باتت المشكلات التي تعصف بقطاع غزة في الآونة الأخيرة تتكدس بشكل جعل المواطنين يلجؤون لكافة الأشكال السلمية؛ للمطالبة بحقوقهم المشروعة، موجهين نداءاتهم للقيادة الداخلية تارة، وللعالم والمنظمات الإنسانية تارة أخرى، في خطوة تضمنت تساؤلات عديدة، أطلقها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في هاشتاج "أنقذوا غزة"، الذي سلط الضوء على ما وصل إليه قطاع غزة، بعد سنوات طويلة من الحصار؛ لتؤكد هذه التدوينات أن هذا القطاع الصغير الذي سقطت عليه مئات الآلاف من الصواريخ ما زال يُذكر الجميع بالإنسانية. التحويلات الطبية واحدة من أهم المشكلات الإنسانية التي يعاني منها القطاع؛ جراء الحصار المفروض عليه، فهناك آلاف المرضى المسجلين للسفر لتلقي العلاج، منها حالات قصوى وطارئة مثل مرضى السرطان، كما في حالة الطفلة انشراح المدني التي لم تتجاوز عامها الثاني عشر، حيث انتشرت الأورام السرطانية في جميع أنحاء جسدها، حتى وصلت إلى النخاع الشوكي، نتيجة تأخر خروجها من القطاع لتلقي العلاج اللازم بالخارج. وكشفت وزارة الصحة أن أكثر من ثلاثة آلاف مريض مسجلين لديها بحاجة لتلقي العلاج بشكل عاجل، إلا أن إجراءات الاحتلال على المعابر وبعض الإجراءات المتبعة من السلطة الفلسطينية في رام الله، تعوق سفرهم لتلقي العلاج. وحذرت الوزارة من أن الأوضاع الخطرة التي يواجهها مرضى القطاع قد تتسبب في وفاتهم بشكل بطيء. وسلط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الضوء على الأزمات الأخرى التي يعاني منها القطاع، كالبطالة التي تزداد بوتيرة حادة، حيث تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن ما يقرب من ربع مليون من القوى العاملة في القطاع عاطلة عن العمل، نتيجة لتوقف عديد من الأعمال والمصانع والمنشآت الصناعية داخل القطاع، بعد عجزها عن توفير مواد خام أو آلات للعمل، بمنع من الاحتلال الذي يطبق حصاره على كافة مقومات الحياة في القطاع. وتناول النشطاء مشكلات الكهرباء والمياه والمعابر، حيث تتدحرج تلك المشكلات ككرة الثلج منذ سنوات عديدة، إذ يعيش المواطن في القطاع بأربع ساعات أو أقل من الكهرباء يوميًّا، في ظروف حياتية صعبة، ناهيك عن الظروف القاهرة التي تواجههم في حال السفر، حيث إن الأمر يخضع لشروط غير عادية للمواطن حال رغبته في السفر. ويعتصم عدد من الطلاب منذ أسابيع أمام بوابة معبر رفح البري، مطالبين الجهات المعنية بفتح المعبر؛ ليتمكنوا من السفر والالتحاق بمقاعدهم الدراسية قبل انتهاء فصولهم الدراسية. يستمر الفلسطينيون في إرسال نداءاتهم الاستغاثية للعالم، بعدما وصلت الظروف لأسوأ أحوالها؛ نتيجة حصار مستمر منذ أكثر من 11 عامًا، ويتساءل المغردون: هل سيذكر التاريخ بطلاً عربيًّا أو مسلمًا يكسر حصار المدينة، التي تم تصنيفها مؤخرًا كمدينة منكوبة يقبع سكانها تحت خط الفقر، أم أن أهلها سيكملون مشوارهم النضالي ضد الاحتلال وحدهم؟