* مقتل 36 في آبيي خلال اشتباكات في اليوم الثاني لاستفتاء الجنوب .. ومحاولات للتهدئة * “المؤتمر الوطني” يتهم “الشعبية” ب”ترهيب” مواطني الاستوائية للتصويت للانفصال والمعارضة تستعد للنزول للشارع يوم الأحد المقبل الخرطوم- نفيسة الصباغ: استمر التصويت على تقرير مصير جنوب السودان، وسط هدوء في الشمال وحماس في الجنوب، بينما بدأت جبهة “آبيي” تشتعل، بعد اشتباكات بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك، واتهامات من القبائل لشريكي الحكم في السودان بالتسبب فيها. وأعلنت قبيلة المسيرية اعتزامها الخروج غداً في مسيرة سلمية وتسليم رئاسة الجمهورية مذكرة احتجاجية عن ممارسات الجيش الشعبي وقبيلة دينكا نقوك بشأن الاعتداءات على القبيلة والتي تزامنت مع بداية الاقتراع وراح ضحيتها 5 من أبناء المسيرية وعدد من الجرحى. وقال زعماء في منطقة آبيي المتنازع عليها إن 36 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين رجال قبائل وبدو عرب قرب الحدود بين شمال السودان وجنوبه في اليوم الثاني من الاستفتاء على انفصال الجنوب الذي يستمر أسبوعا. وقال محمد عمر الأنصاري القيادي بالقبيلة في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية إن “الحركة الشعبية أقامت ثلاث معسكرات شمال آبيي بجانب التصريحات الاستفزازية التي تطلقها بشأن تبعية المنطقة للجنوب الأمر الذي دفع قبيلة المسيرية للخروج في المسيرة السلمية مبيناً أنهم سيسلمون رئاسة الجمهورية مذكرة احتجاجاً على ممارسات الحركة الشعبية بالمنطقة”. وطالب الحكومة بحماية المسيرية ووقف ممارسات الحركة الشعبية ودعمها لدينكا نقوك في مواجهة المسيرية والاعتداء عليهم. وقالت قيادات من المسيرية في مؤتمر صحفي مساء أمس أن ما تم كان عملا عدائيا مدبرا من الجيش الشعبي وأكدوا أنهم لم يبادروا بالهجوم، ، بدليل أنهم “رعاة عزل”. وقال رحمة النور عبد الرحمن نائب رئيس إدارة آبيي تفريق الحشود تماما سواء من الجيش الشعبي أو المسيرية ومن المقرر عقد مؤتمر مشترك يضم المسيرية ودينكا نقوقك وحكومة جنوب كردفان غدا الأربعاء. وقال الأمير مختار بابو “حن وصلنا قضية آبيي للمجتمع الدولي ولا تزال دينكا نقوك متمسكين بقرار لاهاي ونحن لازلنا متمسكين برأينا آبيي دي منها شبر ما بنمشي وكنا بنتكلم ببرد وسلام وهما يصرخوا في الإعلام ونحن نرد بقدر ما يصرحوا، وإذا أعلنوها جنوبية سأعلنها من داخل آبيي شكالية، هناك في آبيي معسكر فيه 1000 شرطي وهما في الحقيقة جيش بزي الشرطة، وطلبنا من الحركة الشعبية ترحيله وإلا سنأتي بمثله، الآن الأمور تسير نحو منعطف ما ونحن جاهزين تماما لأي شيء “ونحن الآن ماسكين لأهلنا اللجام ولو ما نحن بنقارع فيهم كان آبيي مسحوها بدري” واستمرارا للتصريحات العنيفة من قيادات المسيرية خلال المؤتمر الصحفي، قال النصري عبد الله، أمير إمارة العنينات قال “نحن إما نعيش في آبيي على ظهرها أو في باطنها”، وأضاف أن “القضية ماشية وما في حلول نهائية أوصيكم بضبط النفس وعدم الأمان” الأمير رمضان نور الصفاء قال “الموت في ترابنا اعز موت، أرضنا ما بنخليها زي ما فلسطين خلت أرضها لإسرائيل وقعدوا يجدعوا بالحجارة، الآن بتتقاتل في آبيي قبيلتين بس وباكر كل قبائل المسيرية تكون قاعدة في آبيي ونحن بنرتب نفسنا ما بنعتدي على زول لكن أرضنا قادرين نحميها”. وفيما يبدو وكأنه امتداد لرقعة الخلاف، وإضفاء الطابع