أطلقت السلطات السعودية سراح الأمير الوليد بن طلال، وعدد من كبار رجال الأعمال المحتجزين في فندق "ريتز كارلتون"، بعد التوصل معهم إلى تسويات مالية بشأن تهم الفساد الموجهة إليهم، وبعد احتجازهم لأكثر من شهرين. وبخلاف ابن طلال جاء الوليد الإبراهيم مالك شبكة (إم. بي. سي) التليفزيونية، وفواز الحكير أحد كبار المساهمين في شركة فواز عبد العزيز الحكير، وخالد التويجري الرئيس السابق للديوان الملكي، وتركي بن ناصر الرئيس السابق للهيئة العامة للأرصاد الجوية وحماية البيئة على رأس قائمة المُفرج عنهم. صفقة الوليد المشبوهة أثيرت العديد من الشبهات حول صفقة التسوية مع الملياردير السعودي الوليد بن طلال، أحد أكبر أثرياء العالم، الذي تقدر ثروتة ب17 مليار دولار، حيث بعد تداول أنباء تفيد نقله إلى سجن "الحائر" شديد الحراسة في جنوبالرياض وتعرضه للتعذيب للضغط عليه للقبول بالتسوية، ومطالبة السطات له بدفع نحو 6 مليار دولار للإفراج عنه، ظهر في مقابلة تليفزيونية مع وكالة رويترز الإخبارية قبل الإفراج عنه بساعات، على الرغم من طلب الوكالة إجراء المقابلة معه عدة مرات سابقًا ورفض طلبها من السلطات السعودية. وفي المقابلة مع رويترز قال الوليد إنه يلقى معاملة طيبة أثناء احتجازه، ووصف إساءة معاملته بأنها "محض كذب". لكن في هذه المقابلة التي تُعد الأولى منذ احتجاز الوليد بن طلال، بدا عليه الشيب، وظهر أكثر نحافة مقارنة بآخر ظهور علني له في أكتوبر الماضي، الأمر الذي يدحض ادعاءات الوليد بأنه لم يكن محتجزًا، وأنه لَقِيَ معاملة طيبة. ويعزز هذا الاحتمال تصريحات الوليد بأنه كان يواصل سيطرته على إدارة شركاته كلها، معتبرًا ما حدث سوء فهم يجري توضيحه، مضيفًا: لذلك أود البقاء هنا؛ حتى ينتهي هذا الأمر تمامًا، وأخرج، وتستمر الحياة، مؤكدًا أنه يعتزم مواصلة الحياة فى السعودية، ولن يغادرها. وفي وقت سابق نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرًا عن وساطة قام بها رجل الأعمال الكندي من أصول سعودية ألن بندر، بين الوليد بن طلال وسلطات المملكة، ووفق التقرير فإن بندر سافر خلال شهر ديسمبر الماضي إلى السعودية؛ لبدء المفاوضات، وقال بندر إنه لم يسمح له بمقابلة ابن طلال وجهًا لوجه، وإن مسؤولين سعوديين أخذوه إلى مكان بجوار فندق ريتز كارلتون، وتواصل مع الأمير صوتًا وصورة عبر هاتف، ليقرأ عليه مجموعة من الاتهامات، في خطاب أعدته السلطات السعودية. وفي رده على سؤال: هل هناك أي دلالات على أن ابن طلال كان يتعرض لمعاملة سيئة أو شيء من هذا القبيل؟ قال "لم تبدُ عليه علامات تعذيب، لكنه بدا غير مرتاح ومضطربًا، ولم يكن حليق الذقن، ولم يبدُ لي أنه في حالة جيدة، ولم يكن على هيئته المعتادة، وبدت عليه معالم الإعياء، وكان يرتعش أثناء قراءتي الخطاب". ورجح بندر أن يكون ابن طلال غير محتجز في فندق ريتز كارلتون، قائلاً " كانت الغرفة أشبه بزنزانة في أحد السجون، لا أعتقد أن هذه الغرفة في فندق على الإطلاق". مجتهد يكشف كشف المغرد السعودي الشهير "مجتهد"، على موقع تويتر، كواليس حوار رجل الأعمال الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال مع وكالة رويترز، الذي اعتبره محاولة لتكذيب ما ذكرته شبكة "بي بي سي" عن تعذيبه داخل محبسه بفندق ريتز كارلتون بالرياض. وفي تغريدة له قال مجتهد: إن قرار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعوة رويترز لمقابلة الوليد جاء لتكذيب بي بي سي، في تقريرها عن الوليد الذي أعطى انطباعًا أنه تعرض للتعذيب، وأضاف: رويترز طلبت عدة مرات ورفض طلبها، ثم تفاجؤوا قبل أمس بالموافقة، وعرض على الوليد إن قال كلامًا جيدًا عن اعتقاله أن يطلق سراحه، ولن يطلق سراحه إلا إن أراد تكذيب مجتهد"، وتابع: ولو أطلق سراحه سيبقى تحت إقامة جبرية، وعزل تام في حالة تشبه السجن، والله أعلم. تغريدات مجتهد كشفت عن صفقة مشبوهة جرى عقدها بين الوليد بن طلال ومحمد بن سلمان، تتضمن الإفراج عن الأول وتسوية الأزمة، شريطة القبول بالخروج وإدلاء تصريحات كاذبة، هدفها تغيير ملامح الصورة الراهنة عن إجراءات ابن سلمان مع باقي المحتجزين، لا سيما في ظل تزايد الحديث عن تعرضهم للتعذيب والمساوامات المالية.