منذ أكثر من 11 عاما يعاني قطاع غزة من مشكلات عديدة لم يُطرح حل جذري لأي منها حتى الآن، أهم هذه المشكلات هي الكهرباء، التي باتت تتواجد مؤخرا 3 ساعات فقط، مقابل 21 ساعة انقطاع في اليوم الواحد، الأمر الذي يتسبب في أزمات للمواطنين وأصحاب الأعمال. سلطة الطاقة والموارد الطبيعية أعلنت أنه سيتم، اليوم الأحد، إعادة تشغيل خط كهرباء مغذٍ لقطاع غزة من داخل الأراضي المحتلة، يوفر 50 ميجاوات للقطاع، لكن هذه الكمية الضئيلة قد لا تكفي لزيادة الكهرباء ساعة واحدة يوميا، خاصة في فصل الشتاء، الذي يحتاج فيه المواطنون للكهرباء لأغراض عديدة. شركة توزيع الكهرباء من جانبها لم تبدِ استعدادها لتغيير جداول التوزيع، وبحسب الناطق باسم الشركة محمد ثابت، فإن متطلبات القطاع ازدادت بشكل كبير، حيث تم إضافة عدد من المنشآت الصناعية ومنازل ووحدات سكنية جديدة، إضافة إلى زيادة عدد السكان في القطاع، مما يعني تضاعف احتياج المواطنين للكهرباء، لكن هذا الازدياد لا يقابله ازدياد في توفير الكهرباء. بالنسبة للمرضى داخل مستشفيات القطاع، ربما لم يتأثروا بشكل مباشر بعد، فبحسب تصريح الناطق باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، ل"البديل"، فإن المستشفيات تقوم على تشغيل المولدات الكهربائية التي تعمل طيلة فترة انقطاع الكهربائي، وخلال هذه الفترة، تحتاج المستشفيات إلى مليون لتر سولار شهريا، تحصل عليها المستشفيات من المنح القادمة من شركاء وزارة الصحة، لكن المنحة الحالية تنتهي في منتصف شهر فبراير المقبل، ما يترك المستشفيات في حالة عجز أمام مشكلة انقطاع الكهرباء عن الأحياء السكنية التي تتواجد فيها المستشفيات. من ناحية أخرى تجدث مشكلة انقطاع الكهرباء ضررا كبيرا للأجهزة الطبية الموجودة في المستشفيات، وأوضح القدرة، أنه يتم تشغيل المولدات أكثر من المدة المفترض تشغيلها بمقدار 16 ساعة يوميا، ما يدفع وزارة الصحة للبحث عن تمويل لزيوت المولدات وقطع الغيار. المواطنون في القطاع بدأوا بالضجر من أزمة الكهرباء التي تعيق حركتهم وتؤثر على أنشطتهم، وعبر أصحاب المحلات التجارية الذين يحتاجون الكهرباء لحفظ منتجاتهم عن غضبهم الشديد إزاء الأزمة التي لا يبدو لها حلول قريبة. يقول أبو موسى، صاحب محل لبيع اللحوم والمجمدات ل"البديل"، إن أزمة الكهرباء تتسبب في فساد عدد من الأطعمة، إذ إن ساعات الوصل الأقل من 4 ساعات يوميا، لا تكفي لحفظ الأطعمة خلال ساعات القطع الطويلة، ما يتسبب في فساد بعض المنتجات لديه. وفي البيوت، لا يختلف الوضع كثيرا، حيث يتبع المواطن سياسة تقنين شراء لوازم البيت خوفا من فسادها لديه، ويقول فضل أبو عكر، إنه يخشى شراء ما يحتاجه البيت دفعة واحدة، ويضطر إلى شراء حاجاته اليومية فقط حتى لا تفسد، موضحا أن الأمر يزداد صعوبة يوما بعد يوم.