الديني عليه، قالت قبلية الرزيقات في بيان لها: “نحن أعيان وأمراء من الرزيقات نحذر الحركة الشعبية من اللعب بالنار” وأضاف البيان: “إن لم يستجيبوا سوف نحاربهم حربا لا هوادة فيها سوف نجاهدهم بكلمة لا إله إلا الله وسوف نهزمهم بكلمة لا إله إلا الله، من مات دون عرضه وأرضه فهو شهيد ونحن لهم بالمرصاد وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وما النصر إلا من عند الله” ويشير محللون إلى أن آبيي هي المكان الذي يرجح أن تتحول فيه التوترات بين الشمال والجنوب إلى أعمال عنف أثناء التصويت وبعده. ويتوج الاستفتاء اتفاق السلام الذي ابرم عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب الأهلية ومن جانبه، كشف والي جنوب كردفان أحمد هارون عن محاولات لاحتواء الأوضاع، وقال إن هناك اجتماع طارئ بين وزارة الداخلية القومية، ووزارة داخلية حكومة الجنوب لوضع حل للأزمة، مؤكدا عقد سلسلة من الاجتماعات لوضع حلول تنفيذية وعملية للأزمة. ومن جانبها، عبرت قبيلة دينكا نقوك عن خوفها الشديد من اندلاع نزاع مسلح في المنطقة، لكنهم لم يتأكدوا تماما من احتمال حل القضية بشكل سلمي وقالت المواطنة نيانكول في تصريحات لجريدة الأخبار السودانية إنها تشعر بأنها في خط بسبب حزب المؤتمر الوطني واستخدامه للمسيرية من أجل احتلال الأرض في آبيي وحولها، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن للمسيرية الحق في امتلاك الأرض، وقالت “أنا ضد حكومة الوحدة الوطنية ولست ضد المسيرية، أي أنهم محرضون لكنهم بريئون. ومازالت تأمل في أن يتخذ الجيش الشعبي لتحرير السودان و حكومته، موقفا حازما للدفاع عن آبيي” وحول الاستفتاء، قال قطاع الجنوب بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان إن هناك عمليات تزوير واسعة في الاقتراع علي الاستفتاء في ولايات الاستوائية الثلاث، واتهم الأجهزة الأمنية في الجنوب بترويع وترهيب المواطنين للتصويت لصالح الانفصال. وقال شرف الدين إبراهيم سعيد مقرر القطاع بالاستوائية إن حكومة الجنوب قامت بتعيين كافة رؤساء مراكز التصويت بالاستوائية من أعضائها التابعين للحركة الشعبية، وهو ما يخالف الدستور واتفاقية السلام الشامل. كما اتهم الحركة بحشد قواتها من الجيش الشعبي والشرطة داخل المراكز لترويع وترهيب المواطنين بهدف التصويت للانفصال. وعلى صعيد آخر، كشف رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ عن اتفاق لرؤساء القوى السياسية على النزول إلى الشارع في السادس عشر من الشهر الحالي لتغيير الأوضاع ووضع حد لأزمات البلاد عبر الأدوات السلمية، وعزا القرار في اختيار اليوم إلى رغبة القيادات السياسية لتمرير فترة الاقتراع دون تشويش، وأكد في مؤتمر صحفي ما تردد حول وجود قوى سياسية اقترحت تأجيل تلك الخطوة لما بعد المرحلة الانتقالية في يوليو المقبل لحين توفيق الأوضاع القانونية لدولة الجنوب. مواضيع ذات صلة 1. مقتل 23 في اشتباكات على الحدود بين شمال وجنوب السودان في اليوم الثاني من الاستفتاء 2. أجواء الحرب تسيطر على السودان..واتهامات بين الجنوب والشمال بإشعال الصراع 3. الأمين العام للحركة الشعبية يعلن تقديم “فدية” للمؤتمر الوطني لحل مشكلة آبيي 4. رسالة جنوب السودان :الجدل حول آبيي مستمر ودينكا نقوك يطالبون البشير بضمها للجنوب 5. رسالة جنوب السودان : البشير في جوبا وأنباء عن إلقائه كلمة عند ضريح قرنق