سارة وديع : دا هيديك فرصة رائعة لاكتشافها اكتر واذا كان على مشاعرك اقبلها دي حاجة جميلة يا احمد متعش فى صراع المفروض المشاعر تنتشلنا من الصراع أحمد شهاب الدين التفاصيل الصغيرة اللي كانت بتحصل بينا ما بقتش تحصل وحاسس انها بتهرب مني وانا لقيت نفسي باتعمد اتجاهلها يعني ممكن يكون إيه اللي بيحصل سارة وديع مهو دا اللى بقولهولك ... هى هتعزل اكيد نفسها عشان تتعود على الفكرة الجديدة دى ويمكن الموضوع فتح جواها حاجة ....... يحكى أنه كان هناك قريتان عن يمين وشمال وبينهما طريق طويل وجميل في منتصفه مقهى جميل أيضا قرية اليمين يسكنها قوم سود البشرة متدينون وعلى الشمال بيض وعلمانيون ، تناقلت الأجيال في القريتين أفكار عدائية تجاه بعضهم البعض ... وكان هناك شاب يقال له أليكس من قرية الشمال أبيض وذو عيون خضراء وفتاة يقال لها أليكس من قرية اليمين سمراء ومكتنزة قليلا في رشاقة ، وذات يوم ممطر ، وبينما رائحة المطر تصاعد من الأرض فرا أليكس وأليكس فرارا جميلا من الطريق إلى مقهى المنتصف ، كان أليكس على طاولة وأليكس على الأخرى ، طلبا طعاما ، وفي لحظة كان أليكس يرفع المعلقة إلى فمه تلاقت عينا أليكس ... للحظة تعارفت أرواحهما بعيد عن قيود التقاليد والدين والوطنية ، للحظة أدرك أليكس رغبته كما لم يدركها ، رغبة بسيطة كعشب الصحراء الطالع بعد المطر ، أن يتناول معها الطعام ويثرثران ويضحكان ويتملى من رائحتها وعيونها ، أما هي اليمينية فقد كانت تريد أن تنتزعه من الكرسي وتطارحه الغرام إلى أقصى درجة ، أدركت أليكس أنها جوعى للحياة وللغريزة وللسكر النشواني مائة مرة عن الطعام ، وفي أقل من الثانية تعرف كلا منهم على رغبة الآخر وآلفت بين روحيهم في ثانية، ولكن .... لم يحدث شيء رجع أليكس وشارك قومه عادات وتقاليد وأفكار وكلما تذكر هذه اللحظة تألم، ورأى أنه لم يكن ينبغي أن ينظر إليها تلك النظرة وكذلك حدث مع أليكس الفتاة وعندما حكى أليكس لأولادهما حكايتهم وتناولتها أجيال القريتين باسم عقدة “أليكس” سآخذكم لبضعة سطور من حكاية أليكس لحكاياتنا ، الحقيقة هذه الحكاية تستدعي إلى ذهني صورا كثيرة وأفكارا وقصائد وأفلام ومواقف ، والناظر إلى حال بلادنا اليوم قد يرثى لها وكثير من الشباب أصابهم الإحباط وبعضهم أخذ نفسه وسافر ، ألا سحقا لكثير من التحليلات السياسية التي تفك وتربط وتستنتج ، ما أراه أن ميدان التحرير موقفه أكبر وأقوى وأكثر تأثيرا إني لأرى قدمي العم سام ترتعش عندما تذكر اسمه، يا محلى أن تكون ثائرا ! حرا من أي حسابات أو مراجعات ، كلمة ثورة تعني بركانا يكفر بثبات الأرض وتقاليد الغيط ونظام الشوارع ، فماذا نريد أكثر من ذلك ؟ للإخوان البرلمان وللمجلس العسكري الرئاسة ولنا الشوارع نهتف بها بأعلى صوت ونرسم على حيطانها ونسخر ، وتواجه صدورنا بكبرياء الخراطيش والرصاص الحي والمطاطي وجهازنا التنفسي كل أنواع الغازات السامة .... أي حرية أكثر من ذلك ؟ وأي قوة تعادل قوتنا ؟ لازال الطريق طويلا ولكنه جميل ! فجميل أن يطول وتتشابك الخطوط الحكائية وتنفصل ، ولكن ما يؤلمني حقا لا نذالة الإخوان ولا دجمائية السلفيين أو انتهازية الإسلاميين جميعا ، ولا هذه الحطة التي يتعامل معها الجيش مع الشعب المصري ما يؤلمني أكثر وأكبر هذا القيد الذي يشعر به إخواني من الشباب المؤمنين بالثورة ، هذا اليأس الذي بدأ يعشش في أرواحهم ، هذه العقد النفسية التي بدأت تظهر وتكبر وتتحول ليد غليظة تسحبنا إلى هاوية ما لها قرار . ” عقدة أليكس ” اقرؤوها أكثر من مرة ستجدون عندنا ألف عقدة ” أليكس ” على مستوى حياتنا الشخصية أو على المستوى السياسي، صاحبت بشرا عاصروا التجربة الناصرية أو بعدها بقليل فسجنتهم، وكثير من الليبراليين ” العواجيز ” عندهم عقدة من الإسلاميين، وبالنسبة لهم كل الإسلام السياسي ضد الحريات والدين والحياة، ويتعاملون بشكل قمعي مع فكرة الإسلام السياسي، لدرجة أن أحد أصدقائي ” العواجيز ” سبب له هذا عقدة ” أليكس ” شخصية، فصديقي ” م ” في العقد الخامس من عمره سياسي وصاحب تجارب في دور النشر وله مقالات منشورة في القاهرة وغيرها من الصحف، لازمته فترة وكنت أستغرب أنه يتعامل بعداء ملحوظ وغير ملحوظ على كل من يخالفه الرأي أو الذوق ويتمسك به، حتى جاء مرة وتعصب على أحدهم وقال له ” إنت ماسك الطفاشة وبتكفرني ” وكان الموضوع مناط الخلاف هو صوت اسمهان وكان ” م ” يكره صوتها فتخيل أنه لا يحب اسمهان ولكنه يفعل مثل الإسلاميين يعتقد في فكرة بلا مبرر ويكفر ويسفه كل من يخالفه، ولاحظت عقدة ” أليكس ” أيضا واضحة خاصة مع الفتيات المتحررات وهن ذوات ثقافة وذوق وفكر القادمات من أقاصي الريف – وكان لي ثلاثة تجارب شخصية عن قرب معهم – فصديقتي ” ن ” عرفتها في الجامعة وكانت محط احترام وإعجاب كبير بين كثير من الشباب ولكن يزهد الكثير في علاقتها معها لقلة حظها من الحلاوة الأنثوية، ففوجئت بها في القاهرة وهي طموحة جدا وتقدمت خطوات كثيرة ولكن لاحظت اضطراب كبير في شخصيتها وعاطفتها فكانت تصاحب كل من رأت وتطارحه الغرام أحيانا، وكانت تسبب لنا حرجا في أنها أحيانا تأتي لمدينتنا المحافظة ونكون سهرانين على الكورنيش وكانت تصر أن تكون معنا، وأحيانا كان ما يربطها بأشخاص هو الإشباع الجنسي فقط ونظرا لشرقية الكثير منا فقدت الكثير من احترام أصدقائها لها وكانت تأتي سيرتها في جلسات النميمة باللعنات ، الغريب أنها في الفترة الأخيرة وبعد خطوبتها أصبحت محافظة جدا وتلتزم بالصلاة والصيام، كان مايجمع بين الفتيات الثلاثة اللاتي عرفتهم في القاهرة من ذوي أصول ريفية محافظة هو أن القمع الذي تعرضوا له تحول إلى ” عقدة أليكس ” فأصبح يشكل قيدا وهميا يتقيدون به مثل ” ي ” أو يفعلون أشياء بعيدة عن الذوق والحضارة مثل ” أ و ن ” وفي رأيي أن أغلب هذه الفتيات ينتهي بها الحال إلى حالة من عدم الاتزان والعبثية وتوهان يرافقه حالة من الشجن المؤلم أو ينتهي بهم الأمر – وهؤلاء كثير ومنهم شباب – إلى أن يعودوا محافظين جدا ومتطرفين جدا وهؤلاء قابلتهم