآخرين من المعارضة. واكدت المعارضة السورية انها لن تشارك في اي حكومة في ظل بقاء بشار الاسد في السلطة، بينما شددت "مجموعة اصدقاء الشعب السوري" التي التأمت الجمعة في باريس على ضرورة رحيل الاسد، مطالبة مجلس الامن باصدار قرار ملزم "تحت الفصل السابع" من ميثاق الاممالمتحدة لحل الازمة السورية. ووجه السناتور الاميركي الجمهوري جون ماكين الاحد انتقادات لاذعة لادارة الرئيس باراك اوباما حيال النزاع السوري. وقال ماكين لشبكة "سي بي اس" ان "انعدام تحرك الولاياتالمتحدة حتى الان معيب ومشين". وجدد دعوة واشنطن الى تزويد المعارضة السورية بالسلاح، وقال "هذه ليست معركة عادلة، الاسلحة الروسية تتدفق، الايرانيون على الارض والناس يذبحون ويغتصبون ويقتلون في اطار سياسة يقررها بشار الاسد". وتساءل ماكين "كم سيموت بعد من الناس حتى نقوم بشيء ما لمساعدة هؤلاء الناس؟". ميدانيا، تواصلت اعمال العنف وحصدت الاحد 48 قتيلا في مناطق مختلفة من سوريا، هم بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، 21 مدنيا و15 عنصرا من قوات النظام و12 مقاتلا معارضا او جنديا منشقا. وقد سقطوا في اشتباكات وعمليات قصف وانفجارات واطلاق نار. وتحدث المرصد عن "تحول نوعي" في القتال الذي تقوده المجموعات المسلحة المعارضة على الارض، مشيرا الى ان هذه الاخيرة استخدمت للمرة الاولى الاحد دبابة غنمتها من الجيش في قصف في المنطقة الشرقية في دير الزور، بعد ان اسقطت قبل ساعات في المنطقة ذاتها طائرة استطلاع تابعة لقوات النظام. واستؤنف الاحد القصف من قوات النظام على مدينتي القصير والرستن في محافظة حمص في وسط البلاد اللتين تعرضتا الليلة الماضية لمحاولة اقتحام، بحسب المرصد. وقال مراسل لوكالة فرانس برس في القصير ان القوات النظامية بدأت هجومها على الخطوط الدفاعية للجيش السوري الحر في القصير قرب الحدود اللبنانية بعد ظهر السبت، مشيرا الى ان اصوات الانفجارات تتالت في المدينة على مدى اكثر من اربع ساعات. وتعتبر الرستن والقصير من ابرز معاقل الجيش السوري الحر في محافظة حمص. وذكر التلفزيون الرسمي السوري من جهته في شريط اخباري ان "الجهات المختصة اوقعت اصابات وخسائر في صفوف مجموعات ارهابية مسلحة هاجمت المواطنين وقوات حفظ النظام في القصير وريف حمص". من جهة اخرى، بدأت القوات المسلحة السورية مناورات عسكرية تهدف الى اختبار "الجاهزية القتالية" للجيش السوري في مواجهة اي "هجوم مفاجىء"، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الاحد. وقالت الوكالة "بدأت قواتنا المسلحة (...) بتنفيذ مناورات عسكرية تستمر عدة أيام تشارك فيها مختلف أنواع وصنوف القوات البرية والبحرية والجوية بهدف اختبار الجاهزية القتالية لجيشنا". واضافت ان القوات البحرية بدأت السبت تنفيذ "مناورة تحاكي ظروف التصدي لهجوم بحري معاد مفاجىء". ونقلت الوكالة عن وزير الدفاع داود عبد الله راجحة انه اثنى على "الاداء المميز الذي أظهر المستوى العالي للتدريب القتالي في قواتنا البحرية وقدرتها على الدفاع عن شواطئنا في مواجهة اي عدوان قد يفكر به أعداء الوطن والأمة". وتأتي هذه المناورات في خضم الاضطرابات التي تشهدها سوريا منذ 16 شهرا واسفرت عن مقتل اكثر من 17 الف شخصن بحسب المرصد السوري. Comment *