لم ينتهى مسلسل فرعون مصر2 بعد، فهناك أجزاء لم تكتمل كي تسدل الستارة، ويبدأ عصر جديد من الحرية والكرامة في مصر الجديدة, محاكمة مبارك ليست الخيبة الأولي التي يتلقها عموم المصريين والثوار خاصة خلال ال 15 شهرا الماضية. فالخيبة الكبرى تمثلت في صدمتهم بنتائج الانتخابات التي وضعت أحد بقايا نظام مبارك كمنافس قوي في الإعادة لانتخاب الرئيس وخروج المرشح الأكثر شعبية لدي فريق الثوار حمدين صباحي، الضباب كثيف لكن الرؤيا اصبحت واضحة الان لدي الثوار، فالثورة لم تنتهي بعد . نتائج الانتخابات لم تمنع المصريين من النزول إلي الشارع وإمكان تسليمهم بمبدأ القبول بنتائج العملية الديمقراطية وضعهم في حيرة خلف خط الانقلاب وهذا ما يفسر نضوج الوعي الجماهيري لدي المصريين. فعبروا عن رفضهم واحتجاجهم حتى اللحظة التي أعلنت فيها نتائج المحاكمة التي منحتهم القوة للنزول إلي الشارع وإعادة الثورة قبل إعادة الانتخابات. رموز الفساد في النظام المصري المخلوع لم تتراجع عن الضرب بعرض الحائط بمشاعر الثوريين ورغباتهم وحقوقهم ودمائهم، وجود أحمد شفيق وتبرئة نجلي مبارك و إدانة مبارك على استحياء، اتاحت الفرصة لاستئناف قابل للتبرئة يثير جدل كبير في الشارع المصري والعربي, وفي اتجاه آخر واتهامت وجهت للقضاء بتسديده ضربة قاضية لدماء الشهداء وذويهم التي امتصوها بالفساد باعتبار الأدلة غير كافية . تتعدد السيناريوهات للتنبؤ بمستقبل الثورة المصرية فإذا ما استمر تتابع الأحداث على هذه الوتيرة من محاكمات صورية وعودة رموز النظام المخلوع للمشهد السياسي أو اقل تعديل للمشاركة في الحياة السياسية لن يبقي إلا خطوة واحدة لحسم المعركة بعد تولي شفيق الحكم وحسم المعركة بيدي العسكر, فتكون قد تحققت التنبؤات بالالتفاف على الثورة بالثورة المضادة . وبالاتجاه الآخر حظوظ الثورة أكبر في هذه المرحلة، الثورة المصرية ثورة من دون قائد، خرجت من ألم الناس المتراكم وتداعياتها لم يكن مخطط لها في الانتخابات البرلمانية، ولا في الانتخابات الرئاسية التي استثمرته القوى الاكثر تنظيما هما جماعة الاخوان المسلمين واجهزة الدولة القديمة. وهذا ما يفسر عدم وضوح الرؤية وغياب النضوج والتخطيط الاستراتيجي للمراحل القادمة في غياب السؤال الجوهري, ماذا بعد ؟ ماذا بعد ميدان التحرير؟ وماذا بعد البرلمان وماذا بعد المحاكمة والانتخابات الرئاسية؟ وهذا ما يفسر غياب القيادة الموحدة للثورة . وعلى الرغم من الفشل في تحقيق توازن بين القوي في البرلمان المصري والزج بمرشحيهم للوصل إلى المرحلة النهائية، لازالت هناك فرصة أخرى تاريخية , كل المؤشرات التي يستقبلها الثوار تخبرهم بان ثورتهم لم تنضج بعد وانها لم تحقق الهدف الأول بإزاحة حكم مبارك لم يتحقق ,مبارك لا يعبر عن شخص بل نظام حكم شفيق يستطيع ان يكون مبارك او أي شخص اخر ينتمى الى النظام نفسه . الكلمة الأن للميادين والثوار، ان العودة الى المربع الأول بذات القوة والروح التي كانت فى 25 يناير، هي القوة الحقيقية للإرادة المصرية والشعب المصري, ويقع على عاتق الثوار وفي مقدمتهم ممثلي الثوار الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح وخالد علي وحمدين صباحي تشكيل تيار سياسي قوي وقيادة موحدة واضحة للثورة المصرية، والعودة الى اللعبة السياسية من ميدان التحرير, علي الثوار القناعة الكاملة بان التنازل في اى مرحلة قادمة هو بمثابة وأد لهم ولثورتهم. Comment *