قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مريم أبو دقة، إن المصالحة الفلسطينية في هذه الأوقات تحديدا، تعد بيت القصيد، والانقسام الداخلي جعل الآخرين يتجرأون وينقضون على القضية الفلسطينية. وأضافت أبو دقة ل"البديل"، أن المصالحة خيار استراتيجي، ويجب أن تستغل الأطراف الفلسطينية الوقت الراهن لدوران عجلة المصالحة، بالتزامن مع الجهود المصرية، وسط الترحيب الشعبي في غزة عندما وصلت الحكومة للقطاع، موضحة أن الترحيب لم يكن للحكومة، بل بالمصالحة الفلسطينية التي ينتظرها الشعب. وتابعت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن الشعب الذي ساند ورحب بالمصالحة، أعطى رسالةً مهمة، أن القوة في الوحدة والتكاتف، إذ أن هناك ترابطاً قوياً ومهماً بين إنهاء الاحتلال، وإنهاء الانقسام الذي لن ينتهي دون انتهاء الانقسام أولاً. أبو دقة، التي تمتلك صوتاً مناضلاً يحمل إيجابيةً كبيرة وثقة هائلة بالشعب الفلسطيني والشعوب العربية، تؤكد أن اقتراب أقطاب المصالحة دفع إسرائيل وعملاءها لبدأ خلط الأوراق؛ لتشتيت الفلسطينيين عن الوحدة الوطنية، وبدأوا العبث بالأمن الداخلي ومحاولات اغتيال كثيرة، لكنها فشلت. وفيما يتعلق بقرار ترامب لنقل السفارة الأمريكية للقدس، قالت أبو دقة، إنه استكمال للمشروع الاستعماري في المنطقة، وفلسطين البوابة التي تبدأ منها للسيطرة على المنطقة العربية كافة، واصفة الصراع ب"عربي صهيوني"، ليس فلسطينياً فقط، مضيفة أن الولاياتالمتحدة دائما تحاول فرض خطتها القديمة الجديدة بافتعال أزمات وصراعات طائفية في المنطقة لبسط نفوذها الاستعماري واستكمالها بإشعال الحروب المذهبية التي تعبر عن جوهر صهيوني أمريكي، للسيطرة على ثروات المنطقة، وتحاول الولاياتالمتحدة صنع عدو يتمثل في حماس وحزب الله وإيران، لتوجيه البوصلة عن العدو المركزي للعرب، وهو العدو الصهيوني، ورأس الإرهاب أمريكا التي ترعى إسرائيل. وأكدت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن الطرف المتمثل في إسرائيل وأمريكا، لم يتكيف مع مُضي المصالحة قدماً؛ لأنها لم تأتِ على هواه وطريقتها التي تريد فرضها في المنطقة، لذلك بدأت بتحريك ذيولها الإرهابية في سيناء بعدما تم إفشالهم في سوريا وطردهم منها، موضحة أن كل الإرهاب المتواجد في سيناء يتبع الكيان الصهيوني وأمريكا، ويهدف لضرب مصر وأمنها وتدميرها. وأوضحت أبو دقة، أن القرار الذي اتخذه ترامب بنقل سفارة بلاده للقدس، كشف وعرى الولاياتالمتحدة وأكد أنها صانعة للإرهاب، بدعمها إسرائيل كقوى محتلة، حيث وقع ترامب على بياض بأن لا دولتين ولا أي استحقاق للفلسطينيين. وفيما يتعلق بأخبار توطين الفلسطينيين في سيناء، قالت أبو دقة، إن الجبهة الشعبية ترفض رفضاً قاطعاً حل القضية الفلسطينية على حساب أي دولة عربية، معبرةً "على جثتنا" أن يمر مخطط دولة فلسطينية في غزةوسيناء دون باقي الأرض الفلسطينية، مشيرةً إلى أن 12 مليون فلسطيني في الداخل والخارج بأصدقائهم في العالم أجمع، سيواجهون هذا المخطط، مؤكدةً أن لا بديل عن القدس، قائلة: إننا نرفع شعار واشنطن عاصمة أبدية لإسرائيل، ساخرةً من مكانة ترامب التي أقر من خلالها القدس عاصمة لإسرائيل، متسائلة: من هو ليقرر في أرض لا يمتلكها. وأكملت، أنه لا يمكن القبول بترامب كراعٍ لعملية السلام، وهذا ما يقولوه منذ زمن، بأنه راعٍ غير نزيه، لكن الفلسطينيين الآن لديهم أصدقاء في العالم كله وأوراق ضغط عديدة، القضية الأولى التي يجب أن يعمل عليها كل فلسطيني الآن، هي الوحدة. وفيما يخص زيارة الوفد البحريني للأراضي المحتلة بعد قرار ترامب، قالت إنها لا تمثل الشعوب العربية، مطالبةً بمحاكمة من يشوهون اسم الأمة العربية وأحرارها، مؤكدة: أننا ندافع كفلسطينيين ومستقبل الأمة العربية برمتها. وأنهت أبو دقة، بأن قوات احتلالية عديدة مرّت على فلسطين، ولم تدم، وأن الاحتلال الصهيوني سينتهي يوماً ما، بجهود كل فرد فلسطيني يستطيع أن يقدم شيئاً لوطنه، حيث نستطيع مقاطعة أمريكا وعزلها بشكل جماعي وموحد بكل ما نمتلكه من أدوات وأصدقاء وعدالة للقضية والشعب الذي يمتلك من الإرادة ما يجعله يسحق الاحتلال.