منذ تكررت أزمات اختفاء الأدوية من الصيدليات والمستشفيات، انتعشت السوق السوداء بصورة كبيرة؛ سواء من خلال بيع الأدوية عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أو المصانع المجهولة "بير السلم". وظهرت مؤخرًا، عدة أصناف مغشوشة؛ أبرزها عقار الألبومين المعالج لأمراض الكبد، الذي تم استبدال المادة الفعالة بمطهر سافلون، أيضا عقار سينتروم، الذي تم استبداله بحبوب من الفاصوليا، بالإضافة إلى العديد من أدوية الأورام المغشوشة.
وحذرت وزارة الصحة من تناول عدة أصناف دوائية؛ منها عقار الفانين أورال، المسكن للآلام وخافض للحرارة، وعقار ميكلوبرام؛ لأنه غير مطابق للخواص الطبيعية في التشغيلة التي حملت رقم "6150001"، ويستخدم لزيادة حركة الجهاز الهضمي، ما يسرع عملية تفريغ الأمعاء، كما حذرت أيضا من مضاد حيوي مغشوش متداول في الأسواق تحت اسم أوكسيرون.
ومؤخرًا، تردد وجود عبوات مغشوشة من عقار نابيزول، المعالج لقرح المعدة وأمراض الجهاز الهضمي، وأعلنت وزارة الصحة أنها تمكنت من ضبط ألف و910 عبوات دوائية مغشوشة ومهربة ومجهولة المصدر من أصناف مختلفة، خلال حملة شنتها على الصيدليات ومخازن الأدوية بالتعاون مع مباحث التموين في 3 محافظات فقط.
وطالب الدكتور جورج عطا الله، عضو مجلس نقابة الصيادلة، إدارة التفتيش الصيدلي بوزارة الصحة، بشن حملات تفتيش مكثفة على مصانع الأدوية المجهولة "بير السلم"، إلى جانب تشديد الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تروج للأدوية المغشوشة وغير المصنعة تحت إشراف مختصين، فضلا عن تشديد الرقابة على الصيدليات التي تضع خصومات كبيرة على الأدوية.
وناشد عضو مجلس نقابة الصيادلة، المواطنين بضرورة الانتباه وعدم شراء أي أدوية لا تباع داخل الصيدليات لأنها تكون مغشوشة ولا تحمل أي مادة فعالة من الأساس، بل تضر بالصحة بشكل أكبر، مشددًا على دور الصيدلي في تقديم خدمة صحية جيدة للمريض.
بدوره، حذر الدكتور صبري الطويلة، رئيس لجنة الحق في الدواء بنقابة الصيادلة، من انتشار وتداول الأدوية مجهولة المصدر والتصنيع، التي تمثل خطورة بالغة على صحة الإنسان؛ لأن المواد التي تحتويها غير معلومة وغير معروف مدى خطورتها، مؤكدا أن السوق السوداء للدواء انتعشت بصورة كبيرة بعد تحرير سعر الصرف وزيادة أسعار الأدوية وموادها الفعالة أيضًا، ما أدى إلى توقف استيراد العديد من الأصناف فترة طويلة، حتى ارتبك سوق الدواء وحدثت أزمة كبيرة فتحت المجال للغش.
وأضاف الطويلة ل"البديل"، أن نقابة الصيادلة، من المفترض أنها سوف تعمل خلال الفترة المقبلة، على كشف الأدوية المجهولة، محذرا من تداول أسماء تجارية للعديد من الأصناف الدوائية على صفحات الإنترنت؛ لأنها لا تكون مثل التي تباع في الصيدليات، بل يتم استخدام الاسم فقط، قائلًا "يجب على الجميع عدم الاتجاه نحوها لأي سبب".