ما زالت أزمة نقص الدواء مستمرة، والتي كان آخرها اختفاء حقنة البنسلين ممتد المفعول، مما يؤثر سلبًا على مرضى الحمى الروماتيزمية، ولم يتوقف الأمر على نقص البنسلين، بل شمل النقص البدائل الدوائية للبنسلين أيضًا، وبالرغم من نقصه بالصيدليات والمستشفيات، إلا انه يتواجد بالسوق السوداء، حيث وصلت الحقنة إلى 200 جنيه، في حين أن سعرها الأصلي لا يتعدى 8 جنيهات. يذكر أن وزارة الصحة أكدت منذ فترة حل تلك الأزمة من خلال ضخ 100 ألف عبوة بنسلين طويل المفعول لعلاج الحمى الروماتيزمية، حيث ذكر الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان، في تصريحات، أنه تم حل أزمة نقص البنسلين طويل المفعول، وسيتم ضخ كميات أكثر في السوق خلال الفترة المقبلة، لتفادى النقص في هذا الصنف، مؤكدًا أن هناك تحركًا كبيرًا لسد أي نقص، خاصة في الأدوية الحيوية التي تمس المواطنين، مشيرًا إلى أن مؤسسة الرئاسة تتلقى تقارير بصورة منتظمة عن نقص الأدوية، موضحًا أن النقص يشمل 14 دواء فقط ليس له بدائل. وبعيدًا عن تصريحات الوزير فإن الواقع يؤكد استمرار أزمة البنسلين دون حل، مما دعا محمد فؤاد عضو مجلس النواب للتقدم بسؤال إلى الدكتور علي عبد العال، رئيس المجلس، موجه إلى المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان؛ بشأن الاختفاء المفاجئ لحقنة البنسلين ممتدة المفعول وبدائلها الدوائية. وأضاف فؤاد أنه تلقى العديد من الاستغاثات من جانب عدد كبير من المرضى وتحديدًا مرضى الحمى الروماتيزمية بخصوص النقص المفاجئ والكبير في البنسلين في الأيام الأخيرة، حيث يعاني المرضى من نقص شديد، يكاد يكون اختفاء تامًّا للحقنة، وذلك وسط حالة من الصمت التام من جانب المسؤولين والأجهزة الرقابية للوزارة. وتابع فؤاد أن ذلك فتح المجال كالمعتاد أمام السوق السوداء للتغول والتسبب في زيادة تبعات تلك الأزمة، حيث أصبحت تلك الحقنة تباع بالطرق غير الشرعية في السوق السوداء. وأوضح فؤاد أنه بالبحث في أبعاد وملابسات الأمر، تم التوصل إلى أن من ضمن مسببات الأزمة اختفاء البدائل الدوائية لحقنة البنسلين من الأسواق بشكل غريب وغير مفهوم. وأكد أن ذلك تسبب في حالة من الهلع والرعب الشديدين في نفوس المرضى، نتيجة تعرض حياتهم وسلامتهم للخطر، جراء نقص تلك الأدوية من الأسواق وعدم قدرتهم على المداومة على شرائها من السوق السوداء، لارتفاع أسعارها إلى 10 أضعاف سعرها الحقيقي على الأقل. وتساءل فؤاد عن أسباب اختفاء حقنة البنسلين وبدائلها بهذا الشكل المفاجئ، وما هي الإجراءات الفورية التي ستتخذها الوزارة لمعالجة الأمر وتوفير تلك الأدوية في أسرع وقت ممكن، وطالب بالرد على سؤاله كتابيًّا. وعلق الدكتور رشيد رامز، إخصائي أمراض الباطنة، على الأزمة قائلاً: للأسف هناك نقص حاد في حقن البنسلين وبدائلها من سوق الدواء، مما يعرض حياة مرضى الروماتيزم لخطورة بالغة، قد تؤثر على حياتهم ككل، وأضاف رامز ل "البديل" أن هذه الأزمة لا يمكن الاستهانة بها أو اكتفاء المسؤولين بنفيها، بل يجب الاعتراف بها، حتى يتم وضع حلول لإنقاذ حياة ملايين المرضى، وأوضح أن هذه الأزمة بدأت بالتدريج، حيث شهد سوق الدواء نقصًا تدريجيًّا في حقن البنسلين، ثم شهد اختفاء تامًّا، وللأسف بدائل الحقنة أيضًا غير موجودة بالأسواق. وأضاف الدكتور محمد سعودي، وكيل نقابة الصيادلة الأسبق، أن الأزمة قائمة، وتنحدر نحو الأسفل، معلقًا: إذا افترضنا أن تصريح الدكتور أحمد عماد الدين في محله، وبالفعل تم ضخ 100 ألف عبوة بالأسواق، فهل يعقل أن هذه العبوات كافية ليتم توزيعها على صيدليات مصر التي يبلغ عددها حوالي 70 ألف صيدلية؟ موضحًا أن مرضى الحمى الروماتيزمية أحيانًا يحتاجون لهذه الحقنة ثلاث مرات شهريًّا، مما يعني أن هذه الأزمة خطيرة، ويجب حلها بأقصى سرعة وبمنتهى الشفافية، وأكد سعودي أن أزمة نواقص الدواء ما زالت كما هي منذ بدايتها ولم يتم حلها بأي شكل من الأشكال.