أكد مصدر دبلوماسي أن الموقف المصري من قطاع غزة يقوم على عاملين أساسيي ، يتمثلان في ضرورة عدم تكريس الانقسام بين الضفة وقطاع غزة، وضرورة توحيد الشعب الفلسطيني من ناحية، وعدم إلقاء مسئولية قطاع غزة على مصر من ناحية أخرى ، حيث أن إسرائيل لا تزال سلطة احتلال للقطاع، وهي مسئولة عنه بموجب اتفاقية جنيف الرابعة. وأضاف المصدر: إن المسئولية الكاملة لقطاع غزة والحصار المضروب حولها تقع على عاتق إسرائيل وفقاً لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية وقرارات الأممالمتحدة بصفتها سلطة الاحتلال، فإسرائيل هي التى تحاصر القطاع براً وبحراً وجواً، وأغلقت كافة المعابر على الجانب الإسرائيلى مع القطاع (6 معابر) ، ولا تسمح بعبور السلع والبضائع أو مرور الأفراد بهدف محاصرة القطاع وإلقاء مسئوليته بالكامل على مصر. وشدد على أن مصر تسعى للوفاء بإلتزاماتها التاريخية تجاه أشقائنا فى فلسطينالمحتلة فى قطاع غزة والضفة الغربية، من خلال الموازنة بين اعتبارين أساسيين: الحفاظ على الأمن القومي المصري مثل تهريب السلاح وتدمير خطوط الغاز واستهداف العسكريين والشرطة وعمليات التهريب الجارية من شبكات إجرامية عبر الحدود، وبين محاولة تخفيف الحصار المضروب على القطاع من خلال تسهيل مرور المواطنين الفلسطينيين فى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وكذلك التنسيق لدخول المساعدات الإنسانية للمساعدة، علماً بأن معبر رفح مخصص لعبور الأفراد فقط وليس مؤهلاً للاستخدام التجاري. ولفت المصدر إلى أن السلطات المصرية استمرت في فتح المعبر والسماح بمرور الأفراد عبره وإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالى القطاع ، وذلك على الرغم من الظروف الإستثنائية التى مرت ولا تزال تمر بها مصر وعلى رأسها العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب في منطقة شمال سيناء وهدم الأنفاق بين مصر والقطاع، والتى كانت سبباً فى كثير من المشاكل الأمنية لمصر، وكانت مصدراً للقلاقل ليس على الصعيد الوطني فقط وإنما على الصعيد الإقليمي أيضاً، وأنه رغم العمليات العسكرية فى منطقة شمال سيناء، فإن الحكومة المصرية حرصت على استمرار التسهيلات التي تقدمها لمرور المواطنين في غزة من الطلاب والحالات الإنسانية والحجاج. وأكد أن مصر تقوم بالدفع نحو إعادة العمل فى معبر كرم أبوسالم مع الحكومة الإسرائيلية وكافة المعابر الأخرى على الجانب الإسرائيلي، مع الضغط لرفع الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، وأنه رغم المعوقات والمشاكل التى كانت تختلقها أطراف على الجانب الفلسطيني من المعبر وترويج إدعاءات وأكاذيب بأن معبر رفح مغلق، يستمر العمل بالمعبر بشكل شبه منتظم وفقاً لما تسمح به ظروف العمليات العسكرية فى منطقة شمال سيناء وكذلك الظروف الأمنية حيث شهدت تلك المنطقة عمليات إرهابية عديدة. وسلط المصدر الضوء علي أنه من أمثلة المشاكل التى كانت تختلقها أطراف علي الجانب الفلسطيني: الادعاء بعدم سماح السلطات المصرية للمواطنين الأجانب مغادرة القطاع رغم حصولهم على موافقات مكتوبة من وزارة الخارجية، وتعمد عدم السماح للمرضى وذوي الحالات المرضية الحرجة من الفلسطينيين بالمرور إلى الجانب المصرى للمعبر ثم الدخول إلى مصر لحصولهم على العلاج، وتعمد تمرير مواطنين فى الأيام المخصصة فقط لتفويج الحجاج والمعتمرين، ما يؤدي إلى عدم السماح لهم بالدخول إلى مصر.