حذرت تركيا السلطات الفرنسية، من زيادة قواتها المتواجدة ضمن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا دعمًا للأكراد، معتبرة ذلك بمثابة عدوان واحتلال وخطوة تخالف القانون الدولي ودعمًا للإرهاب في المنطقة، مؤكدة رفضها لأي وساطة فرنسية بينها وبين الأكراد. وقال وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، أمس السبت، إذا قامت فرنسا بأي خطوات جديدة بشأن تواجدها العسكري شمال سوريا، ستصبح خطوة غير شرعية تتعارض مع القانون الدولي، كما تمثّل غزوًا، خاصةً إذا كانوا يعتزمون دعم عناصر الجماعات الإرهابية أو توفير حماية مباشرة أو غير مباشرة من خلال قوات مسلحة، فستكون هذه خطوة كارثية بالفعل. الموقف التركي جاء ردا على تصريحات لمسؤولين أكراد، أشاروا فيها إلى عزم فرنسا إرسال قوات عسكرية جديدة لمدينة "منبج" في شمال سوريا التي تسيطر عليها قوات حماية الشعب الكردية التي تصنفهم تركيا كتنظيم إرهابي وتشن عملية عسكرية ضدهم منذ يناير الماضي. وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، استقبل في قصر الإليزيه الخميس الماضي، وفدًا من قوات سوريا الديمقراطية التي تعد قوات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لها، وأكد ماكرون خلال اللقاء على دعم فرنسا لهم، كما أعرب عن أمله في إقامة حوار بينهم وبين تركيا، وخرج بعد اللقاء المسؤولون الأكراد بتصريحات عن زيادة الوجود العسكري الفرنسي، في حين لم تعلق باريس على التصريحات. رفض الوساطة الفرنسية من جانبها، أعربت تركيا عن رفضها عرض الرئيس الفرنسي إقامة وساطة لبدء حوار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية التي تضم قوات حماية الشعب الكردية. وغرد مستشار الرئيس والمتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، على تويتر: نحن نرفض بشكل قاطع الحوار والاتصال بين تركيا ومنظمات إرهابية، وتابع: بدلا من اتخاذ الخطوات التي تضفي الشرعية للمجموعات الإرهابية، يجب على الدول التي نعتبرها أصدقاء وحلفاء أن تظهر موقفًا واضحًا من كل أنواع الإرهاب، مؤكدًا أن الأسماء المختلفة لن تخفي الوجه الحقيقي للمنظمة الإرهابية. وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إنهم لا يفاوضون الإرهابيين، وإنما يقتلعونهم من جذورهم، وأن القوات التركية ستواصل حملتها للقضاء على الإرهاب في كل أنحاء البلاد، على غرار عفرين ودرع الفرات. وذكرَّ يلدريم، فرنسا بماضيها الاستعماري ومطامعها في سوريا، قائلا: هل تسعى فرنسا أن يتعرض السوريون لنفس الظلم الذي عانى منه الجزائريون من قبل؟، كما وجه تساؤلا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: من فوضك لإجراء مصالحة بين تركيا ومنظمات إرهابية؟ بوادر صراع تركي فرنسي الخلافات التركية الفرنسية قديمة، لكنها عادت واشتعلت من جديد بعد التدخل الفرنسي على خط الأزمة السورية، الأمر الذي قد ينذر باشتعال الوضع السوري مجددًا خصوصًا في منطقة عفرين. وأثارت التصريحات الفرنسية الأخيرة غضب الأتراك، ودفعت الرئيس رجب طيب أردوغان، للرد على نظيره الفرنسي بتصريحات شديدة اللهجة، معتبرًا أن فرنسا في القوت الحالي تتبنى نهجًا خاطئًا، وصعد من لهجته وأكد عزمه مواصلة مطاردة الأكراد حتى مدينة سنجار في العراق. واعتبر أردوغان استضافة فرنسا للأكراد عداء صريحا لتركيا، وقال عن عرض الوساطة الفرنسي: من أنتم حتى تريدون التوسط بين تركيا وتنظيمات إرهابية، إن تاريخكم مازال ملوثًا بالدماء.