سلطت صحيفة “الجارديان” الضوء على الاحتجاجات في أسبانيا بعد نزول مئات الآلاف من الأسبانيين للشوارع في مدريد وبرشلونة وفالنسيا للتظاهر ضد قرارات ماريانو راخوي رئيس وزراء أسبانيا. انطلقت الاحتجاجات بعد قداس يوم الأحد، حيث امتلأت الشوارع بمئات الآلاف من المتظاهرين ضد التقشف وخفض الإنفاق، والتغييرات الجذرية في حقوق العمال. وأعلنت النقابات أن أكثر من نصف مليون شخص تظاهروا في أنحاء البلاد. تأتي هذه الاحتجاجات بعد أسبوعين من مشروع مرسوم العمل الجديد الذي طرحه راخوي. المرسوم الجديد يتيح لأصحاب العمل طرد العاملين وتخفيض الأجور دون الالتفات لقانون العمل العالمي. قرارات راخوي التي تهدف في الأساس إلي زيادة فرص العمل بأسبانيا صاحبة أعلى نسبة بطالة في العالم، تتنافي تماما مع وضع الاقتصاد المتقلص هذا العام بنسبة 1.7%، واعتراف الحكومة بأن معدل البطالة (23%) سوف يرتفع على المدى القصير. تشكو النقابات من مرسوم العمل الجديد الذي يؤدي إلي تصعيد جديد في تسريح العمال. راخوي نفسه قال أنه يتوقع دعوة النقابات إلي إضراب عام في وقت قريب. ودعا المدرس ألبرتو كاريو، أثناء احتجاجات الأحد إلي الإضراب العام، وأضاف: “لقد قلصوا حقوق العمال، ولم يذكروا شيئا عن خطط خلق فرص العمل”. في المقابل، أكد راخوي في مؤتمر الحزب يوم الأحد أن هذا “الإصلاح” فقط من أجل العاطلين عن العمل، لأنهم “لا يرون المستقبل”. وكانت الحكومة قد خفضت الإنفاق بقيمة 9 مليار يورو، وقامت برفع ضريبة الدخل من أجل نضالها لتحقيق أقل نسبة عجز يقبل بها الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من الرقم الذي حدده الاتحاد الأوروبي بتوفير 30 مليار يورو، تأمل الحكومة الأسبانية بإقناع الإتحاد الأوروبي بتقليص الهدف هذا العام. ولكن “كالعادة”، لا يفكر المسئولون في مستقبل البلاد، هم ينظرون فقط للانتخابات المقبلة. وفقا لناتشو فوتشي – 27 عامل، الباحث الجامعي بمدريد.