ظاهرة غش الأدوية كارثة خطيرة ويأخذ الغش مظاهر مختلفة التصنيع في مصانع بير السلم أو التلاعب في نسب المادة الفعالة بسبب ضعف الرقابة. المركز المصري للحق في الدواء رصد بعض الأصناف الدوائية المغشوشة لشركات أجنبية تباع بشكل علني وبأسعار منخفضة علي الأرصفة وأبلغ المسئولين ولكن لا حياة لمن تنادي مشيرا إلي أن حجم تجارة الدواء المغشوش تبلغ مليار دولار. يقول زينهم محمد موظف علي المعاش بحثت عن دواء لوالدتي وكان غير متوافر وعدني الصيدلي بإحضاره لي ولكنني وجدت الطباعة غير سليمة علي العبوة فتشاجرت مع الصيدلي وهددته بابلاغ الجهات المسئولة ولكنه تحجج بأنه اشتراه لي من مكان آخر وعرض علي استرجاعه وأخذ ما دفعته بعدما اكتشف انه مغشوش. ويضيف عبود محمد موظف ان ما يحدث الآن من غش في الأدوية جعل سمعة الدواء المصري تسوء فبعد أن كنا أباطرة في صناعة الدواء أصبح الدواء المصري مشكوكا في أمره. محمد حسن مدير خدمة عملاء يؤكد ان المنتجات التي يحدث بها غش في مجال الأدوية هي مستحضرات التجميل والأدوات المستخدمة في علاج العظام مثل الرباط الضاغط والركبة والأنكل فجميعها تصنع في بير السلم وتباع علي الأرصفة كما أن في بعض الصيدليات يتم تغيير تاريخ الصلاحية وعند التحدث مع الجهات الرقابية يكون الرد نريد دليل. ويؤكد سعد وحيد صيدلي ان الأدوية مرتفعة الثمن أقل تعرضا للغش موضحا ان ظاهرة الغش ظاهرة عالمية ومنتشرة حيث تمثل الأدوية المغشوشة 10% من إجمالي الأدوية المتداولة عالميا. يقول محمد عيد صيدلي تنتشر عمليات غش الدواء علي عدة مستويات حيث يتم تقليد المستحضر في كل شيء بدءا من شكل ولون العلبة ورقم التشغيلة وطريقة تغليف الكبسولات أو الأقراص وشكلها ولونها أما المادة الفعالة فيتم استبدالها بمواد أخري مثل الحجر الجيري والنشا وبعض الصبغات والألوان كالكركم وأحيانا يتم استخدام مادة فعالة محدودة التأثير وفي أحيان أخري يتم استخدام مواد ضارة بالصحة. د. سيد عبد أبوالفتوح رئيس معهد البحوث الدوائية بالمركز القومي للبحوث يؤكد ان صناعة الدواء تعاني من عدة مشاكل أساسية أولها الخامات الدوائية وهي التي نقوم باستيرادها ثم عدم ربط البحث العلمي في تطبيق صناعة الدواء فالمتعارف عليه أن شركات الأدوية يكون لها مراكز أبحاث لتطوير الانتاج ومن المعوقات التي تواجه صناعة الدوادء في مصر مشكلة التمويل فتكلفة انتاج دواء جديد تتكلف مئات الملايين و هذا لا يتوفر وإلا كنا نتصدر الريادة في الصناعات الدوائية ساعدنا الكثير من الدول الافريقية والتي تفوقت الآن وأصبحت تصدر الأدوية. الرقابة لها دور الدكتور هشام الخياط رئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بلهارس يكشف عن وجود أدوية مجهولة المصدر تأتي تحت اسم الأدوية الموجودة بالسوق من دول جنوب شرق آسيا دون تصريح من وزارة الصحة فيتم وضعها بنفس أسماء الأدوية الموجودة تسبب مشاكل عديدة لان المادة الفعالة غير مضبوطة مع وجود بعض الشوائب التي تضر بصحة المريض مضيفا ان هذه الأدوية انتشرت في الآونة الأخيرة نتيجة غياب الأجهزة المعنية التي دورها التفتيش والرقابة. ويكمل قائلا انه بالنسبة للألبومين فنحن نعاني أشد المعاناة في الفترة الأخيرة بعد أن اكتشفنا انه لا يفيد المريض وخلال ال 3 سنوات الماضية وجدنا ان 90% من الموجود بالسوق المصري مغشوش بسبب مضاعفات مرض الكبد.