استنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في بيان اليوم الحملة الإعلانية التى تبثها قنوات التليفزيون المصري, وتحذر فيها الشباب المصري من التعامل مع الأجانب والحديث معهم بحجة "الحفاظ على أسرار مصر"، ووصفتها بأنها "مليئة بالكراهية و تخالف كل التعاليم والقيم الصحفية والمهنية المتعارف عليها, وتستدعي عقاب من أمر بها ومن أذاعها". وأكدت الشبكة إن بث إعلانات من هذا النوع تعيد للأذهان إعلام أدولف هتلر الذي كان يديره جوبلز الذي اشتهر بأكاذيبه الفجة وأساليبه الخبيثة للسيطرة على عقول الجماهير عبر الإعلام، وأضافت : "غياب الإرادة السياسية لإصلاح منظومة الإعلام في مصر، ولاسيما الإعلام الرسمي، وإفلات بعض الإعلاميين بجريمتهم أثناء الثورة حينما تصاعدت حملة الكراهية ضد الأجانب، ثم التغاضي عن خطاب التحريض ضد المصريين المسيحيين أثناء واقعة ماسبيرو ، جعل الأمر يصل لهذا الخطاب المتنامي في كراهية الأجانب". وحذر البيان من عواقب العودة لهذه الأساليب المخابراتية فى المبالغة بربط كل شىء وأى شىء بنظرية المؤامرة, ومن خطاب الكراهية المتصاعد ضد الأجانب بل والمصريين ذوي الملامح الأجنبية, منذ ثورة يناير، وبمباركة رسمية من الحكام العسكريين. وأشارت الشبكة العربية أن الهدف الحقيقي وراء تلك الدعاية الرديئة وصم الثوار والنشطاء بالتجسس والعمالة، وتكميم أفواه المواطنين، وترهيب أصدقاء الثورة المصرية في الخارج، والذين أسدوا لمصرأثناء ثورتها الكثير من العون، بل وعملوا على تشجيع عودة السياحة إلى البلاد. وأكدت الشبكة في بيانها أن منع المواطنين من متابعة الشأن العام والحد من اهتمامهم بالسياسية، وكذلك تحجيم دور الإنترنت المتعاظم في الثورة المصرية، بما يضمن تصفية المعارضين السياسيين، كل تلك من الأهداف التي أصبحت وسائل الإعلام الرسمية وبعض وسائل الإعلام الخاصة تعمل على تحقيقها منذ اللحظة الأولى لسقوط الدكتاتور مبارك، بأسوأ الوسائل، وذلك بهدف استعادة الدولة من المواطنين لصالح الأقلية الحاكمة، على حد ذكر البيان Comment *