أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، أمس الجمعة، أن بلاده ستوقف التجارب النووية وإطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وسيتم إغلاق موقع التجارب النووية في شمال البلاد، في موقف رحبت به أمريكاوكوريا الجنوبيةوالصين، فيما اعتبرته اليابان غير كاف لإثبات حسن النية بالتخلص الكامل من الأسلحة النووية. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، أن كيم جونج أون، أعلن خلال اجتماع اللجنة المركزية للحزب الأوحد الحاكم أنه اعتبارًا من اليوم 21 إبريل ستوقف كوريا الشمالية برنامجيها النووي والصاروخي وستغلق موقعًا للتجارب النووية في شمال البلاد إثباتًا لحسن النوايا بالتخلص من السلاح النووي قائلاً: أعمال تثبيت رؤوس نووية على صواريخ بالستية قد انتهت. وأضاف كيم: في الوقت الذي جرت فيه جميع مراحل التطوير النووي بصورة علمية، وتم التأكد من اكتمال عملية التسلح النووي وتطوير مشاريع قادرة على إصابة الأهداف بدقة عالية فنحن لم نعد بحاجة إلى إجراء تجارب نووية أو إطلاق صواريخ متوسطة أو بعيدة المدى أو صواريخ باليستية عابرة للقارات، وأكد أن "موقع التجارب النووية في الشمال أنجز مهمته". وتابع كيم، أن بلاده انتهجت على مدى السنوات الماضية سياسة التنمية المتزامنة لتطوير الجيش والاقتصاد معًا، وأن بلاده أصبحت الآن قوة عسكرية عظمى وعلى الحزب بكامله والأمة بأسرها التركيز في الوقت الحالي على تطوير الاقتصاد الاشتراكي، موضحًا أن هذه هي سياسة الحزب الجديدة في الفترة القادمة وقال "إن هناك اتجاها جديدا نحو تخفيف حدة التوتر وإحياء السلام في شبه الجزيرة الكورية وحدوث تغييرات جذرية في هيكل السياسة الدولية". يأتي التطور الكبير في موقف بيونج يانج قبل أقل من أسبوع من القمة المرتقبة بين الكوريتين المقرر عقدها في السابع والعشرين من شهر إبريل الجاري، والتي تسبق قمة تاريخية مرتقبة في غضون أسابيع بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. مرحبون ومنتقدون للإعلان سارعت واشنطن وسيول وبكين بالترحيب بقرار الزعيم الكوري الشمالي بوقف التجارب النووية والصاروخية وإغلاق موقع للتجارب النووية، معتبرين أنها خطوة هامة في عملية نزع السلاح النووي من شبة الجزيرة. ورحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعلان كوريا الشمالية، معلنا أنه ينتظر عقد قمة مع نظيره الكوري الشمالي، وكتب على صفحته في تويتر: "وافقت كوريا الشمالية على تعليق كل تجاربها النووية وإغلاق ميدان كبير للتجارب، وهذه الأنباء جيدة جدا بالنسبة لكوريا الشمالية والعالم كله، إنه تقدم كبير، وأنتظر قمتنا". وكان البيت الأبيض قال في وقت سابق، إن قمة ترامب وكيم يمكن أن تجري في مايو أو بداية يونيو القادم. كما رحبت كوريا الجنوبية، في بيان صدر عن إدارة الرئيس مون جيه آن، جاء فيه أن الإعلان يشير إلى تقدم كبير في عملية نزع السلاح النووي من شبة الجزيرة الكورية، وأنه مبشر لنجاح القمة المرتقبة بين البلدين، كما أشار البيان إلى أن كوريا الجنوبية ستعمل جاهده على تمهيد الطريق لإحلال السلام في المنطقة. من جهتها، رحبت الصين بالقرار، معتبرة أن وقف التجارب النووية والتركيز على تطوير الاقتصاد وتحسين مستوى معيشة السكان سيسهل الوضع بشكل أكبر في شبه الجزيرة الكورية وسيعزز عملية نزع الأسلحة النووية ومساعي التوصل إلى تسوية سياسية بطرق سلمية. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، ليو كانج، إن "الصين تدعم اهتمام كوريا الشمالية بتسوية القضية بشكل منسق وعن طريق الحوار والمشاورات مع كل الأطراف المعنية، وكذلك تحسين العلاقات"، وتمنى الدبلوماسي الصينيلكوريا الشمالية النجاح في تحقيق أهدافها الاقتصادية. أما اليابان فرحب رئيس وزرائها شينزو آبي، بقرار كوريا الشمالية أيضا، واصفا إياه بخطوة كبيرة إلى الأمام، وشدد في الوقت ذاته على أهمية متابعة تنفيذ القرار بحيث يؤدي إلى تدمير كامل، لا رجعة فيه، للأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية. فيما أعلن وزير الدفاع الياباني، إتسونوري أونوديرا، اليوم السبت، أن إعلان كوريا الشمالية الأخير غير مرض، لأنها لم تذكر في إعلانها التخلي عن الصواريخ ولا التخلي عن الأسلحة النووية بشكل كامل، مشيرًا إلى أنه لا يرى ضرورة لتخفيف الضغط على بيونج يانج في الوقت الحالي حتى تتخلص بالكامل من أسلحتها النووية.