أدت زيادة الأسعار وضعف القدرة الشرائية إلى تراجع واردات اللحوم المجمدة بنحو 40% خلال الشهور التسع الأولى من العام الجاري، وفقا لبيانات رابطة مستوردي اللحوم، كما أثرت أزمة نقص الدولار التي عانى منها المستوردون العام الماضي على حجم واردات اللحوم. وتستورد مصر 630 ألف طن لحوم و400 ألف رأس ماشية سنويًا من 18 دولة، منها 350 ألف طن لحوم مجمدة ومبردة، من دول البرازيلوالهند وأستراليا ونيوزيلندا والسودان وأمريكا وأوكرانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وأيرلندا وبولندا وكندا، وتنتج مصر من اللحوم البيضاء 1.3 مليار فرخة سنويًا تكفي 90% من الاستهلاك. ويبلغ إنتاج مصر من الثروة الحيوانية والداجنة محليًا 650 ألف طن، و1.3 مليار فرخة، و8.5 مليار بيضة، و5.6 مليون طن ألبان، ونسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء تبلغ 90%، واللحوم الحمراء حوالي 60%، والبيض 100%، والألبان 80%. ووفقا لتقارير وزارة الزراعة، فإن نصيب الفرد من اللحوم الحمراء انخفض في العام إلى 7 كيلو جرامات، بمعدل يصل إلى 18 جراما يوميًا، وهو أقل من متوسط نصيب الفرد عالميا البالغ 24 جراما في اليوم، وذلك نتيجة تدني الإنتاج الكمي والنوعي. الدكتور عادل عامر، مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية، قال إن سوق استيراد اللحوم سيطر عليه عدد قليل من رجال الأعمال استغلوا قرار الحكومة بتحرير سعر صرف الجنيه في الفترة الأخيرة لرفع أسعار اللحوم المستوردة، وبعض هؤلاء المستوردين مدانون باستيراد لحوم فاسدة وصدر بحقهم قرارات عقابية ومع ذلك عادوا لمزاولة نشاطهم تحت أعين الدولة وأجهزتها المختلفة. وأضاف عامر ل«البديل» أن رجال الأعمال قسموا سوق الاستيراد على أنفسهم وأصبح كل رجل أعمال له الدولة التى يصدر من خلالها إلى مصر، وطبقا للإحصائيات والأرقام الرسمية، فإن مصر تستورد نحو 250 ألف طن لحوم مجمدة، و200 ألف رأس أبقار حية، وتأتى 60%، من اللحوم من دولة الهند، و30% من اللحوم من البرازيل، وتستحوذ اللحوم المجمدة المعبأة على نحو 80% من احتياجات المصريين من اللحوم وأشهر مصادرها الهند التي تورد مجازرها 60% من اللحوم المجمدة إلى مصر، ثم البرازيل بنسبة 40% من الاحتياجات. وأكد عامر، أن الهندوالبرازيل تستحوذان وحدهما على 90% من حجم واردات مصر ويتم الاستيراد وفقا لتصاريح استيراد تمنحها الدولة للمستوردين وذلك بعد فحص اللحوم بمعرفة لجان بيطرية من الخدمات البيطرية في دول المنشأ على نفقة المستوردين، موضحا أن بعض أنواع اللحوم المجمدة يتم تسريبها إلى السوق لبيعها إلى المواطنين رغم أنها جاءت من أجل استخدامها بشكل أساسي في مصنوعات اللحوم مثل اللانشون والبسطرمة والبلوبيف والمفروم بعد إضافة التوابل وأحيانا فول الصويا إليها بنسبة تصل 25% على الأقل. وأشار إلى أن مصر من أكثر بلاد العالم استيرادا للحوم الحمراء بسبب نقص الإنتاج المحلي، لافتا إلى أن اللحوم هي من أساسيات الغذاء البروتيني للشعب المصري لدرجة أن العامل الذي يقاس به دخل الفرد هو كم يكفي الراتب الشخصي لشراء كمية من اللحوم. واختتم أن استهلاك مصر من اللحوم الحمراء يصل إلى 10 ملايين طن سنويا منها 60% مستوردة، في صورة لحوم مجمدة بنسبة 30% و30% من الحيوانات الحية من الأبقار والجمال، وأن 40% من الكمية يتم إنتاجها من الذبح المحلي أن متوسط نصيب المواطن من استهلاك اللحوم يصل إلى 8 كجم بينما يرتفع هذا المتوسط ليصل إلى 30 كجم في الولاياتالمتحدة و28 كجم في أوروبا و40 كجم في البرازيل.