أيام قليلة ويفتح باب الترشح للمشاركة في السباق الرئاسي، في ظل وجود مجموعة من العراقيل التي وضعت أمام الراغبين في الترشح، تمثلت في الوقت المحدد لجمع التوكيلات، وغيرها من المشكلات المتعلقة بالحيادية الإعلامية وتكافؤ الفرص بين المرشحين، وهو ما يراه البعض مهددا للعملية الانتخابية برمتها، ويجلعها أشبه بالاستفتاء حال عدم قدرة الراغبين في المنافسة استيفاء شروط الترشح. الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول المرشحين، يخوض الانتخابات للفوز بمقعد الرئاسة لفترة ثانية، وحصل على تزكية من نواب المجلس بما يؤهله للترشح. يليه خالد علي، الذي أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية منذ قرابة عام، لتطارده البلاغات والقضايا التي قد تحول بينه وبين خوض السباق، حتى إذا تمكن من جمع التوكيلات. أما المرشح المحتمل الثالث فهو محمد أنور السادات، الذي أعلن عزمه خوض السباق الرئاسي، إلا أنه قرر الإعلان بشكل رسمي يوم الأثنين المقبل، معتمدا على تزكية بعض النواب المستقلين، أو التوكيلات الشعبية حال فشله في جمع العدد المطلوب من تزكيات النواب. أما المرشح المحتمل الرابع فهو الفريق سامي عنان، رئيس الأركان المصري السابق، والذي أعلن حزبه مؤخرا "مصر العروبة"، عن خوضه السباق الرئاسي. وفي هذا السياق؛ قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن مقدمات الانتخابات الرئاسية ستنعكس بالتأكيد على النتائج، ومن أهم المؤشرات عدد المرشحين المتنافسين فى هذه الانتخابات، مضيفا أن الهيئة الوطنية للإنتخابات تأخرت كثيرا فى إعلان مراحل الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى قصر المدة التي حددتها اللجنة لكل مرشح كي يستوفى شروط الترشح، وهي الحصول على 25 ألف تأييد من 15 محافظة مصرية خلال عشرة أيام. وأكد "الشهابي" أن المدة المحددة لجمع التوكيلات غير كافية، ومن الصعب على أي حملة انتخابية جمع 25 ألف توكيل خلال هذه المدة القصيرة، وتوقع عزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات، بسبب عدم تكافؤ الفرص بين المرشحين من ناحية، وبسبب انحياز الإعلام الرسمي والخاص للرئيس، وشنهم هجمات للإساءة للمرشحين المنافسين من ناحية أخرى، إضافة إلى تهافت مؤسسات الدولة على تأييد السيسي مما ولد شعورا بعدم حرية ونزاهة الانتخابات وغياب معايير الحياد والمساواة. وأضاف رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن إعلان الفريق سامي عنان خوض الانتخابات سيكسوها بالجدية وسيحسن من شكلها داخليا وخارجيا، وإن كان يرى أن عزوف الناخبين عن التصويت سيكون ظاهرة في هذه الانتخابات اكثر من أي انتخابات أخرى. كما يرى إلهامي الميرغني، القيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن كل المقدمات تقول إنه لن تكون هناك انتخابات رئاسية، ولكن استفتاء على الرئيس السيسي، موضحا أن استمرار قانون الطوارئ ومنع التظاهر واعتقال شباب الأحزاب ومصادرة المواقع الالكترونية وحصار المجال العام، مؤشر لغياب أي فرص تنافسية في الانتخابات الرئاسية القادمة، والتي تريد الكثير من الأجهزة أن تكون مجرد استفتاء على التمديد إلى الرئيس. وأوضح الميرغني أن هناك بعض المحاولات لخرق هذا الحصار، حيث أعلن خالد علي رغبته في الترشح وبدأ حملة جمع التوقيعات، وهو المرشح الوحيد المنتمي لقوي ثورة 25 يناير، حسب قوله. مضيفا أن المرشحين الآخرين وهما محمد أنور السادات والفريق سامي عنان ينتميان لنظام مبارك. وقال القيادي في حزب التحالف إنه ظهر حتي الآن ثلاث راغبين في الترشح، أكد منهم خالد علي نيته، وبدأ حملة جمع التوكيلات. لكن من المتوقع ظهور لاعبين آخرين في اللحظات الأخيرة، وتبقى معركة استكمال التوكيلات وتزكيات أعضاء مجلس النواب هي خطوة نحو اكتمال الترشيح، يضاف إليها الحكم في القضية المنسوبة لخالد علي، مختتما حديثه: الأيام القادمة ستحمل مفاجآت جديدة.