في شبين الكوم كثيرا ويصدرون طاقات سلبية كثيرة وأعرف رجلا انتهى به الحال بعد أن كان يساريا إلى شيخ في جماعة الدعوة والتبليغ وكان ينصحني بأني لو ذهبت إلى القاهرة سينتهي بي الحال مثله وكانت إيمان ونحن في الجامعة وبعد كلام كثير عن الحرية والتقاليد البالية والقمع الذي يواجهه جيلنا وخاصة الفتيات وصراع مرير مع العائلة حتى تكون ما تريد عملت عقدة ” أليكس ” عملها وهي الآن متدينة جدا وزوجة وربة منزل يا لسخرية الحياة أصبحت جزءا من القمع الذي كانت تنتقده وتحاربه، والمؤلم أن كاتب هذا المقال تورط مع أحدهن في علاقة، وصارحها مدفوعا بجرأتها وشجاعتها فإذا كل هذا ينهد في لحظة وإذا بها تقاطعه مقاطعة تامة هذا غير عبارات التأنيب المؤلم منذ أيام ذهبت أنا وزميلة لي في البديل عند الدكتور فوزي أسعد – باحث سياسي سعودي – استقبلتنا زوجته بطيبة المصريين وكانت متضامنة مع الجيش المصري جدا وتكره منظمات حقوق الإنسان، جاء الدكتور وذهبت تصنع لنا شايا، لله كم أحب هذه اللحظات ، تكلمنا عن السعودية وعبدالناصر والثورة ، كان صادقا جدا أحيانا لا أركز على معنى ما يقول، كنت مأخوذا بصدقه فالكلمات حارة جدا خارجة من أعماقه، وعندما كان ينتقد النظام السعودي والفساد الذي سببه للمنطقة كانت دمعة تلوح في عينه ونزلت، ومسحها سريعا ، جاءت زوجته بالشاي شعرت بدفا غريب ولذيذ ، ولكنه وجه لي كلمة قوية جدا كررها أكثر من مرة السعودية تكرهكم نحن بدو لا ننسى ثأرنا ولن تترك مصر إلا خرابة فبعد ما فعله محمد علي باشا وإبراهيم باشا في السعودية وهم لا ينسون لكم ذلك إنكم طيبون جدا ، لا تعرفون الصحراء وعاداتها الثأرية ، لم أسمع بقية كلامه تذكرت كلاما لأحد الأقباط المتعصبين أن العرب قدموا من الصحراء وزرعوا في مصر الحضارية أشواك التعصب والتطرف الديني الصحراوي وفرضوا علينا لغتهم ولذلك فنحن من حافظنا على لغة بلادنا وحضاراتها من همج العرب ، وفي لمحة تذكرت عماد صديقي السلفي أثناء حديثه أن المسلمين أفضل الأمم وأن سبب كبوتنا مؤامرات الغرب علينا وأننا لو تمسكنا بكتاب الله سنفتح العالم كما فتحه المسلمون الأوائل ، فنحن لدينا لغة وقرآن ودين ليس مثله شيء ، عدت من شرودي إلى دكتور فوزي وإذا به لازال يتكلم عن عبد الناصر وكأنه أخرج الأمة العربية من ظلمات الاستعمار إلى نور الحرية ، ارتسمت على شفتي بسمة خفيفة لم يرها أحد . ... فيس بوك أحمد شهاب الدين لكن كلامي عن النفس الامارة بالسوء حطيه في اعتبارك حتى لو مش فاهماه حتيجي لحظة في حياتك ليك او لغيرك حتحسي المعنى ده قوي فيه آيات في القرآن أو الانجيل أو عبارات في الكتب ما ينفعش نتعامل معاها بعقلنا يعني ما بتتفهمش ولكن بتتحس قوي من جوانا والصوفية ليهم كلمة حلوة في السياق ده ... من ذاق عرف بصي التأمل خليه جزء من حياتك اليومية انك تبصي جوا نفسك وقت في اليوم ولو خمس دقائق ما تقوليش انت صح أو انت غلط ما تحكميش بصي بس بصي قوي ليك ... وخليك جريئة وشجاعة وانت بتبصي حتلاقي – ده بيحصل لناس كتير جايز انت مش منهم – في حاجة في نفسك بتشدك لتحت في حاجة جواك ضدك الحاجة دي يارب ياسارة ماتكونش موجودة عندك بس لو موجودة خلي بالك منها كويس دي سبب تعاسة وفشل وكفر ناس كتير عارفة دي إيه ؟ دي النفس الامارة بالسوء ... ومش مطلوب تعرفي دلوقتي برضوا بس لو فيه تأمل لو نتفرغ لنفسنا شوية كل يوم اعتقد حيكون ده افضل ... وده رأيي الخاص ماشي سارة وديع أون فيس بوك انت عميق جداااا يا احمد فعلا عميق جدااا أحمد شهاب : بس مجروح م اللي حصل وخايف يسبب لي عقدة الحياة لا يمكن أن تضعها في تعريف ولكن يمكن أن تشعرها وتستشعرها ، وكذلك كل معانيها وخاصة الحب، الثورة، وأعتقد أن الثورة حالة المحب والحب حالة الثائر، ولكنا إذا عرفنا عقدة ” أليكس ” يمكن أن نقول أنها شيء تشكل بداخلنا في الماضي، ويضع بيننا والحياة / أنفسنا / مستقبلنا / الآخرين حجابا وقيدا يشدنا الخلف انظروا إلى عيون الأطفال وضحكاتهم ولهوهم وانظروا إلى ” العواجيز ” لتعرفوا ما هي عقدة ” أليكس ” ، من أحد سخريات الحياة أن عقدة ” أليكس ” ليس لها وجود حقيقي ولكنها وهمية فقد تعشش في منطقة معينة من نفوسنا ملتصقة بالماضي، تذكرون فيلم ” البحث عن سيد مرزوق ” ثاني أفلام المخرج العبقري داوود عبد السيد، نرى شخصية يوسف الرجل الذي يبحث عن سيد مرزوق، هذا الفيلم يحوي مشهدا مؤثرا ومعبرا، يوسف نراه في مخفر الشرطة مقيدة يداه إلى ” الكرسي ” يذهب الضابط متجاهلا يوسف ، والأخير يجري وراءه ويتعرض للموت العبثي في صراع الشرطة مع الإرهابيين وفي النهاية يقول له الضابط ” عايز إيه ؟ ” فيقول له أنه يريد أن يفك القيد وليس معه مفتاح الكلابشات وإذا بالضابط يفك القيد بلا مفتاح ساخرا من سذاجته ، أوه ما أعمق هذا المشهد حين ركزت الكاميرا على القيد المفتوح وكأنه يسخر من يوسف – نور الشريف – يقول داوود عبد السيد من خلال هذه المشاهد أن الذي يسبب لنا عقدة ” أليكس ” هي السلطة وفي مصر القائمين بحفظ القانون – الشرطة سابقا والجيش والشرطة حاليا – وهذا القيد الذي يضعه الجيش – الشرطة سابقا – هو قيد وهمي لاينبغي للثوار أن يطلبوا الحرية أو ينادوا بها لأنهم في الحقيقة أحرارا من حيث لا يشعرون ، السلطة المستبدة هي التي تضع الكلابشات على أيدي شعبها ولكنها بلا مفتاح يستطيع الشعب أن يتخلص منها إذا أراد لا يطلبها من السلطة ولكن يحاول هو أن يفك قيده بنفسه، بشكل أكثر مباشرة يتكلم كتاب ” الذرة الاجتماعية ” لمارك بوكانان ” عن عقدة ” أليكس ” التي يستغلها الطغاة المستبدون حتى يستولوا على السلطة؛ ففي بلاد البلقان تذكر كتب التاريخ أن العثمانيين هجروا شعوبا مسيحية من أراضيها وأسكنوا الأتراك مكانها خاصة في الجبل الأسود والبوسنة والهرسك ثم مرت سنوات، ويقول الكتاب الأخير أن الشعب البوسني والصربي كانوا يتبادلون شؤون الحياة التجارية والإنسانية بشكل عادي بلا تعصب أو حساسية، أرجو أن تقرؤوا كلماته بعمق وتطبقوا هذا المثال عما يفعله المجلس العسكري ” عندما سقطت