رغم تهدئة بيونج يانج الأجواء مع سيولوواشنطن، بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوريا الجنوبية، أمس الأحد، مناورات عسكرية مشتركة، بعد أن تم تأجيلها نحو شهر بسبب دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي كانت تنظمها كوريا الجنوبية. وتجري المناورات هذا العام بتحفظ أكثر من العادة، بعد أن شهدت الفترة الأخيرة انفراجة سياسية بين الكوريتين والولاياتالمتحدةالأمريكية، وكانت بيونج يانج تعارض دائمًا إقامة تلك المناورات لأنها تعتبرها تهديدًا لأمنها وتدريبا على غزوها، لذا يرى كثير من المراقبين أنه كان من الأولى إلغاء المناورات هذا العام للحفاظ على التقدم الإيجابي في العلاقات بين الكوريتين وعدم استفزاز بيونج يانج بهذه المناورات. ويشارك في المناورات التي يطلق عليها اسم "فرخ النسر" قرابة 300 ألف جندي كوري حنوبي، و11.5 ألف جندي أمريكي، يؤدون تدريبات برية وجوية وبحرية وتدريبا لقوات العمليات الخاصة، كما تجري تدريبات أخرى تحت اسم "العزم الأكيد" عن طريق المحاكاة بالكمبيوتر. وكان من المعتاد أن تجرى المناورات في شهري فبراير ومارس من كل عام إلا أن هذا العام تم تأجيلها لمدة شهر لتنظيم كوريا الجنوبية دورة الألعاب الشتوية، كما يتم تخفيض نوعية الأسلحة المستخدمة، وسيمتنع الجانبان عن استخدام الأسلحة الاستراتيجية خلال المناورات. وتعد مناورات "فرخ النسر" أكبر تدريب عسكري يقام سنويًا بين واشنطنوسيول منذ عام 1997 وتستمر عادة لمدة شهرين، يتم اختصارها هذا العام لشهر واحد، وتأتي ضمن سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة التي تجريها أمريكا مع حليفتها كوريا الجنوبية التي يتمركز فيها 28500 ألف جندي أمريكي بشكل دائم منذ انتهاء الحرب الكورية 1953. وكانت هذه المناورات تثير توترًا في شبه الجزيرة الكورية، إلا أن هذه المرة قال مسؤول كبير في كوريا الجنوبية، كان قد زار كوريا الشمالية مطلع شهر مارس الماضي، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون "يتفهم" القرار الذي اتخذته واشنطنوسيول بالمضي قدمًا في إجراء المناورات هذا العام، كما أن تخفيض وقت المناورات وعدم استخدام أسلحة استراتيجة ذات قوة تدميرية هائلة قد يحد من التوتر أثناء إقامتها. اختلاف السياسة والأجواء كانت بيونج يانج تتهم الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية في كل عام عند بدء المناورات العسكرية بأنهما يخططان لشن هجوم عسكري عليها وأن المناورات ما هي إلا تدريب على غزوها، وتهدد بتسديد ضربة استباقية دون تحذير وفي أي وقت طالما ظلت القوات الأمريكية الخاصة تتمركز في كوريا الجنوبية، إلا أن هذا العام تختلف الأمور كثيرًا مع اختلاف سياسية الزعيم الكوري الشمالي منذ بداية العام الحالي حيث بدأ في تقارب غير مسبوق مع جارته الجنوبية، كما أعلن استعداده التخلي عن سلاحه النووي، ولم يصدر أي تعليق من المسؤولين الكوريين الشماليين على المناورات كما هو المعتاد حتى الآن. وعلى الرغم من إعلان الأممالمتحدة إدراج 27 سفينة و21 شركة ورجل أعمال في القائمة السوداء لمساعدتهم كوريا الشمالية في الالتفاف حول العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وهو ما يعد تشديدا للحصار والضغوط عليها، فإن بيونج يانج لم تبدِ أي انزعاج ولم تعلق على الأمر برمته.