أعلنت حركة حماس اليوم أنها قررت تعليق عملية تسجيل الناخبين في قطاع غزة بشكل مؤقت، مبررة إعلانها هذا "بسبب الظروف السائدة في الضفة الغربية" وفق بيان صدر اليوم. وأكد الناطق باسم الحركة في غزة سامي أبو زهري أن "الانتهاكات القائمة في الضفة الغربية تسببت في عدم توجه أعداد كبيرة من أنصار الحركة للتسجيل في هذه الانتخابات". وذكر أبو زهري أن لهذا الإعلان عدة أسباب، من بينها ما أعتبره "سياسة القمع الأمني في الضفة الغربية وعدم توفر الظروف اللازمة" مشيرا إلى أن "ممثلي الحركة في الضفة لا يستطيعون أن يمارسوا دورهم الرقابي على عملية التسجيل وعلى سجل الناخبين الذي تم إعداده خلال الفترة الماضية". وحسب البيان "فقد قدمت حركة حماس والحكومة في غزة كل التسهيلات لتمكين لجنة الانتخابات المركزية من أداء دورها بكل سهولة ويسر حسب الاتفاق الموقع بين حركتي حماس وفتح في 20 مايو 2012". وأضاف إنه "بالرغم من حرصنا الشديد على تسهيل عمل اللجنة وضمان استمراريتها إلا أن هناك العديد من القضايا التي مثلت عقبات تحول دون بدء عملية التسجيل". وقال إن "المتفق عليه هو التزامن في الإجراءات الانتخابية بين المجلس الوطني، والانتخابات الرئاسية والتشريعية للسلطة إلا أنه تم فتح عملية التسجيل لانتخابات السلطة فقط وهو ما يناقض الاتفاق". وشدد أبو زهرى على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سير عملية التسجيل لكل أبناء الشعب في الداخل والخارج لضمان إجراء انتخابات المجلس الوطني والانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن حسب الاتفاق. وذكر أن "هناك بعض الملاحظات على أداء لجنة الانتخابات خاصة فيما يتعلق بآلية اختيار الموظفين الذين تم تعيينهم في اللجنة في مكتب غزة في الفترة الأخيرة". وأشار إلى ما قال أنه "الارتباك الذي صاحب عملية اعتماد هيئات الرقابة من مؤسسات المجتمع المدني بين الرفض والقبول، وعدم حسم هذه المسألة إلا في وقت متأخر، مما جعل هذه المؤسسات غير جاهزة وبحاجة إلى وقت إضافي لاختيار مراقبيها والاستعداد لعملية الرقابة على عملية التسجيل". ولهذا قررت حركة حماس تعليق عملية التسجيل بشكل مؤقت إلى حين التوافق بين الأطراف المعنية بما يضمن إزالة العقبات التي تحول دون ذلك وتوفر الأجواء الصحية اللازمة لضمان عملية تسجيل سليمة ومتوازية في غزة والضفة والخارج. في المقابل، أكد المتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أحمد عساف، أن قرار حركة حماس بتعليق عملية تسجيل الناخبين بقطاع غزة مؤقتا ولد إحباطا لدي الشعب الفلسطيني الذي ينتظر بفارغ الصبر تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام باعتبارها بوابة لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني والاحتكام لإرادة ورأي الشعب الفلسطيني مصدر السلطات. وأضاف احمد عساف في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن قرار حركة حماس يمثل تراجعا عن الاتفاقيات الموقعة بين فتح وحماس، وأخرها في 20 مايو الماضي بالقاهرة، والتفافا عن جهود المصالحة ورفض الاحتكام الديمقراطي ورغبة وإرادة الشعب الفلسطيني لإنهاء الانقسام ووحدة الشعب الفلسطيني. وقال إن حركة حماس لا تسعي للمصالحة ولا تريد إجراء الانتخابات التي لن تتم إلا بتسجيل الناخبين في قطاع غزة، حيث تم الاتفاق علي ذلك وكان من المنتظر أن تبدأ لجنة الانتخابات المركزية عملها غدا "الثلاثاء" في تحديث وتسجيل الناخبين في قطاع غزة، وحتى 14 من الشهر الجاري. وحول ادعاء حماس بعدم توافر الأجواء اللازمة لضمان عملية تسجيل سلمية ومتوازية في غزة والضفة والخارج وضبط وقمع ممثلي حماس في الضفة مما دفعها لتعليق عملية التسجيل، قال عساف إن هذه ادعاءات باطلة لأن لجنة الانتخابات أنهت عملها بنسبة 100 % في الضفة الغربية، وأن حركة حماس عطلت عمل لجنة الانتخابات وتسجيل الناخبين في غزة لمدة 5 سنوات. ويأتي هذا الإعلان قبل يوم واحد من بدء لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة لحملتها الخاصة بتحديث سجل الناخبين وتسجيل الجدد منهم، وهو الأمر الذي تأخر عدة سنوات في ظل الانقسام الفلسطيني، والتي أعلنت عن إطلاقها غدا الثلاثاء. Comment *