بدأت أعمال الإنقاذ والبحث عن ناجين في العاصمة الصوماليةمقديشيو، بعد أنفجار شاحنة مفخخة، يوم السبت الماضي، وأصبحت التفجيرات شائعة في الصومال، وغالبا ما ترتكبها حركات التمرد، وهذه المرة، اختاروا سيارات لتنفيذ الهجمات التي كانت بالقرب من فندق وتسببت في انهياره. بدأت أعمال الإنقاذ أمس الأحد، لكن الهجوم الأخير يعد موضع تركيز، وقال مسؤولون حكوميون إن عدد القتلى ارتفع من عشرين شخص ليلة السبت إلى أكثر من 270، وإصابة أكثر من 300 آخرين. ومن جانبه، قال عضو مجلس الشيوخ المهزوم، أبشير أحمد، في رسالة نشرها على موقع فيسبوك: هذا الحادث الأكثر دموية منذ التسعينات بعد انهيار الحكومة. جاء الهجوم بعد أن كررت الولاياتالمتحدة تحت رئاسة دونالد ترامب، تصريحات هزيمة حركة الشباب والمسلحين الصوماليين الذين نفذوا التفجيرات في شرق إفريقيا، وقتلوا المدنيين عبر الحدود، وزعزعوا استقرار المنطقة. لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات حتى الآن، لكن الشكوك تذهب على الفور إلى حركة الشباب، أكثر الجماعات استهدافا للعاصمة مقديشيو. خسرت الجماعة سيطرتها على معظم أجزاء المدينة في السنوات الأخيرة، نتيجة لهجمات قوات الاتحاد الإفريقي والجيش الصومالي وتعزيزات القوات الجوية الأمريكية، لكن المجموعة ما تزال تقاتل بقوة، رغم سنوات التدخل الأمريكي لمكافحة الإرهاب، وأعلن بعض مسلحيها الولاء لتنظيم القاعدة، وآخرون لداعش. ومع تزايد عدد القتلى يوم الأحد، أعلن محمد عبدالله، الرئيس الصومالي، الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، بجانب نداءات التبرع بالدم للضحايا، وقد تبرع نفسه بالدم. يكافح الأطباء في مستشفيات مقديشو لإنقاذ المصابين، كما يؤكد الأطباء أنهم لم يروا مثل هذا التفجير من قبل، والإصابات الناجمة عنه. بدأت آمال الصومال تتلاشى وتنحسر، بعد أكثر من 25 عاما من الفوضى وانهيار الحكومة المركزية، لكن السنوات الأخيرة بعثت قليلا من الأمل، بعد تولي الحكومة الجديدة السلطة، ورغم ذلك لم تشكل الحكومة تهديدا لحركة الشباب، ولقى مئات الأشخاص مصرعهم وأصيبوا في هجمات على العاصمة هذا العام وحده. يعتقد المحللون أن الهجوم الأخير ربما يكون انتقاما بسبب خسارة المجموعة لمساحات من الأراضي وزيادة هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية، منذ أن خفف ترامب القيود عليها. شنت قوات العمليات الخاصة الأمريكية 15 غارة جوية ضد قادة الشباب ومقاتلين ومعسكرات تدريب منذ بداية العام، بما في ذلك خمس ضربات في الشهر الماضي. تسببت إحدى الضربات في 30 يوليو الماضي، في مقتل علي جبل، أحد قادة حركة الشباب، مما سيتسبب في تدهور كبير للمجموعة الإرهابية وتقييد قدرتها على تنسيق الهجمات في العاصمة وجنوب الصومال. وقال متخصصون في مكافحة الإرهاب، إن حجم التفجيرات الضخمة التي وقعت يوم السبت، ربما يرجع لتلقي حركة الشباب مساعدة من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، كما يرى البعض في إفريقيا أن الهجوم من الممكن أن يكون له نتائج عكسية على الشباب، وربما هذا سبب عدم إعلانها المسؤولية عن التفجير. وقالت المتخصصة في الشؤون الصومالية بالجامعة الأمريكية، تريسيا باكون: حين تشعر المجموعة بالضغط ستنفذ هجمات أكبر وأكثر أهمية، ورأت أن الهجوم وقع نتيجة سؤ تقدير من الحركة. ويشير بعض المحللين إلى أن حركة الشباب تحاول الاستفادة من عدم الاستقرار السياسي في الصومال، خاصة بعد تزعزع البلاد نتيجة الخلاف السعودي القطري، حيث يدعم جانب السعودية والآخر قطر. وقع الانفجار بعد يومين من توجه رئيس قيادة القوات الأمريكية الإفريقية إلى العاصمة الصومالية للاجتماع مع الرئيس الصومالي، وبعد استقالة وزير الدفاع وقائد الجيش لأسباب لم يكشف عنها. المقال من المصدر