أسامة الشاذلي: خدعوك فقالوا ....متدين بطبعه

لجأ الإنسان القديم إلى الاساطير كي يفسر الكثير مما غاب عنه، ولم يدرك معناه أو سببه، واستمرت الاساطير في التداول عبر العصور الوسطى رغبة في التباهي والحث على الشجاعة والإقدام، ووصلت إلى عصرنا كمادة مسلية للقراءة والحواديت، لكننا في مصر ما زلنا نصر على خلق بعض الاساطير وتصديقها وترديدها دون أن ندرك لحظة كذبها وزورها، مثل أسطورة أن الطفل المصري أذكى طفل في العالم، وأن الرجل المصري أكثر رجال الدينا فحولة في الوجود، ثم خدعوك فقالوا...شعب متدين بطبعه.. الناس في مصر يذهبون لصندوق الإنتخابات لحماية الدين....وإن لم تصدقني فاقرأ معي الحقائق التالية :
- مصر تاسع دولة في نسبة التحرش الجنسي بالنساء، حسب عدد البلاغات.....لو أضفنا إليها عدد القضايا التي لم تبلغ عنها لاحتللنا المرز الأول بلا منازع....متدين بتحرشه.
- حقق فيلم شارع الهرم الذي تدور قصته حول راقصة تتحول من الرقص فى فرقة للفنون الشعبية إلى الرقص الشرقى فى أحد ملاهى شارع الهرم إيرادات بلغت "12 مليون و694 ألف جنية مصري"، وحقق أعلى إيراد لفيلم في يوم واحد في تاريخ السينما المصرية.... متدين بفيلمه.
- عربياً مصر جاءت في المركز الثاني من حيث التعامل بالرشوة بين المواطنين وكافة المصالح الحكومية بعد لبنان التي واصلت الحفاظ علي المركز الأولي.... متدين بقرشه.
- حالات الاغتصاب في مصر وصلت إلي أكثر من 120 ألف حالة سنوياً، حوالي 330 حالة في اليوم الواحد.....متدين بشبقه.
- الشعب المصري شعب يعشق السباب و"الشتيمة" لدرجة أنه عندما يعجب بفعل أو بشخص، يقوم بسبه - جون ابن وسخة مالوش حل - ...متدين بشتيمته.
- الشعب المصري ضمن الشعب العربي هو أكثر مستخدمي الانترنت بحثاً عن كلمة "جنس"....متدين ببتا.. - مش خطأ مطبعي بل رقابي-.
- الكثيرون في مصر يعتبرون علاقتهم بالله تنتهي عند سجادة الصلاة فيغشون في الميزان، ويبيعون البضاعة الفاسدة، متجاهين تماماً مبدأ الدين معاملة، ولكي تتأكد من ذلك انظر إلى المرور وكم المشاجرات وكيفية معاملتك حتى في فندق راقي من طاقم الخدمة، حيث تنال أسوء معاملة....متدين بمعاملته.
والكثير والكثير، لهذا تبقى ظاهرة الصناديق التي يحمي فيها المصري الإسلام لأنه متدين بطبعه اسطورة جديدة تحتاج إلى تفسير، أظنه نوع من تخليص الضمير، في أن يعطي صوته لله على أمل أن ينال ثوابه في الآخرة بعد أن يعدم حياته في الدنيا.
تلك الاسطورة دليل حقيقي على أن جزء كبير من الشعب المصري مازال حتى الآن غير مهتم بالسياسة ولكنه يشارك فيها من آجل الثواب، وسلملي على المتدين، وهناك جزء آخر من فرط تدينه يبحث عن فرعون ليصنعه ويعبده، حيث تنتشر عبادة الفرد في مصر أكثر من أي دين آخر.
وسلملي على المتدين بطبعه.
Comment *