أيام قليلة تفصل عشاق الفن والإبداع والتجريب عن موعدهم مع الدورة السابعة من مهرجان "وسط البلد للفنون المعاصرة" المعروف إعلاميا ب"دي كاف"، المقرر عقده في الفترة من 8 إلى 29 مارس الجاري، والذي تتحول معه شوارع وميادين القاهرة إلى مسارح مفتوحة للجمهور للاستمتاع، على مدار 3 أسابيع، بالموسيقى والسينما، والرقص، والفن التشكيلي، وجميع أشكال الفنون. أحمد العطار، الكاتب والمخرج المسرحي ومؤسس مهرجان دي كاف، كشف ل"البديل" تفاصيل الدورة الجديدة وتقييمه لنجاح حركة الفن المعاصر بمصر والصعوبات التي تواجهها ودور الدولة في دعمها وتطويرها. يقول العطار: يركز المهرجان لأول مرة على احتفالية شهر مارس بالمرأة سواء في يومها العالمي أو المصري، ويفتتح فعالياته يوم 9 مارس بحديقة الأزهر بحفل كبير للمطربة سميرة سعيد وعدد من الفرق الموسيقية النسائية من هولندا، ومصر وفرنسا، ويقدم 30% خصما للنساء على جميع تذاكر عروض المهرجان. وأضاف: المهرجان يحتضن هذا العام فعاليات الدورة الرابعة للملتقى الدولي للفنون المعاصرة ويُخصص فيه 4 أيام للعروض العربية والمصرية فقط، ويشكل المنتدى فرصة جيدة لحضور مديري المسارح المختلفة وإتاحة الفرص للتعاون مع الفنانين العرب. مشيرا إلى أن مهرجان دي كاف يتميز هذا العام باستضافة أكبر شبكة للفنون الأدائية بأوروبا لأول مرة في مصر، ويحضر فيها مديرو المهرجانات والمسارح بأوربا، ويعقدون ندوات على هامش مشاركتهم في مهرجان وسط البلد تناقش الهجرة وأثرها على الفنانين العرب، وندوة أخرى عن الفن خارج حدود المدنية، فضلا عن مشاهدتهم لجميع عروض المهرجان والتعرف على المشهد الثقافي المصري بصفة عامة. وبسؤاله عن اختيار سميرة سعيد باعتبارها أحد نجوم المينستريم وهو مختلف عن فكرة المهرجان، يرد العطار: هناك تصور أن المهرجان لكونه يختص بالفنون المعاصرة فهو يقدم فنونا غير مفهومة، وهذا غير صحيح، لأن "الديفا" سميرة سعيد أحد نجوم المينستريم ومتميزة جدا في تقديم فن معاصر على مدار تاريخها الفني الطويل، فهي من أوائل الفنانين الذين استخدموا الموسيقى الإلكترونية في أعمالها. واستطرد العطار أن "الديفا" تشبه دي- كاف، فدي- كاف مهرجان يقدم عروضا مميزة على الساحة المعاصرة بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى. وسميرة نجحت أن تسلك طريقا مختلفا وغير نمطي فهي تعد المطربة الوحيدة التي تحدت الجميع وغيرت في أسلوبها أكثر من مرة والدليل على ذلك ألبومها الأخير "محصلش حاجة" الذي تضمن عدة أغنيات مختلفة في الأسلوب وفي الكلمات التي تبعد تمامًا عن ما هو شائع على الساحة الفنية حاليًا، هذا بالإضافة لتعاونها مع مطربين عالميين مثل الشاب مامي. ولفت العطار إلى أن المهرجان يضم خلال أسابيعه الثلاثة أكثر من 50 فاعلية متنوعة، ويستضيف حوالي 350 ضيفا من 13 دولة مختلفة هي فلندا، وأمريكا، وفرنسا، وانجلترا، ولبنان، والأردن، والمغرب، وتونس ومصر، وبولندا، وإيرلندا، وجورجيا، وأرمينيا. وذكر العطار أن الدورة السابعة للمهرجان تطلق برنامج "الفن للجميع" الذي يستهدف التعاون مع منظمات ترعى اللاجئين والأيتام وأطفال الشوارع من أجل حضورهم لفاعليات المهرجان، من خلال نشر حملة دعم عبر الإنترنت لتوفير تذاكر بالمجان لهم يساهم فيها المواطنون. وعن دور وزارة الثقافة في دعم مهرجان دي كاف، يقول العطار: خاطبنا قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بالوزارة وللأسف لم نتلق أي دعم أو رد إيجابى بإمكانية التعاون، لافتا إلى أنه لا يلمس أي اهتمام من الوزارة فيما يتعلق بالفنون المعاصرة، مؤكدا أنه رغم نجاح الأفراد في تنظيم مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة على مدار 7 سنوات، فإن دعم الدولة هام وضروري جدا، "فعندما نستضيف مديري أكبر مسارح أوروبا وعلى رأسهم مدير مهرجان أفينون للمسرح وأكثر من 350 فنانا أجنبيا، هم بحاجة لمقابلة الجهات الرسمية أيضا". ويُعبر مدير مهرجان دي كاف عن قلقه من هذا الإهمال قائلا: "نحتاج إلى إعادة النظر في آليات دعم جميع الفنون بمصر خاصة الفنون المعاصرة والخروج من دائرة الأفكار التي عفى عليها الزمن من تشكيل اللجان والروتين الذي يقتل الفن، لأنه لم يعد يعمل بهذه الطريقة البطيئة في العالم. ولأن فكرة المهرجان تقوم على الحفاظ على التراث الفني للقاهرة وتعانق جميع الفنون مع بعضها من عمارة وموسيقى ورقص، تقيم الدورة السابعة عروضها في عدة أماكن منها شارع البورصة الجديدة، ومبنى القنصلية الفرنسية القديم، ونادي شهرزاد بوسط البلد، ومبنى صيدناوي بالعتبة، ومعهد جوتة، ومسرح التاون هاوس والحرم اليوناني بالجامعة الأمريكية. وبسؤاله عن أهمية تحول الشارع لمساحة حقيقية للتعبير الفني خلال السنوات الأخيرة، يرد العطار: الشارع مكان أساسي للجمهور المصري سواء في حياته العامة أو الخاصة، حيث إقامة الأفراح والمآتم، فالشارع متنوع ومليء بالصخب والأطفال، وحركة المارة، وكذلك الفن جزء من هذا المجال العام.