بدأ مئات الالاف من المسلمين الشيعة منذ صباح السبت في بغداد باحياء ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم، وسط اجراءات امنية مشددة لم تمنع استهداف الزوار بسيارة مفخخة قتل فيها ثمانية اشخاص على الاقل. وسارت الحشود انطلاقا من جسر الائمة في شمال بغداد خلف نعش رمزي مغطى بقماش اخضر باتجاه المرقد في الكاظمية، وهم يبكون ويرددون اناشيد خاصة بالمناسبة فيما كان بعضهم يلطمون على صدورهم، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس. وكانت المراسم بدات منذ الساعات الاولى للصباح مع سرد احد رجال الدين قصة الامام موسى الكاظم، نجل الامام جعفر الصادق، وسابع الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية. واكتظت شوارع الكاظمية بالمشاركين المتشحين بالسواد وبينهم اطفال ونساء اتوا من مناطق مختلفة في العراق سيرا على الاقدام، فيما كانت انابيب ترش الماء والهواء فوق رؤوسهم وسط طقس حار جدا. وبينما كانت تزداد اعداد الحشود، واصلت عشرات الخيم المنتشرة على الارصفة تقديم مختلف انواع الاطعمة والمشروبات للزوار. وانتشرت رايات خضراء واخرى سوداء في كل مكان فيما ارتفعت اصوات الاناشيد الدينية عبر مكبرات الصوت متحدثة عن حياة الامام الكاظم. وقال المسؤول الاعلامي عن الروضة الكاظمية عامر الانباري لفرانس برس "تم احياء ذكرى وفاة الامام الكاظم بمشاركة جميع اطياف الشعب العراقي الذين اكدوا تمسكهم بمبادىء الانسانية التي اكدها الامام في حياته". واضاف ان "بين الزوار عدد كبير من المسلمين الذين جاؤوا من داخل العراق ودول عربية واسلامية مجاورة واخرى اوروبية". واكد ان "صباح اليوم يمثل اخر مراسم الزيارة لكن من المتوقع ان يواصل الزوار توافدهم حتى نهاية اليوم"، متحدثا عن "ملايين الزوار الذي توافدوا خلال الايام الماضية لاداء مراسم الزيارة". وقال عبد الله الكيتاوي (42 عاما) الآتي من مدينة الكوت والذي سار لاربعة ايام ان "الامام الكاظم مذهبنا ورمز الاستشهاد لدى المسلمين عامة والشيعة خاصة". واضاف "شعورنا اليوم شعور شريف ومقدس، ومهمتنا ان نحافظ على هذه الذكرى طالما حيينا". ولد الامام الكاظم في منطقة تعرف بالابواء بين مكةوالمدينة وتوفي في سجن السندي ابن شائك حيث كان يعتقل في بغداد، علما ان الادبيات الشيعية تتهم الخليفة العباسي هارون الرشيد بقتل الامام بدس السم له بينما كان في السجن. ويعتقد الشيعة ان الامام موسى الكاظم واحد القابه "كاظم الغيظ" هو صاحب كرامات ويوجهون طلباتهم اليه بصفته "ابو الحوائج" كما يطلقون عليه لقب "قتيل الظلمات". وتجري المراسم وسط اجراءات امنية مشددة تشمل نشر فرق لمكافحة الارهاب بين المشاركين، فيما تحلق مروحيات في سماء المدينة، وذلك بعد ثلاثة ايام من موجة تفجيرات قتل واصيب فيها العشرات واستهدفت معظمها الزوار الشيعة. Comment *