يوجسلافيا قطعا ، وتحديدا عندما كانت الثقافة المتعددة الأعراق في أقصى مراحل ضعفها أمام جهود التقسيم الفكري، سكب ميلوسوفيتش الوقود فوق اللهب، ببرنامج للدعاية يستهدف تصوير كل من ليسوا صربا كشياطين، وحشد الأمة الصربية حول أسطورة – يقصد عقدة أليكس – يظهر فيها الصرب كشعب معذب ومقهور ، في توجيهات ميلوسوفيتس من التليفزيون والإذاعة، أظهر الكروات بمظهر ” فاشيين ” – مثلما تظهر البحرين والسعودية إيران – بعثتهم الحرب العالمية الثانية، كما أظهر مسلمي البوسنة بمظهر الأتراك العثمانيين المتعطشين للدماء، وألبان كوسوفو بمظهر قتلة هدفهم محو الصرب من الوجود، وفي خطاباته حفز المقاتلين الصرب بتذكيرهم بانتصار الأتراك على الصرب في القرن الرابع عشر و ” باستشهاد ” الأمير لازار في معركة “بلاكبيرد ” سنة 1389 وبتعبير المنظر السياسي التشيكي ميروسلاف هروش ، فإن ميلوسوفيتش تمسك بالقومية ” كبديل عن عوامل التكامل ، في مجتمع بدأ يتفكك ” ” انتهى ص 245 من طبعة مكتبة الأسرة ، هذا هو ما يفعله الطغاة المستبدون، الغريب أن ما يفعله المشير يتطابق تماما مع ما فعله سلوبدان ميلوسوفيتش وحركة 6 إبريل مشابهة إلى حد كبير لحركة تورابورا، ربما لا يعلم الكثير من الناس – وربما لا يريدون أن يعلموا لعقدة أليكس في نفوسهم – أن الصرب ليس بينها وبين مصر مصالح أو عداوات حتى يدربوا الشباب على هدم مؤسسات الدولة، ولكن ما حدث في الصرب والكل يعلم هذه الحقيقة ولكن يتجاهلون نصفها الثاني أن الطاغية سلوبدان فعل ما فعله المجلس العسكري لأنه لم يكن لديه أي مشاريع اقتصادية أو تنموية ويريد أن يحكم بلاده ويحصل على امتيازات الحكم بلامسؤولية وقاد مذبحة ضد مسلمي البوسنة والهرسك في حين أن شعبه كان يعاني اقتصاديا الأمرين وما حدث أنه بعد هجوم الناتو الجوي على يوغسلافيا 1999 خلال حرب كوسوفو بدأت حركة تورابوا حملتها السياسية ضده فنتج عن ذلك قمع بوليسي على مستوى الوطن كله ضد نشطاء الحركة – مثل المجلس والحركات الشبابية – واعتقل ما يزيد عن ألفي شخص ضرب بعض منهم ورفعت الحركة شعار ” لقد انتهى ” – كفاية – مما زاد من الاستياء العام من ميلوسوفيتش أدت إلى انهزامه نقرأ في ويكيبيديا سيناريو القمع والفساد لميلوسيفيتش وكأننا نقرأ سيناريو المجلس العسكري ” ميلوسيفيتش نجح في الماضي إقناع الشعب بأن معارضيه السياسيين كانوا خونة يعملون لمصالح أجنبية. أما فيما يخص أوتبور، فالمسألة اختلفت، ففشل هذا “التكتيك”، حيث القمع و السجن خلال صيف عام 2000، أكد نوايا التصويت ضده لدى عدد كبير من المنتخبين. ” إذا هذا مايميز التجربة الصربية التي أطاحت بالرجل الذي ارتكب مذابح ضد المسلمين في كوسوفو لم يقوموا بهدم مؤسسات الدولة أو نشر الفوضى وجميل من حركاتنا الشبابية أن تنفتح على العالم وتستفيد من تجارب الشعوب التي سبقتها إلى الثورة والانتفاضة ضد الطغاة الذين يحاولون أن يخلقوا لنا ألف عقدة من عقد ” أليكس ” ويذكر لنا الكتاب الأخير الحل لعقدة ” أليكس ” ” العلة الأولى للبغضاء العرقية الشديدة انهيار الآليات الاجتماعية السليمة ” ويقول في موضع آخر ” إذا قمنا بتجريد الناس من معظم الوسائل التي بها يتفاعلون ويقيمون روابط ثقة فسنحصل على وصفة لكمين من التعصب العرقي ” ص 241 وفي نفس الصفحة يقول ” التفرقة العنصرية هي نزعة عامة ما لم تحد منها قوة غلابة أخرى ” يعني عندما تعاني بلد من عقدة ” أليكس ” في التفرقة العنصرية لا تحل بالتركيز عليها ومحاولة تحليلها وحلها ولكن اتركوها وانشغلوا بنزعات إنسانية موجودة أخرى، وبنفس الطريقة حل الغرب مسألة نزعة الإنسان إلى الحروب والسيطرة لا بكبتها ولكن بالإهتمام برغبات أخرى أكثر “إنسانية” مثل حب الإنسان للتجارة والمكسب وتبادل البضائع – راجع كتاب نهاية الإنسان لفوكوياما – . ولا ننسى أن الحياة – بعيدا عن الاستبداد وما يخلقه من عقد فينا – بتناقضاتها تخلق بداخلنا أيضا عقدة ” أليكس ” فالإنسان لديه إحساس بالخلود والحياة تخلق فينا غرائز تخيفنا من المرض والموت ولكننا نموت، ونفقد من نحب حتى في أشد الدول ديمقراطية وأكثرها إنسانية لن تمنع الموت بكل ما يخلفه من حسرة وندبة في القلب، ولكن بعضهم تسبب له تناقضات الحياة الطبيعية عقدة ” أليكس” فالأم تحب أبناءها أكثر من أبنائها لها، وكيوبيد يرسل سهامه إلى القلوب بشكل عبثي فتجد على يحب فاطمة وهي لا تحبه وإنما تحب حسين الذي يحب سلوى التي هي في النهاية تحب علي ، ليسهر كل منهم على ضوء القمر ويستمع إلى أغاني جورج وعبد الحليم ، وينامون بينما الشمس تشرق في أول الصباح والورود تتفتح وفيروز تقف على الرصيف تنتظر قلبا أخضرا يلون حياتها. كريشنا مورتي لفت نظر الإنسانية إلى نقطة هامة جدا وهي أننا غير جادين في التعامل مع الحياة نحن جادون جدا في تحمل مسؤولياتنا العائلية وفي المناصب التي نتولاها لكن اهتمامنا بالحياة نفسها أن نعيش تفاصيلها بأقصى عاطفة ممكنة، أن نستمتع بها ونحيا فصولها الأربعة لم يحدث ويقدم كريشنا مورتي وأوشو – متصوفة هنود – حلولا لا تقوم على الكبت ولكن على المراقبة والتأمل ” فيس بوك ” سارة وديع أنا عايزة اسمع خبر حلو أحمد شهاب الدين أنا تخلصت من الأزمة نهائيا .. والأجمل من كده إني بعيش حالة غريبة من الانسجام الكامل مع نفسي وحاسس بطاقة إيجابية غير عادية حوالية بحس كده زي مايكون ربنا بيضحك لي في كل حد ابص له أو أي تفصيلة بتحصل ، باحس ان ربنا بيكافئني على حاجة حلوة قوي أنا عملتها مش عارف هي إيه بس في مشوار في حياتي مصيري انا خدت خطوات فيه وبحس ان ربنا مباركه لدرجة إني ماعدش هاممني قوي نهاية الطريق لإنه قدر من عند ربنا وكل اللي يعمله ربنا مبارك ومقدس هناك تغيرات كثيرة ياسارة إيجابية تحدث لي شديدة وحادة وترسم ملامح شخصيتي في الفترة القادمة حاسس إن فيه خطوات داخلية اتخذتها في حاجات تانية مش حاقدر اوصفها بلغة الكلام لأنها حاجات داخلية لي ... أنا عايش مرحلة ثراء داخلي كبير عليه وفرحان لده وباشكر ربنا عليه جدا ياريت ده يكون خبر حلو