عند قرب أي استحقاق ديمقراطي يطل علينا أولئك المقاطعون بسلبيتهم المعهودة ثم بعد ظهور النتائج نجدهم يولولون ويبكون على دم شهيد وعلى ثورة أيدها كم مليون ، كم انتم سذج فأنتم لا تتعلمون من الماضي قاطعتم الانتخابات البرلمانية وتمسكتم بمثالية خيالية ثم الآن انتم تلومون على الشعب الذي أهدى البرلمان لتيار واحد يتلاعب به كيف يشاء بل إنكم تصفون الشعب بالجهل والسذاجة وأنا لا أرى سذج غيركم ، نعم أنا أتفق معكم في أننا نسير بتخبط وعشوائية والسبب فيها المجلس العسكري الحاكم والذي نتمنى كلنا إسقاطه وإزاحته عن السلطة ولكن ما العمل ونحن قله لا نمثل إلا أنفسنا ولا نستطيع تشكيل كتلة مؤثرة داخل المجتمع ! إذا كانت الحالة هكذا فيجب علينا الاندماج في العملية السياسية و المساهمة فيها ومحاولة تحقيق مكاسب تعظم من وجودنا في العملية السياسية فلو كان البرلمان بيدنا لتمكنا من التضييق على العسكر وقطعنا الطريق أمام أي اتفاقات أو صفقات غير شرعية و اكتساب الشارع في صفنا وكنا قوة مؤثرة بالفعل ولكن لا جدوى من البكاء على اللبن المسكوب فإن كنا ننادي بإسقاط حكم العسكر فيجب علينا إيجاد البديل المناسب و أن نكون شرعية تفرض وجودها بقوة الشعب . قارئي العزيز إليك أسباب المقاطعة واحكم بنفسك بعد الانتهاء من قراءة المقال: - هم يرون أن أي انتخابات تحدث في ظل وجود المادة 28 التي استفتى عليها الشعب مؤداها إلى التزوير. - كما أنهم يرون بوجوب منع الفلول ( عمرو موسى ، أحمد شفيق ) من الترشح إلى انتخابات الرئاسة . - كما يرون أيضا أنه لا ينبغي أن يوجد رئيس بدون وجود دستور يحدد صلاحياته واختصاصاته. - وبناءً على ما سبق فإنهم يرون أن الرئيس القادم إما فلول يفوز بالتزوير أو سيكون غير فلول ولكنه مكبل الأيدي. عزيزي المقاطع بعد عرض أسبابك التي أراها واهية ولا تكفي مطلقاً لاتخاذ ذلك الموقف السلبي دعني أبين لك وجهة نظري فيما ذكرت: - فإنك ترى بوجود المادة 28 التي تحصن قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية أن الباب مفتوح على مصراعيه للتزوير ودعني أتفق معك على مدى جرم المادة 28 ومدى مخالفتها لكل النظم القانونية السليمة ،ولكني أختلف معك في أمر مهم وهو قرار اللجنة نفسها بالفرز في اللجان الفرعية وحصول مندوب كل مرشح على مستند رسمي يفيد حصوله على الأصوات التي اكتسبها ،هذا القرار الذي يقطع الطريق على كل محاولات التزوير ذلك أنه بإمكان كل مرشح معرفة النتيجة الحقيقية بتجميع المستندات الرسمية من مندوبيه في اللجان المختلفة فأصبح كل مرشح قادر على فضح أي تزوير أمام الرأي العام وبمستندات رسمية موثقة وهذا وحده كافي لقطع الطريق على أي محاولات للتزوير وهذا أيضاً بخلاف القوى السياسية على اختلاف توجهاتها التي ستراقب سير العملية الانتخابية بكل قوة ، وبعد الذي ذكرت استطيع القول أنه لا يستقيم لك الربط بين المادة 28 والتزوير . - أما حديثك يا صديقي المقاطع عن عزل الفلول ومنعهم من الترشح فأحب أن أبشرك بأن الشعب الجاهل الساذج قد مارس هذا العزل في الانتخابات البرلمانية فلم ينجح من الفلول سوى 2% فقط ، وأن كل ما يثار ويشاع عن شعبية فلولية هو محاولة لتشتيت الانتباه ودعاية رخيصة يقوم بها أتباع النظام البائد ولكن هذا لا ينفي أن لهم أتباع كثر علينا الحد من مقدرتهم في التأثير على البسطاء . - أما حديثك عن أن الرئيس القادم بلا صلاحيات ومكبل الأيدي فحتى لو سلمت لك بذلك دعني أسألك ألا ترى أن هذا الرئيس حتى ولو كان مكبل الأيدي وبلا صلاحيات من الأفضل أن يكون من معسكر الثورة وأنه لو جاء من الفلول سيساهم في تشويه وقتل الثورة . - قضية " الدستور أولاً " أنا من أشد المؤمنين بها ولكن ماذا نفعل أنركن إلى سلبيتنا ونقاطع أم نحاول تغيير الأمور إلى صالحنا !! أخيراً : - هم مقاطعون لأنهم سلبيون ولم يتعلموا من المقاطعة السابقة لانتخابات البرلمان . - هم مقاطعون لأنهم ملكيون أكثر من الملك فيدعون احترام دماء الشهداء وعائلات الشهداء أنفسهم يشاركون في الانتخابات . - هم مقاطعون لأنهم يتمسكون بشرعيتهم الثورية وانظر اليهم فعددهم لا يساوي شيئاً ولكن يا عزيزي هي السلبية . - هم مقاطعون لأنهم لم يتمكنوا من التعامل مع الواقع ومحاولة تغييره فعزلوا أنفسهم وادعوا البطولة . انظر يا عزيزي الثائر الحق إذا كنا نريد إسقاط حكم العسكر فإنه يجب علينا أن نتعلم من أخطائنا وألا نكررها وإذا كنا نريد الانتصار فيجب علينا تغيير استراتجيات التعامل مع الموقف السياسي والسعي إلى تحقيق مكاسب على الأرض نجعلها أداة لتحقيق أهدافنا ، فالمقاطعة ليست هي الحل ولكن كن ايجابي وشارك وحاول في تغيير الواقع السيئ الذي وضعنا فيه أعداء الثورة ، كما أنه يجب أن يكون نمى إلى علمك أن زمن الرجل الكامل انتهى وكل مرشح من مرشحي الثورة له عيوبه ومميزاته فكلنا بشر وكلنا خطاءون ولكن قرارك يجب أن يكون بدعم من تجده أقرب إلى توجهاتك وفي ذات الوقت له فرص كبيره في الفوز . تحياتي ،،، Comment *