كنت قد اتخذت منذ فتره قرارا بمقاطعة الانتخابات الرئاسية وعدم التصويت لأي من مرشحي الرئاسة.. لأن لا انتخابات في حكم العسكر ولا انتخابات بدون دستور .. ولا انتخابات لرئيس لا يعلم أي شيء عن صلاحياته بل ينتظر ما سيمنحه له العسكر من صلاحيات , كنت قد اتخذت قرارا بالمقاطعة ليس هروبا من عدم المواجهة أو إخلاء الساحة للمفسدين كما فسره البعض بل هو الموقف الصحيح من وجهة نظري في ظل هذه الظروف السياسية وفى ظل صناعة الوهم وتسويقه. كنت قد اتخذت قرارا بالمقاطعة لأن العقلية التي قامت بالعملية الانتخابية الفاسدة أيام مبارك هي نفسها التي ستقوم بالعملية الانتخابية الحالية. كنت قد اتخذت قرارا بالمقاطعة لأني أشعر أن الانتخابات لن تنتج لنا سوى رئيسا لن يكون الحاكم الفعلي للبلاد بل صوره وتابع لمن يحركوه بقوة الدين مرة وبقوة الدستور مرة أخرى .. لكن وبعد مزيد من التفكير قررت التراجع عن تلك ألمقاطعه والإدلاء بصوتي . ورغم قناعتي التامة بأنه لا انتخابات في حكم العسكر لكنى أصبحت ضد دعوة الكثيرين للمقاطعة حتى لو كان الرئيس القادم بدون صلاحيات طالما ميدان التحرير موجود وطالما شباب مصر بخير وسلام وطالما عامل الخوف قد انكسر وطالما لدينا القدرة في إزاحة أي طاغية قادم ولن يُسمح بعصام شرف آخر لن أقاطع. ولنجرب إذن ونحمى الصناديق بأنفسنا ونساعد في اختيار الرئيس الصح الذي نعلم إن ولاءه الأول والأخير للشعب لا لجماعه أو حزب أو مجلس عسكري. أعلم جيدا أنهم استطاعوا ألتفرقه بين عناصر القوى السياسية المختلفة وبين الشعب المصر بمختلف فئاته وبدلا من يصبح الخيار بين الثورة واللا ثورة لدى كثيرين أصبح خيارا بين الإسلام واللا إسلام ولكن لأننا جميعا مسلمون ولا نحتاج من أحد المزايدة على إسلامنا ورغم أنى كنت في حيره من أمري لكنى قد قررت واخترت على أساس ثوري , اخترت من شارك في الثورة ومقتنع تماما أنها ثوره وليست حركه إصلاحية اخترت الشخص الذي ناضل من اجل كفاح امة لا من أجل جماعه أو حزب , اخترت من انحاز للفقراء ومن عندما يتحدث يصدقه رجل الشارع قبل النخبة, اخترت من لم يغير مبادئه ولم يتلون للحظه وواجه وجابه النظام السابق في عز جبروته في نفس الوقت الذي كان يعمل غيره من أجل مصلحة جماعته اخترت من يمثل التيار المدني وفى نفس الوقت يعتز بدينه الإسلامي ولا يتاجر به أو يستخدمه كسلاح ليصل به لمبتغاة اخترت من فضل أن يتقدم للانتخابات من خلال الشعب لا من خلال حزب أو جماعه تؤهله هاجمه البعض وقالوا ناصري : الرجل "نعم ناصري و أحب ناصر لكنى لست من دراويشه , ناصر أخطأ وأصاب ولن آخذ من فترته إلا نجاحاته ومناصرته للفقراء" قالوا عنه : سيدخلنا في حرب مع إسرائيل فأجاب الرجل " حربي ضد الفقر وليس إسرائيل " قالوا عنه : ممول من القذافي وكانت هناك علاقات ماليه مشبوهة بينهما " الرجل أقسم أن لا علاقة ماليه بينهما ومن لديه دليل على ذلك يقدمه " قالوا : اشتراكي وسيؤمم الشركات الخاصة " الرجل أعلن أن الاشتراكية انتهت من العالم وانه يريد أن يرتقى بأداء القطاع العام و يحقق اقتصاد مشترك يضم القطاع الخاص ليكفل العدالة الإجتماعية للعاملين به قالوا: فرصه ضعيفة ويجب إلا نضيع أصواتنا ونعطيها لمن نضمن أن تكون فرصه أقوى وأنا أقول لو نحيتم هذا التفكير جانبا واخترتموه ستكون فرصه هي الأكبر فلا تترددوا وأعطوه صوتكم بالطبع مما سبق يتضح أنى قد اخترت "حمدين صباحي" الرجل الذي في رأيي هو الأمل في الخلاص من حكم العسكر , هو الأمل في تحقيق دولة العدل , هو الأمل في تحقيق العدالة الاجتماعية وتحديد حد أدنى وأقصى للمرتبات .. هو الأمل في إن مش هينام في مصر واحد وهو جعان .. هو الأمل في الخلاص من العشوائيات وتحقيق حياه كريمه لكل فرد في مصر هو الأمل في وصول الحقوق كاملة لكل الفلاحين .. هو الأمل في وصول الميه والنور لكل قرية في مصر , وده مش كلام أو مجرد أحلام , لا حقيقة أنا متأكدة منها لأنه واحد من كل بيت في مصر ولأنه عانى زى أي فرد في المجتمع .. اخترت حمدين عشان عارفه وواثقة انه مش هياخد أوامر غير من شعبه ومش هيسمع إلا كلام شعبه لأنه ما بيخافش وما بيتهددش ولىنه لا تابع لمرشد ولا لجبهة ولا لجماعه تابع فقط لشعب مصر . على الهامش : إلى اخواتنا المسيحيين إذا كنتم تخشون الدولة الإسلامية وتريدونها مثلنا مدنيه ليس أمامكم خيار آخر إلا حمدين صباحي لا تختاروا أحدا من النظام السابق وتذكروا جيدا معاناتكم في هذا العهد, تذكروا حادثة القديسين . Comment *