يفرحك ولو في اخبار تانية ممكن تفرحك أنا مش حتأخر هههه أمل ويلفتون نظرنا إلى الكنز الداخلي. في النهاية نحن أمام حلين إما أن نيأس وننظر إلى الثورة على أنها فشلت وجاءت النتائج بعكس ما رغبنا ونلعن في الحياة التي تقسو علينا وأن من نحبهم لا يعيروننا أدنى اهتمام ونخضع لقيودنا العائلية والسلطوية على اعتبار أنها حقيقية وأن الحياة ظلمتنا عندما أوقعتنا في هذه الظروف ويلعن المسيحي المسلم الذي اقتنع بدين الصحراء بكل ما تحمله من بداوة ، وينظر المسلم إلى نفسه أنه خير أمة أخرجت للناس وشعب الله المختار لا لأنهم أبدعوا أو عملوا أو تفوقوا في شيء ما ولكن لأن الله ميزهم وفضلهم، وأن ننظر إلى الفتيات القادمات من الريف على أنهم منحلات سلوكيا ومضطربات نفسيا ، وأننا كشعب لانستحق الحضارة والمدنية ، هذا حل والآخر – الذي أتبناه – أن نظل صامدين في ثورتنا ونصرخ ب”لا” لكل من يحاول إفساد هذه البلاد سواء كان المجلس أو الإخوان أو غيرهم ، ونعيش تفاصيل ثورتنا وإن لم تكتمل في حياتنا فالأولى بنا أن نورث الأجيال القادمة قيما ثورية أخلاقية وإنسانية عن أن نورثهم شعورا مرا بالإحباط ، وأن نتقبل الحياة بحلوها ومرها ونعيش مشاعرها الرقيقة والحادة واعين ومتقبلين ومتأملين تناقضاتها الساخرة ، وألا نقسو على أنفسنا ونحملها مالاتتحمل فالدولة التي خضعت للاستبداد منذ الفراعنة إلى مبارك الطبيعية عندما ينكسر القيد أن يصلنا حالة من عدم الاتزان فيتطرف أحدنا في ثورته والآخر في برجماتيته وهذا في تدينه وذلك في إلحاده ، والطبيعي عندما تتعرض فتياتنا لقمع غير عادي عندما تتنفس نسيم الحرية ألا يكون تنفسها منتظما تتطرف إلى ذات اليمين وذات الشمال ، فلنعط الوقت لهم ولنا ولثورتنا أن تتخذ مسارها الطبيعي دون أن نكرهها على شيء . نرجع من حكاياتنا الشخصية إلى حكاية أليكس نسيت أن أقول لكم إن الحكاية لها نهايتان وآثرت أن أؤجل الحكاية الثانية إلى نهاية المقال، تقول الحكاية كان أليكس على طاولة وأليكس على الأخرى ، طلبا طعاما ، وفي لحظة كان أليكس يرفع المعلقة إلى فمه تلاقت عينا أليكس ... للحظة تعارفت أرواحهما بعيد عن قيود التقاليد والدين والوطنية ، للحظة أدرك أليكس رغبته كما لم يدركها ، رغبة بسيطة كعشب الصحراء الطالع بعد المطر ، أن يتناول معها الطعام ويثرثران ويضحكان ويتملى من رائحتها وعيونها ، أما هي اليمينية فقد كانت تريد أن تنتزعه من الكرسي وتطارحه الغرام إلى أقصى درجة ، أدركت أليكس أنها جوعى للحياة وللغريزة وللسكر النشواني مائة مرة عن الطعام ، وفي أقل من الثانية تعرف كلا منهم على رغبة الآخر وآلفت بين روحيهم في ثانية، ثم .... تناول أليكس الطعام على طاولة واحدة وتكلما كثيرا وضحكا على عقدة قريتهم، وتملى من رائحتها وعيونها أما هي اليمينية المتزمتة التي تكفر قريتها أهل اليسار ... وبكل بساطة طارحته الغرام إلى أقصى درجة، وتحولت عقدة ” أليكس ” التي فرقت بين القريتين إلى أسطورة ألهمت الأجيال الحب والشعر والسلام .