استعادت قوات الأمن العراقية مقرات مباني الحكومة الكردية في وسط مدينة كركوك، حيث طلب حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، رفع العلم العراقي على المقار الحكومية في المدينة وقال مسؤول في وزارة النفط العراقية إن الوقت سيكون قصيرا جدا قبل سيطرة الحكومة العراقية على حقول النفط في محافظة كركوك. تعاني حركة الانفصال الكردية من هزائم كارثية وسط استعادة الجيش العراقي لمدينة كركوك النفطية التي تشهد مقاومة ضعيفة من قوات البيشمركة الكردية، كما يتهم المسؤولون الأكراد القوات التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، أحد الأحزاب الكردية الرئيسية بالخيانية؛ لعدم مقاوته الهجوم العراقي. تعتمد الأحلام الكردية في تحقيق انفصالها على السيطرة على الثروات النفطية في كركوك التي فقدتها الآن وربما إلى الأبد، وقد يتراجع الاقليم عن الاستقلال بعد إعلان تركيا عن تسليم السيطرة على البوابة الحدودية بين تركيا وكردستان العراق للحكومة المركزية في بغداد. بدأت عملية الحكومة العراقية في وقت مبكر من صباح يوم الإثنين، حيث سيطرت القوات بسرعة على حقلين رئيسيين للنفط ومقر شركة نفط في الشمال، وقادت هذه العملية مدرعات من قوات مكافحة الإرهاب، المدربة تدريبا عاليا، والتي قادت أيضا الهجوم في معركة الموصل. وكان قد استولى الأكراد على مدينة كركوك في عام 2003، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق، ووسعوا نطاق سيطرتهم عليها في عام 2014، بعد هزيمتهم تنظيم داعش في الشمال. كانت شوارع مدينة كركوك مهجورة في الصباح، حيث فر الناس إلى منازلهم، وحتى الآن لم يكن هناك إطلاق نار يذكر، حيث تخلت البيشمركة عن مواقعها في انسحاب يبدو لم يكن مخطط له مسبقا. إن سرعة ونجاح التقدم العسكري العراقي ضد المقاومة الكردية التي لا تذكر حتى الآن هي ضربة لمسعود بارازاني، رئيس الحكومة الكردية الحالية، الذي ترأس عقد استفتاء انفصال الاقليم في الخامس والعشرين من سبتمبر، والذي عارضته بشدة الحكومة العراقية وإيران وتركيا والولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي، مما يترك بارازاني معزولا في مواجهة القوة المتفوقة. وينظر إلى الاستفتاء على أنه سوء تقدير كارثي من قبل بارازاني، حيث قال كمران كرداجي، معلق كردي ورئيس أركان سابق في حكومة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني: القيادة الكردية لم تتوقع أبدا أن تكون هذه عواقب الاستفتاء، وحذر عمر شيخوس، زعيم كردستاني مخضرم، من سوء التقدير الخاص بالاستفتاء، لأن العواقب ستكون وخيمة على كافة الأكراد. انسحاب الأكراد من كركوك هو انعكاس للانقسامات العميقة بين الزعماء الأكراد وأحزابهم، التي تصل المنافسة بينهم لمستويات عالية. هناك تفسير أكثر بساطة لما يحدث، وهو أن القيادة الكردية أكثر انقساما مما كان متوقعا، والجيش العراقي أقوى، في حين أن بارازاني خسر حلفائه التقليديين، وقد دعى القادة الأكراد يوم الأحد في اجتماعهم للوساطة والحل غير العسكري للأزمة، ولكن الوقت كان متأخرا. المقال من المصدر