أعلن سياسيون لبنانيون ومصادر أمنية لوكالة "سي إن إن" مقتل ثلاثة أشخاص وجرح عدد آخر جراء أعمال عنف واشتباكات مسلحة في مدينة طرابلس شمالي لبنان، بعد مواجهات بدأت ليل السبت إثر اعتقال شخص للتحقيق معه بقضايا على صلة ب"الإرهاب"، أعقبه اعتصام وإغلاق للطرق ومواجهات بين مناطق ذات طابع سني وأخرى تقطنها غالبية علوية. بدأت الأحداث باعتقال الشاب شادي المولوي على يد عناصر من جهاز الأمن العام، الذي قال في بيان رسمي إنه "بعد متابعة دقيقة قام بها مكتب شؤون المعلومات في المديرية، وبإشراف القضاء المختص، تمت ملاحقة المدعو شادي المولوي وتمكنت من توقيفه أثناء خروجه وعلى مدخل مركز الخدمات الاجتماعية التابع لوزير الاقتصاد محمد الصفدي في طرابلس، وقد اقتيد الموقوف إلى التحقيق بتهمة تواصله مع تنظيم إرهابي". ومن جانبه، نفى مكتب الوزير الصفدي في بيان أصدره ما أفاد به الأمن العام، وقال إن مولوي "استدرج" إلى مركز الخدمات الاجتماعية بواسطة اتصال هاتفي به بحجة منحه مساعدة صحية، مضيفاً أنه بعد دقائق من وصوله فوجئ الموظفون بدخول عناصر مسلحة من الأمن العام في طرابلس من دون إذن أو سابق إنذار. وأضاف البيان أن العناصر الأمنية عمدوا إلى "توقيف المواطن وإخراجه بالقوة إلى جهة مجهولة مما أثار ذهول الموظفين والمواطنين الموجودين في مكتب الخدمات"، مشيراً إلى أن الوزير الصفدي "يربأ بجهاز الأمن العام استخدام مثل هذه الأساليب المستهجنة، ويعتبر أن هذه التصرفات مرفوضة رفضاً تاماً وتشكل خرقاً للقوانين". الأمر الذي أدى إلى خروج مظاهرات في عدة مناطق في طرابلس، وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن معظم طرق طرابلس قطعت بالإطارات المشتعلة والسيارات، حيث نزل شبان المدينة إلى الشوارع في مناطق، محتجين على توقيف المولوي، وطالبوا بالإفراج عنه فورا، مهددين بخطوات تصعيدية. وسرعان ما توتر الوضع الأمني بعد اندلاع اشتباكات بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية، وجبل محسن ذات الغالبية العلوية، عند الثانية صباحا. وبحسب الوكالة اللبنانية الرسمية، فقد قتل أحد العسكريين بعملية قنص في أثناء وجدوه داخل سيارة بطرابلس، كما قتل شاب يدعى محمود الدهيبي، وباسم عيسى علي، بينما نقلت سيارات الإسعاف عددا من الجرحى إلى المستشفيات. فيما أشارت قيادة الجيش اللبناني في بيان إلى أنه "اثر الاشتباكات التي حصلت فجر اليوم بين عناصر مسلحة في منطقة التبانة - جبل محسن وأدت إلى إصابة عدد من المواطنين، اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تدابير أمنية مشددة بما في ذلك تسيير دوريات أمنية وإقامة حواجز مكثفة"، مضيفة "تستمر وحدات الجيش في تعزيز إجراءاتها الأمنية وتعقب المسلحين لإعادة الوضع إلى طبيعته بصورة تامة، وتؤكد أنها ستتعامل بكل حزم وقوة مع العابثين بأمن المدينة واستقرارها إلى أي جهة انتموا" . وأعلنت القيادة عن مقتل احد العسكريين في محلة الملولة جراء تبادل إطلاق النار بين المسلحين، وذلك أثناء انتقاله من مركز عمله في البقاع إلى بلدته في عكار. Comment *