رغم انتشار السرطان بشكل واسع في مصر خلال السنوات الماضية، استطاع كثيرون الانتصار على المرض الخبيث والعودة إلى ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي. وقالت سمية حسان، إحدى المتعافيات، إنها كانت مصابة بورم في الكبد، وأجرت عملية استئصال الورم، ولم تخضع لجلسات العقار الكيماوي، بسبب تدهور حالتها وعمرها أيضًا، وضعف صحتها، وبعد استئصال الورم، تناولت العديد من الأدوية، مضيفة: "كان أملي ضعيف في الشفاء وكل من حولي أيضًا كان أملهم ضعيف، لكن التمسك بالأمل وإرادة الله والانتظام في العلاج جعلوني انتصر على المرض منذ عدة أعوام، لذا أوجه رسالة إلى جميع المرضى بألا يفقدوا الأمل ويتمسكوا بالعلاج لأقصى حد". وأوضح س.أ، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "كنت مصابا بسرطان في الدم، وكانت حالتي متدهورة نظرًا لاكتشاف مرضي في وقت متأخر، وعندما علمت حالتي المرضية، في البداية، كنت يائسًا ورفضت الخضوع للعلاج، لكن عندما رأيت حالات عديدة نجحت في قهر المرض، وعندما رأيت أسرتي تطلب مني التوجه لتلقي العلاج، قررت العلاج، لكن دون أي أمل، وبالفعل خضعت للعلاج فترة طويلة؛ حقن وأدوية عديدة لا حصر لها", متابعا: "كنت أنتظر الموت في كل يوم، لكن شاء الله أن تتحسن حالتي شيئًا فشيئًا، حتى تماثلت للشفاء، وأحمد الله أنني لم أستسلم إلى حالة اليأس التي مررت بها وتلقيت العلاج". وقالت أ. ز، إحدى المتعافيات من مرض السرطان، إنها أصيبت بورم خبيث في الثدي، وحينما علمت شعرت باكتئاب حاد وفقدان الأمل، لكنها بدأت تتابع الجمعيات الخاصة بالمتعافين من مرض السرطان، وحصلت على تشجيع منهم، وبالفعل خضعت للعلاج، مضيفة: "في البداية، كنت أعاني من تدهور حالتي الصحية بعد إجراء عملية استئصال الثدي، ومع الخضوع لجلسات الكيماوي، الذي تسبب في أعراض أخرى، وأكثر من مرة، طالبت الأطباء إيقاف العلاج، لكنهم كانوا يدعموني بأنني اقتربت من الشفاء". واستطردت: "بالفعل، تم علاجي من المرض لفترة طويلة، لكنه عاد ليهاجمني مرة أخرى في عنق الرحم، وهذه المرة كنت فاقدة الأمل تماما في الشفاء، لكن بدعم أبنائي خضعت للعلاج مرة أخرى، وتم إجراء عملية استئصال رحم، وأصبت وقتها بحالة نفسية سيئة للغاية، وكنت أذهب لجلسات العلاج بفقدان تام للأمل، لكن مع الوقت، بدأت أتعافى مرة أخرى، حتى شفيت تماما من المرض، ولم يعاودني منذ عدة أعوام، ما يجعلني الآن أدعم أي مريض أورام يرفض العلاج أو يراه بلا جدوى، وأقول له تمسك بالعلاج؛ لأن السرطان مرض مثل أي مرض قابل للشفاء ولا تفقدوا الأمل". من جانبه، أكد الدكتور علاء إسماعيل، أستاذ الجراحة العامة بجامعة عين شمس ورئيس معهد الأمراض المتوطنة والكبد ل"البديل"، على أهمية التأهيل النفسي لمريض الأورام بجانب العلاج العضوي، وضرورة أن يعي الطبيب المعالج شخصية المصاب بالمرض قبل إبلاغه، ومن الأفضل أن يتم إبلاغه على مراحل دون إيذاء مشاعره أو من خلال أحد أقاربه إذا رأى الطبيب عدم مقدرة المصاب على تحمل الصدمة الأولى أو تبعات المرض ورحلته الطويلة. وطالب إسماعيل بضرورة توفير مراكز تأهيل نفسي في الصروح والمستشفيات المتخصصة في علاج الأورام، خاصة أن المنظومة الطبية في مصر تهتم فقط بالناحية الطبية العلمية البحتة وتتجاهل العلاج النفسي رغم أهميته الشديدة في علاج بعض الأمراض المحبطة أو التي تسبب آلاما نفسية كبيرة؛ مثل بتر أحد أعضاء الجسم أو السرطان، لافتا إلى إمكانية إسناد مهمة التأهيل النفسي الخاصة بمرضى الأورام في المستشفيات إلى خريجي أقسام علم النفس بكليات الآداب مثلا، فالمهمة لا تقتصر على الأطباء فقط. ويرى الدكتور شريف أبو النجا، مدير مستشفى 57357 لأورام الأطفال، أن نسبة الشفاء من مرض السرطان زادت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، خاصة بين الأطفال، حتى بلغت نسب الشفاء 80%، وهناك العديد من الحالات تماثلت الشفاء تماما من المرض، مضيفا أنه يجب على المرضى ألا يفقدوا الأمل في العلاج لأن نسب الشفاء أصبحت تتعدى نسب اليأس.