قبل 10 أيام ومن خلال قناة الجزيرة مباشر وجهت رسالة خالصة إلى جماعة الإخوان المسلمين قلت لهم أننا مقبلون على انقلاب واضح على الثورة أصبحت معالمه واضحة وحذرت أن هذا الانقلاب الذي يتم التخطيط له ربما يتبعه عصف بالجميع ولكنه سيطال أول ما يطال الإخوان المسلمين .. يومها كان السيناريو واضحا وحذرت أن المجلس العسكري يعد للعودة لنقطة الصفر من جديد وأن تحليل خطاب شفيق حول الاتهامات الموجهة للإخوان تشير إلى أن هناك ما يدبر في الخفاء للجميع .. كررت التحذير أكثر من مرة وأكدت أنها نصيحة خالصة لوجه الله وكان بصحبتي الزميل والصديق العزيز رجب الباسل الصحفي بالحرية والعدالة .. بعد اللقاء كررت التحذير على الزميل رجب وتمنيت عليه ألا يقرأوا تحذيري بشكل خاطئ فأكد أنه يدرك أن تحذيري خالصا لكن له رأي آخر .. فلم أجد إلا أن أكرر تحذيري للمرة الرابعة قبل أن نفترق .. وكان أملي أن يصبح لدينا حلم باللقاء.. كنت اعتبر أن الفرصة الأخيرة لا تزال سانحة ومن شرفة الجزيرة أشرت على الحل من وجهة نظري وهو الميدان ربما ليس التظاهر ولكن روحه ووحدته.. لم أكتب ما فات في محاولة لأقول أنني حذرت وتوقعت على طريقة البعض ولكن لأقول أن السيناريو كان واضحا وكان كثيرون منا يعرفونه بل وتناقشنا وقتها وماذا سيكون رد فعل الإخوان إذا تم حل البرلمان واستمر شفيق وتراهنت أن قرار الإخوان سيكون الاستمرار.. كانت الحقيقة تراودنا جميعا ولكن عدد كبير منا كان يرى أن الثورة ستستمر وكانت رؤيتي في ذلك أن كل من يحاولون تحليل الواقع والتحذير من خطر شفيق ومن صعود الإخوان ويعتبرون أن صعود أحدهما هو نهاية للثورة يتعاملون مع طرف واحد من أطراف معادلة الثورة المصرية ويسقطون الطرف الأهم في المعادلة هو الشعب الذي صنع الثورة نفسها .. ورغم ذلك جاء الإحباط عنيفا مع صدور الحكم وكأننا لم نكن نتوقعه . أمام حالة الإحباط التي أصابت البعض.. وحالة نشوة المغتصب الذي استسلم لمغتصبه وقرر الاستمتاع التي أصابت آخرين، كان لابد من إعادة التذكير بهذه الحقيقة وهي أن.. هناك طرف لم يتم وضعه في كل حسابات الإحباط لأن بعضنا حاول إسقاطه من المعادلة هو الشعب ..أقولها بصدق لست بخائف ولا محبط رغم كل شيء .. لدينا جيل جديد حلم بغد مختلف وناضل من أجله .. ولدينا أجيال عادت للسياسة .. ولدينا أطفال يلعبون في المدارس عسكر وثوار .. ولدينا طاقة حلم و رغبة تغيير لم نمتلكها ربما منذ ستينيات القرن الماضي .. والمؤكد أن لدينا نظام قديم بارع لكنه يخطئ وبراعته إنه يستغل أخطاءنا ولدينا طموح أن نتعلم منها ولو بالممارسة .. لدينا رفقاء ميدان مصرون على الخطأ وإضفاء شرعية على ما فات لكن أجيال منهم تتعلم وتعرف وتحاول الخروج من نفق السمع والطاعة .. لدينا حلم وأمل .. وثورة يحاولون سرسربتها من بين أيدينا ولكننا مازلنا نمسك بخيوطها .. الثورة روح .. وروح الثورة والغضب نبتت في قلوب وصدور الكثيرين فلا تيأسوا .. الثورة ستستمر بحلمنا.. بداية الطريق أن نتعلم من أخطائنا.. ونعلم أبناءنا أن الثورة تخلق قوانينها .. الثورة تغير ولا تترك قوانين من ثارت عليهم تصنع تغييرها .. الثورة تحتاج ربما لتضحيات أكثر فأرض مصر تستحق ما هو أكثر .. لن أحبط ومستمر .. ولنتعلم من العسكر لعبة استراتيجيات امتصاص الصدمات والوقفة التعبوية ثم الهجوم المباغت .. لكن المؤكد بالنسبة لي أن الهجوم المباغت لا يكون بقواعد نظام قديم.. وأن المشاركة في ألاعيب يمتلكون مفاتيحها عبث ونيل من قوتنا لأن الهجوم يجب أن يكون شاملا والإطاحة يجب أن تكون عامة .. هناك فارق بين الثورة والإصلاح. رسالة أخيرة للإخوان : الانسحاب هو الحل الانسحاب باب جديد للعودة للميدان .. باب للوحدة .. عدم إسباغ مشروعية على تجربة هزلية .. وإغلاق الباب أمام استكمال النيل من الثورة وما تبقى من الجماعة.. نصيحة خالصة: نريدكم معنا من جديد .. لن أتكلم بمنطق أن شفيق قادم لا محالة رغم أنه منطق تدعمه كثير من الوقائع ودعمته كثير من ممارسات الجماعة .. ولكن تعالوا نفترض أن مرسي فاز بالانتخابات.. سيكون رئيس بلا صلاحيات في مواجهة مجلس عسكري يمتلك القوة والصلاحيات التشريعية والأكثر أنه يمتلك مفاتيح كل شيء.. قادر على تصفير العداد وصنع الأزمات ولكم في أزمات الوقود والبوتجاز والانفلات الأمني أسوة .. لا تكرروا تجربة البرلمان ولا تحولوا مرسي لشماعة لأخطاء يصنعونها بأنفسهم.. لا تجعلوه أداة إجهاض الحلم بعدل الثورة بدعوى أنه مرشح للثورة .. لا تكملوا القضاء على أنفسكم فربما نحتاجكم وتحتاجوننا يوما بعد أن نتطهر جميعا من درن المرحلة الانتقالية .. لسنا بحاجة لشرابة خرج تحمل من جديد عنهم أوزارهم .. بل نحن بحاجة لنا معا .. حلم الرئيس شرابة الخرج الذي يظهر في الصورة ولا يحكم ثم يحمل عنهم خطاياهم ويكمل الإجهاز على ما تبقى من روح شارع ساند الثورة بتحميله أوزار خطاياهم لم يعد صالحا .. لا تجعلوا مرسي يقف وحيدا وإن فاز ولا نريدكم وحدكم مرة أخرى فتذهب ريحكم .. الرهان على العسكر لم يعد صالحا .. وإذا لم تدركوا فلتذهبوا وحدكم لإضفاء مشروعية على حكم نظام قتلنا وقتلكم معنا وساعتها سيقف كثيرون أيضا ليتذكروا خطاياكم في حقنا .. ساعتها لن تجدوا غيرنا ولكن كل الخوف ألا نجد بعضنا .. المؤكد بالنسبة لي أنني لن اصمت على عصف يطال مواطن مهما كان .. هذه هي المبادئ .. وهذا هو ضميري .. وهذه رسالتي خالصة إليكم .. مصلحتكم معنا . Comment *