في تصعيد جديد لحدة التوتر بين روسياوأمريكا فرضت الأخيرة الخميس عقوبات جديدة ضد أشخاص وكيانات روسية؛ بسبب المزاعم حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والقيام بهجمات إلكترونية مدمرة، فيما علقت روسيا بأنها سترد بالمثل، وتوسع القائمة السوداء الخاصة بالأمريكان. وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنيبة التابع لوزارة المالية الأمريكية عقوبات على 19 شخصًا وخمسة كيانات روسية، بموجب قانون مواجهة خصوم أمريكا، من خلال العقوبات التي وقعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2017، وتم توسيع العقوبات ضد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ودائرة الاستخبارات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة الروسية اللذين كانا يقعان تحت العقوبات السابقة؛ بسبب التدخل في أوكرانيا، بعد أن مددها الرئيس الأمريكي مؤخرًا. كما استهدفت العقوبات وكالة أبحاث الإنترنت الروسية، التي اتهمها فريق التحقيق الأمريكي برئاسة روبرت مولر، بالتدخل في الانتخابات من خلال نشر تعليقات استفزازية على مواقع التواصل الاجتماعي. كما اتهمت الإدارة الأمريكية الاستخبارات العسكرية الروسية بالمسؤولية المباشرة عن الهجوم السيبراني بفيروس "NotPetya"، الذي استهدف العديد من الشركات الأوروبية في يونيو عام 2017. موسكو عقوبات غير مجدية رفضت روسيا جميع التهم الموجهة إليها من أمريكا، وأكدت أن ذلك ليس من مصلحتها، وأن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، ولم يقدم الجانب الأمريكي حتى الآن أي أدلة تثبت تدخل روسيا في الشأن الداخلي الأمريكي. وأعلنت موسكو أنها سترد على العقوبات الأخيرة بمجموعة إجراءات، منها توسيع القائمة السوداء الخاصة بالأمريكيين، منوهة بأن العقوبات غير مجدية. وصرح سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن موسكو ستقوم بدورها بتوسيع العقوبات المفروضة على أسماء أمريكية، وضعتها في قائمة سوداء، قائلاً "روسيا ستستخدم مبدأ المعاملة بالمثل في ردها على العقوبات التي فرضت عليها، بذريعة تدخلها في الانتخابات الأمريكية والهجمات السيبرانية". واعتبر ريابكوف أن سعي البعض في الولاياتالمتحدة إلى تدمير العلاقات مع موسكو عبر العقوبات الجديدة لعب بالنار وتقويض للاستقرار العالمي، وأضاف: خطواتنا تأتي ردًّا على التعنت السياسي الأمريكي، وعدم رغبتهم واستعدادهم لتقبل الواقع، هناك خطوات أخرى محتملة مدروسة سنتخذها من جانبنا، وعلى كل حال فإننا لن نغلق نافذة الحوار بيننا وبين واشنطن بما يخدم مصالح الجانبين. وقال ريابكوف إن واشنطن تتعمد فرض العقوبات على روسيا قبل وقت قصير من الانتخابات الرئاسية، وإن بلاده تتوقع المزيد من العقوبات الأمريكية، لافتًا إلى أن كافة محاولات واشنطن لفرض إرادتها على موسكو ستبقى دون نتيجة، وهذه الخطوات تضر بسمعتها. كما ذكر ريابكوف أن التجارة الأمريكية قد تفقد السوق الروسية إذا استمرت واشنطن في فرض عقوبات ضد بلاده. التشويش على نجاحات روسيا يرى المختصون أن العقوبات الأمريكية الأخيرة غير مؤثرة على موسكو، بل إن هذه العقوبات والتصعيد البريطاني الأخير بسبب تسمم الجاسوس الروسي والتصعيد في مجلس الأمن بادعاء استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، كل هذا يهدف إلى التشويش على النجاحات التي حققتها روسيا في سوريا الآونة الأخيرة، والتشويش على الانتخابات الرئاسية في روسيا. وبعد تحقيق الجيش السوري انتصارات على الجماعات الإرهابية بسبب الدعم المقدم من روسيا، إلى جانب الإنجازات الاقتصادية التي حققتها روسيا مؤخرًا، وتحضيرها لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم هذا العام، بدأ الرئيس الروسي بوتين يقرأ ويتوقع الأحداث والتهديدات التي من الممكن أن تتعرض لها بلاده، وعرض مؤخرًا التقنيات والأسلحة الحديثة التي تمتلكها روسيا، في رسالة واضحة لقدرتها على حماية ممتلكاتها وحلفائها ونفوذها في العالم. كما سبق وصرح بوتين أن العقوبات الأمريكية إن دلت فإنما تدل على ضعف وليس قوة، وقال عن فرض العقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشمالية: ها هم صنفونا جميعًا في قائمتهم، ووصفونا جميعًا بالأعداء، محاولتهم القضاء على الجميع دفعة واحدة دليل على الضعف وليس القوة.