شهدت العاصمة اللبنانية بيروت أمس اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بي جى وذلك على خلفية الأحداث التي تشهدها طرابلس منذ الأسبوع الماضي، والتي تفاقمت بعد هدوء حذر فرضه انتشار الجيش، فأمس قتل الشيخ أحمد عبد الواحد، وهو من رجال الدين المنتمين للطائفة السنية، وذلك عندما أمتنع وهو وأحد المرافقين له بالوقوف عند حاجز أقامة الجيش اللبناني في منطقة عكار شمال لبنان المجاورة لمدينة طرابلس. فيما صرح عسكري للجديد اللبنانية أن إطلاق النار بدأ أولاً من السيارة التي كان يستقلها الشيخ ومرافقه. قد أعلنت قناة الجديد مساء أمس أن اشتباكات مسلحة دارت في محيط الجامعة العربية ببيروت وكذلك طريق الجديدة، استخدمت فيها قذائف صاروخية، وذلك بالتوازي مع محاولات الجيش اللبناني والقوى الأمنية إعادة فتح الطرق المغلقة. 9 لبنانيين بينهم جندي بالجيش أصيبوا في إطلاق نار كثيف من قبل أنصار تيار المستقبل على مقر حزب التيار العربي في العاصمة اللبنانية بيروت. فيما أفاد مصدر عسكري لقناة OTV اللبنانية أن الجيش اللبناني يحاول حالياً فتح عدد من الطرقات والشوارع التي أغلقت بالحواجز والإطارات المشتعلة عقب مقتل الشيخ عبد الواحد من جانب أنصار تيار المستقبل، وذلك في عكار أما في بيروت فقام أنصار المستقبل بقطع طرق: الجديدة، كورنيش المزرعة، بشارة الخوري، خلدة وفردان وقصقص والمدينة الرياضية وكذلك طرق شتورة وجب جنين في وادي البقاع، لتصبح معظم الطرق الرئيسية والفرعية في شمال لبنان وبيروت مغلقة و يحاول الجيش اللبناني على إعادة فتحها منذ مساء أمس. وتأتي هذه الأحداث مع انسحاب قوات الجيش اللبناني من منطقة درب التبانة خشية التعرض لغضب سكان المنطقة التي انتشرت فيما بينهم أقاويل تفيد بأن الجيش اللبناني أصبح يعمل ضدهم، وهو ما قد نفاه أمس قائد الجيش جان قهوجي، وأكد أن الجيش سيتواجد لحماية المواطنين ومنع تجدد الاشتباكات، داعياً اليوم "السياسيين في لبنان إلى إطفاء نار الفتنة لأن اللبنانيين لا يريدون العودة ببلدهم إلى الوراء وهم يتمسكون بالدولة وبالجيش"، وأضاف أن "المشكلة هي في بعض الخطاب الذي يكون أحيانا سبباً للتوتير والفتنة" وهو ما ليم يحدث اليوم، حيث سقطت قذيفة أنيرجا على منطقة جبل محسن وحدوث تبادل لإطلاق النار بشكل عشوائي بين المنطقتين في طرابلس. وقد انتشرت عدة دعوات للإضراب العام غداً في لبنان، وهو ما نفاه وزير التعليم اللبناني حسان دياب أن العملية التعليمية مستمرة غداً واصفاً بيان قد قيل أنه صادر عنه بخصوص تعليق الدراسة في المدارس والجامعات ابتداءً من الغد بأنه مكذوب، فيما أكدت مدارس تابعة لهيئات أهلية ودينية أن غداً يوم دراسة باستثناء طرابلس وعكار. فيما شهد اليوم إجبار أصحاب المحلات والمتاجر في طرابلس وعكار على الإغلاق، وذلك من قبل مجموعات شبابية من أهل المدينين بعضهم مسلح. من جانبه قال رئيس الوزراء اللبناني أنه يجب فتح الطرقات وعدم تعطيل مصالح الناس والمرافق العامة، وأنه على ثقة بأن القوى الأمنية والجيش اللبناني سيعملون على حل الأزمة، واستهجن تصريحات مسئول العلاقات السياسية في "الحزب العربي الديمقراطي" رفعت عيد، الذي قال فيها أن لم يفلح الجيش اللبناني بتوفير الحماية لجبل محسن وطرابلس فمن الممكن الاستعانة بأي جيش آخر لفرض الأمن، وهو ما رفضه ميقاتي قائلاً بان أي دعوة لدخول أي جيش إلى لبنان هو أمر مرفوض بشدة. ومؤخراً وبعد غيبة منذ اندلاع الأحداث دعا سعد الحريري رئيس الوزراء السابق ورئيس تيار المستقبل أهالي عكار إلى الهدوء وعدم الانجرار لفخ الفتنة. وذلك بعد أن تلقف التيار السلفي المدعوم من تيار المستقبل بالأساس فرصة غياب سعد الحريري عن الساحة، واحتوى جمهور تيار المستقبل في عكار وطرابلس على مدى الأيام السابقة، وهو ما وصل أوجه بدعوة بعض المنتمين إلى هذا التيار إلى تأسيس ما يسمى بالجيش اللبناني الحر، على غرار الجيش السوري الحر. واليوم دعا النائب عن تيار المستقبل معين المرعبي رئيس الجمهورية اللبنانية إلى إقالة قائد الجيش، واصفاً إياه بالفاشل الذي يجب تغييره فوراً. من جانبه حذر النائب سليمان فرنجية من أن هناك سيناريو يعد للبنان، مستدلاً بالتحركات الإقليمية من وإلى لبنان، أخرها تحذير قطر والإمارات والبحرين والكويت رعاياها من السفر إلى لبنان في هذه الأيام. فيما ربط بعض المحللين أن تكون الأحداث الأخيرة التي يشهدها شمال لبنان جولة جديدة من جولات الأزمة السورية، والذي كشفت مصادر دبلوماسية لموقع النشرة أن تشكيلات وفصائل من المعارضة السورية قد نقلت أموال وأسلحة ومعدات إلى طرابلس، بخلاف التنسيق بين مختلف الدول الغربية والعربية للتمهيد إلى انتقال شخصيات بارزة في المعارضة السورية مثل العقيد رياض السعد قائد الجيش السوري الحر إلى طرابلس لتوسيع ساحة القتال ضد نظام بشار الأسد وقيادة المعركة من هناك. وتخشى جهات سياسية وأمنية لبنانية من تمدد رقعة الاشتباكات خارج طرابلس ومدن الشمال لتشمل بيروت وتصل إلى الجنوب مما سيؤدي بالضرورة لدخول حزب الله اللبناني على الخط، والذي أعلن النائب محمد رعد أن بندقية حزب الله ستبقى موجهة إلى العدو الصهيوني، ولن تستدرج في صراعات داخلية داعيا "لإنهاء الأزمة شمالا بتداعي الجهود المخلصة لحفظ بلدنا وأمنه واستقراره وتهيئة مناخات النهوض بمشروع دولته". هذا ويرتقب أهالي طرابلس وعكار وبيروت الموقف اليوم خشية تجدد الاشتباكات مرة أخرى، خاصة في وقت تشييع جنازة الشيخ عبد الواحد، والذي دعت جهات سياسية واجتماعية للحشد في تشييع الجنازة اليوم في مسقط رأس عبد الواحد في بلدة البيرة في عكار وذلك في الساعة الرابعة بتوقيت بيروت. Comment *