دائمًا ما تؤكد قطر، بقيادة تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، عند الحديث عن القضية الفلسطينة أنها الداعم الرئيسي لها في الشرق الأوسط، ولا بد من اتخاذ مواقف سياسية من جانب العرب ضد الانتهاكات الصهيونية في حق الفلسطينيين. ولكن بالنظر للحقائق الملموسة، نجد أن ما تتحدث به القيادة السياسية في قطر بعيد كل البعد عن الواقع، حيث تعكس الرياضة القطرية خلال الآونة الأخيرة حقيقة العلاقة القوية بين القيادة القطرية ونظيرتها الصهيونية، وأن الملف الفلسطيني من الممكن أن يوضع جانبًا في حالة تعارضه مع مصالح الطرفين. يشارك دودي سيلا لاعب الكيان الصهيوني في بطولة "إيكسون موبيل" أو الدوري العالمي لتنس الرجال، الذي يشارك به 25 لاعبًا، وتستضيفه مدينة الدوحةالقطرية، ويبلغ مجموع جوائزها مليونًا و386 ألف دولار. مشاركة لاعب الكيان الصهيوني في الدوري العالمي لتنس الرجال بقطر لم يكن المشهد الأول لتواجد رياضيين تابعين للكيان الصهيوني على الأراضي القطرية، حيث سبق وأن شارك منتخب الكرة الطائرة التابع للكيان الصهيوني في إبريل 2016 في بطولة قطر العالمية المفتوحة للكرة الشاطئية. كما تواجدت اللاعبة الصهيونية شهار بييار عدة مرات في قطر؛ من أجل المشاركة في عدد من بطولات التنس الأرضي، التي استضافتها قطر. ووصل التطبيع الرياضي القطري مع الكيان الصهيوني لمرحلة فجة، دون مراعاة لرفض الشارع القطري والعربي لأي تطبيع مع الكيان الصهيوني، وفي ظل ظرف سياسي مشحون ودماء تسيل، بعد قرار اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني. وفي الوقت الذي تؤكد فيه قطر أنها الداعم الأول للقضية الفلسطينية، تقوم باستضافة العديد من الرياضيين الصهاينة في مختلف الألعاب على أراضيها، فيما رفضت بعض البلدان العربية استضافة الكيان الصهيوني، كما رفض بعض الرياضيين العرب المشاركة في أي منافسات يكون طرفها الآخر لاعبًا تابعًا للكيان الصهيوني المحتل للأراضي العربية الفلسطينية. وأبدى عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي غضبًا واسعًا من موقف القيادة القطرية، الذي يراه البعض خيانة للشعب القطري ولمبادئه المعلنة وموقفه من القضية الفلسطينية.